*العلم الإلكترونية*
شكلت قيم نشر السلم والتآخي والتعايش بين مختلف حضارات وديانات العالم، رسالة قوية في الندوة الافتتاحية لمهرجان "ماطا" الدولي في دورته الثالثة عشر، يوم الجمعة 23 ماي 2025، والمنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،بمدشر زنيد جماعة أربعاء عياشة دائرة مولاي عبد السلام ابن مشيش بإقليم العرائش، تحت شعار "احتفائية ماطا بربع قرن من الازدهار والتنمية في العهد الميمون لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده".
وقد أجمع المتدخلون من أساتذة جامعيين ورجال دين من مختلف الديانات السماوية، ومهتمين بالشأن الديني والصوفي، على أن عالم اليوم في أمس الحاجة إلى تعزيز القيم الجامعة والسمحة، مبرزين أن الحروب والنزاعات ومظاهر التطرف والانغلاق لا تجني منها شعوب العالم سوى المآسي والأزمات.
وشدد المتحدثون على أهمية "القيادة" الدينية الشجاعة التي تدفع نحو تعزيز الوحدة، وتركز في خطاباتها على المصير المشترك للبشرية جمعاء كأساس للتعايش السلمي.
كما استحضروا المكانة الكبيرة والمتميزة التي يحظى بها مقام القطب الرباني مولاي عبد السلام بنمشيش باعتباره نبراسا للسلام والتآخي. ومعربين على أهمية حوار الديانات لتحقيق السلم ورفاهية الشعوب.
وبالمناسبة عبّر نبيل بركة رئيس مهرجان "ماطا"،عن اعتزازه بالانتماء إلى المدرسة الصوفية الشاذلية، التي وصفها بأنها من أبرز المدارس الروحية في العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن هذا الإرث الصوفي يغرس في أتباعه قيم السلام الداخلي، والمحبة، واحترام الإنسان.
وأوضح أن وفدا مكونا من نحو 25 شخصًا، من فلسطين والقدس والولايات المتحدة وإنجلترا وبروكسل، سيقوم بزيارة إلى مولاي عبد السلام يوم الإثنين المقبل، في إطار خلوة روحية تهدف إلى تعلّم وتوحيد ما وصفه بـ”اللغة الإبراهيمية المشتركة”، التي تعود جذورها إلى الإرث الروحي المشترك بين الديانات التوحيدية.
وختم قائلا "نحن ممتنون لجلالة الملك محمد السادس، الذي واصل نهج والده الراحل الملك الحسن الثاني، في ترسيخ قيم الإنسانية والوحدة الروحية".
وتبقى الإشارة إلى أن الندوة عرفت حضور شخصيات وازنة من مختلف المشارب، وفي مقدمتهم نزار بركة وزير التجهيز والنقل، والعالمين بوعصام عامل إقليم العرائش، وعبد العليم الهنا رئيس جماعة عياشة، وعدد من المسؤولين والمنتخبين، إلى جانب سفراء دول إفريقية، وممثلي بعثات دبلوماسية، وممثلة الاتحاد الأوربي بالرباط، ورجال دين من مختلف الديانات.
وقد عكس الحضور الكبير والهام، المكانة الكبيرة التي بات يحظى بها مهرجان "ماطا" كفضاء متميز للتواصل،وترسيخ قيم التسامح بين الديانات، وتثمين الموروث الحضاري واللامادي الذي تزخر به المملكة.