2022 يوليو/جويلية 6 - تم تعديله في [التاريخ]

ليلة المتاحف والأروقة الفنية

رواق مرسم بالرباط يعرض كنوزه المخفية منذ خمسين عاما للجمهور
زينب عبد الرازق الشرايبي: أرفض تسمية الفن الساذج فيها تبخيس لفن فطري تلقائي


العلم الإلكترونية - نعيمة الحرار 

أسماء كبيرة لفنانين كبار منهم من غادر هذا العالم وبقيت لوحاته أوفنه وراءه يتحدث عنه في حب وفي خلود جميل وبهي ، وأخرى لفنانين مازالوا بيننا ينحتون جمالا آخر وزوايا وسماوات وأبواب مدن عشقوها ، هي ووجوه ورموز غائرة في الزمن المغربي المجيد، وقفت وكذلك زوار الرواق أمام شموخ لوحات جعلتني أتفحصها جيدا ، وأعانق الحلم الذي انبثق على جدران رواق مرسم للفن المعاصر الذي فتح أبوابه الجمعة 22يونيو الماضي وسيستمر الى 30يوليوز الجاري ، في اطار ليلة المتاحف والأروقة الفنية التي نظمتها المؤسسة الوطنية للمتاحف ..
 
وأمام حلم ومعاناة ربما واحباطات وحتى خبايا مشاعر إنسانية غامضة تحولت الى لوحات، كانت السيدة زينب عبد الرازق الشرايبي من مؤسسي رواق مرسم الى جانب زوجها رشيد الشرايبي أفضل مرافقة بحكيها وقراءتها المحترفة للوحات والمدارس التي تنتمي اليها وخلفية الأسماء التي وضعت توقيعها على اللوحة الأصلية او السنوغرافية ، وتؤكد أن الرواق له إسم كبير كذلك وهوية، هو من آمن وصاحب فنانين منذ انبثاقهم الأول ليكون النجاح منذ البدايات تقول السيدة زينب عبد الرازق الشرايبي ، مؤكدة أن الرواق لا يقتني اللوحات فقط بل يدافع عنها داخل الوطن وخارجه ..وأسماء مغربية كثيرة أضحت عالمية و أعمالها صنفها الرواق الذي راكم اكثر من 50 سنة من التجربة ، لتكون كنوزا نفيسة كشف عنها لتكون موضوعا للعرض وعددها 50 لوحة..
 
وفي مدخل الرواق كانت أعمال الفنانة التشكيلية الراحلة مريم أمزيان متميزة بالألوان وبالأبيض والأسود والوجوه النسائية الجميلة باللباس التقليدي المغربي والعيون الواسعة.. وجوه من المجتمع المخملي بكل ما يعنيه من تناقضات أو تدرجات كما قالت الشرايبي خلال شرحها للوحة "النساء المغربيات" فيها عدد من النساء ومن خلال لباسهن وحتى حليهن يظهر انهن لسن من نفس المستوى الاجتماعي لكن كانت عيونهن جميعا تحكي انهن منسجمات وهادئات داخل محيط حريمي رائق فهناك المشهد الأول تقول زينب عبد الرازق والمشهد الثاني وهناك تقارب روحي كأنهن من نفس العائلة رغم اختلاف المستوى الاجتماعي ، وهي فنانة أرستقراطية ابنة الماريشال أمزيان أعمالها الأولى تنتمي للمدرسة الواقعية التشخيصية، وبعد دراستها الاكاديمية للفنون الجميلة بمدريد باسبانيا أضحت أكثر جرأة وعندها أعمال يجب قراءتها بخلفيات مختلفة..  
 
والفنانة مريم أمزيان هي إحدى رواد الفن التشخيصي الواقعي بالمغرب برزت في سبعينيات القرن الماضي، وتصنف ضمن خانة الفن المغربي المعاصر. وأول امرأة مغربية تدرس الفنون الجميلة في الخارج ولدت عام 1930 في فرخانة منطقة من الريف في شمال المغرب وتوفيت في مارس 2009.
 
