العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
اختفى شاب يدرس بأحد المعاهد التكنولوجية بمدينة العرائش عن الأنظار وسط الأمواج العاتية التي ضربت سواحل المدينة الصخرية، بعدما تعرض للغرق أثناء محاولته نجدة أحد أصدقائه الذين كانوا يمارسون السباحة عشية اليوم السبت. وقد خلف الحادث حزناً عميقاً في نفوس سكان العرائش، بعدما انتشر الخبر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تداول معطيات وصفها بعض المتتبعين بأنها غير دقيقة وتشوبها المغالطات.
ووفق مصادر قريبة من مكان الحادث، فإن الشاب المفقود كان رفقة ثلاثة من زملائه، ينحدرون من مدن مختلفة، ويتابعون دراستهم بالمعهد بنظام داخلي يسمح لهم بمغادرة المؤسسة كل يوم سبت بعد الثانية زوالاً، قصد التوجه إلى مركز المدينة لقضاء أغراضهم الشخصية والترويح عن النفس بعد أسبوع من الدراسة، على أن يعودوا إلى الإقامة قبل التاسعة ليلاً، كما هو معمول به في أغلب المعاهد الداخلية بالمغرب.
وأضافت المصادر ذاتها أن الطلبة الأربعة غادروا المعهد لهذا الغرض، إلا أن مشهد بعض شباب المدينة وهم يسبحون في الشاطئ الصخري خلف السجن المحلي لفت انتباههم، فقرر ثلاثة منهم النزول إلى البحر بينما فضل الرابع البقاء على اليابسة لحراسة أغراضهم. غير أن دقائق قليلة بعد ذلك كانت كفيلة بتحويل النزهة إلى مأساة، حين لاحظ الطالب المفقود أن أحد أصدقائه يواجه صعوبة في مقاومة الأمواج العاتية، فسارع إلى نجدته دون تردد، قبل أن تعصف به التيارات القوية وتصطدم به الأمواج بالصخور، ليغوص بعدها في العمق ويختفي عن الأنظار.
وقد تمكن أستاذ للسباحة كان متواجداً بالقرب من موقع الحادث من إنقاذ الطلبة الثلاثة الآخرين الذين كانوا في حالة خوف وارتباك شديدين، بعد أن سحبهم إلى بر الأمان.
وفور إشعارها بالحادث، هرعت إلى عين المكان فرق الإنقاذ البحري والدرك الملكي البحري وعناصر الوقاية المدنية، حيث باشرت عمليات تمشيط واسعة بحثاً عن الشاب المفقود، فيما جرى نقل زملائه الثلاثة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية.
ولا تزال جهود الإنقاذ متواصلة إلى حدود الساعة، وسط أجواء من الترقب والحزن في أوساط سكان المدينة وزملاء الطالب الذين وصفوه بالشجاع والمضحي، مؤكدين أنه "غرق وهو يحاول إنقاذ حياة صديقه".
ولا تزال جهود الإنقاذ متواصلة إلى حدود الساعة، وسط أجواء من الترقب والحزن في أوساط سكان المدينة وزملاء الطالب الذين وصفوه بالشجاع والمضحي، مؤكدين أنه "غرق وهو يحاول إنقاذ حياة صديقه".