وفي المدخل دائما كانت لوحة ساحرة للفنان الراحل عبد الباسط بن دحمان، لوحة من الحجم الكبير والفنان بدأ يظهر بشكل مميز في بداية الثمانينات تقول الشرايبي ، واللوحة حسب تعبيرها كأنها حكاية من الاساطير تجسد سيدة على صهوة جواد وفي عمق اللوحة هناك ناس كثر ..ومن خلال تفحصي لها جعلتني انتقل الى عالم الحلم والحرب ففي الخلفية وعلى التلة تظهر قلعة بعيدة والى جانب المرأة او القائدة هناك وجوه كثيرة وكلها وجوه نسائية وجميعهن ينظرن الى نفس الاتجاه واختار الفنان أن يكون اللون متقاطعا بين الأبيض الناصع و لون التراب ..
 
لوحة أخرى من كنوز رواق مرسم لفنان آخر هو عبد العزيز الشرقاوي.. فنان تقول زينب عبد الرازق الشرايبي متشبع بالفضاء التطواني ، واشتغاله أكاديمي يعكس الخطوط والظل والتفاصيل، ولديه دقة في العمل، وأشارت الشرايبي الى انه حقق النجاح رغم أن المدرسة الواقعية كانت مضطهدة شيئا ما من قبل مدرسة الفن التجريدي..
 
ومن اللوحات المثيرة هناك لوحة لعبد الله صدوق هي واحدة من اربع لوحات تحمل عنوان الرباط الفصول الأربعة فهناك ، ولنفس الفنان مجموعة لوحات في الرواق وكلها مختلفة في الحجم والألوان والموضوع وكلها تغري بالوقوف أمامها والتأمل..واشارت مريم الشرايبي ، وتحدثت الشرايبي بحب عن الفنانة فاطنة لغبوري التي تحمل لوحاتها التي يميزها الحجم الكبير والوجوه الحاملة للفرح والألوان في اتقان لجمال نقلته تقول الشرايبي من الفضاء الذي تعيش فيه ، وأكدت انها ترفض ان تسمي هذا الفن بالساذج لان فيه تبخيس لموهبة فطرية جميلة ووصفته بالعفوي وهو على كل فن مميز، واستطاعت لغبوري ان تترك بصمة مميزة ولوحاتها واحدة من كنوز رواق مرسم، وهناك لوحات للفنانة فاطمة حسن والكثير من الفنانين و..
 
ومن الأسماء الكبيرة التي يعرضها الرواق هناك لوحات لجيلالي الغرباوي ومحمد قاسيمي ، ومحمد مليحي وميلود لبيض وعيسى ايكن واحمد بنيوسف ، ومحمد نبيلي ومحمد حميدي ومريم الشرايبي وحسين ميلودي وعبد الرحيم يامو، والمكي مغارة ومحمد ادريسي وامين الدمناتي ، وعبد العزيز الشرقاوي والعربي بلقاضي ومحمد بنعلال ، ومحمد شبعة الذي تحدثت عنه زينب الشرايبي بتقدير كبير وعن تجربته الفنية والإنسانية هو الكاتب والتشكيلي وابداعه قبل وبعد مرحلة السجن كما تحدثت عن مجلة أنفاس وكل ما يرمز اليه ويمثله الفنان الراحل محمد شبعة الذي أغنى الساحة التشكيلية بالمغرب ، وترك ارثا مميزا وهو احد اركان كنوز رواق مرسم التي تعرض لوحاته ولوحات باقي الفنانين بافتخار وحب وحرفية .وشبعة فنان اكاديمي درس الفنون الجميلة بالمغرب وبروما..
 
ومن اللوحات التي تجذب النظر لوحة الفنان الراحل عباس صلدي ، قالت الشرايبي انه من المواهب التي تبناها رواق مرسم منذ البداية وكان طالبا في الباكلوريا وبعدها درس الفلسفة ، وفي عمله جراة وابداع واللوحة كانت تجسد نساء متماهيات مع الطبيعة ..وقالت الشرايبي ان المبدع لم يمهله الموت فقد مات في سن مبكر قبل بلوغ الأربعين...
 
ويضم الرواق عددا من اللوحات المنقولة عبر تقنية السينغرافيا ، وهي نوع من الطباعة على القماش او الحجر وتكون بترخيص من الفنان وتحمل توقيعه ما يعطيها قيمتها ، وهي طباعة بتقنيات معقدة تقول زينب عبد الرازق الشرايبي واللوحات تحمل رقما خاصا ، وهي مطبوعة بالوان مطابقة للوحة الاصلية وذات جودة عالية ولا تتاثر بالضوء .




في نفس الركن