2024 أبريل 2 - تم تعديله في [التاريخ]

مبادرة‭ ‬تكشف‭ ‬تجذر‭ ‬قيم‭ ‬التضامن‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬المغاربة

تسديد‭ ‬ديون‭ ‬المعوزين‭ ‬لدى‭ ‬دكان‭ ‬الحي‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬المعاناة


العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي 

‮«‬تحدي‭ ‬الكارني‮»‬،‭ ‬فكرة‭ ‬خرجت‭ ‬إلى‭ ‬الوجود‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬وهي‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الثالثة،‭ ‬إنها‭ ‬مبادرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬‮«‬كريدي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬لدى‭ ‬أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬البقالة،‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أشخاص‭ ‬اضطرتهم‭ ‬ظروفهم‭ ‬المادية‭ ‬الصعبة‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬‮«‬دفتر‭ ‬الطلق‮»‬‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬ب‭ ‬‮«‬الكارني‮»‬‭.‬‮ ‬
 
حمزة‭ ‬الترباوي‭ ‬عضو‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬تحدي‭ ‬الكارني‮»‬‭ ‬قال‭ ‬لجريدة‭ ‬‮«‬العلم‮»‬‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬وصلت‭ ‬لنسختها‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بعدما‭ ‬لوحظ‭ ‬نجاح‭ ‬الحملة‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التشجيع‭ ‬والتفاعل‭ ‬بواسطة‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬التحسيس‭ ‬بالحملة‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬معها‭.‬
 
وأضاف‭ ‬الترباوي‭ ‬أن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ممكنا‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬رمضان‭ ‬وما‭ ‬بعده‭. ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬الانسان‭ ‬هو‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬أقرب‭ ‬محل‭ ‬ثم‭ ‬طلب‭ ‬الديون‭ ‬المتراكمة‭ ‬ثم‭ ‬دفعها‭ ‬مكان‭ ‬المعوزين‭.‬
 
وأكد‭ ‬أن‭ ‬الحملة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬عنصرين،‭ ‬الكرم‭ ‬والثقة،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬كرم‭ ‬المغاربة‭ ‬وتجاوبهم‭ ‬مع‭ ‬المبادرة،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬العشر‭ ‬الاواخر‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬وفك‭ ‬كرب‭ ‬الناس‭. ‬وقال‭ ‬الترباوي‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬يخجلون‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬حاجاتهم‭ ‬من‭ ‬‮«‬مول‭ ‬الحانوت‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬الديون‭ ‬التي‭ ‬اثقلتهم‭.‬
 
أما‭ ‬بخصوص‭ ‬معطيات‭ ‬وأرقام‭ ‬عن‭ ‬الذين‭ ‬سددت‭ ‬ديونهم‭ ‬والمبالغ‭ ‬المستخلصة،‭ ‬أكد‭ ‬عضو‭ ‬‮«‬تحدي‭ ‬الكارني‮»‬‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬ليس‭ ‬غرضها‭ ‬إعداد‭ ‬تقارير،‭ ‬بل‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنزيل‭ ‬الفكرة‭ ‬وتحقيقها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وخلق‭ ‬وسيلة‭ ‬أو‭ ‬آلية‭ ‬لوقوف‭ ‬المغاربة‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء،‭ ‬وهكذا‭ ‬صارت‭ ‬الحملة‭ ‬ملكا‭ ‬للمغاربة،‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬يستعملون‭ ‬‮«‬الهاشتاغ‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬المبادرة‭ ‬باعتبارها‭ ‬واقعا‭ ‬فرض‭ ‬نفسه،‭ ‬وتحول‭ ‬دفع‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬تلقائية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬رمضان‭.‬
 
وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والبقالة،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أرباب‭ ‬الأسر‭ ‬بالأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬دخل‭ ‬قار‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬يلجأون‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مول‭ ‬الحانوت‮»‬‭ ‬لاقتراض‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وتسجيلها‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬صغير‭ ‬الحجم‭ ‬يسمى‭ ‬ب‭ ‬‮«‬الكارني‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تسديد‭ ‬ثمنها‭ ‬عند‭ ‬رأس‭ ‬كل‭ ‬شهر،‭ ‬أو‭ ‬كلما‭ ‬سمحت‭ ‬لهم‭ ‬الظروف‭ ‬المادية‭ ‬بذلك،‭ ‬وكلما‭ ‬التزم‭ ‬الطرف‭ ‬المقترض‭ ‬بدفع‭ ‬ما‭ ‬بذمته‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬الثقة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬صاحب‭ ‬المحل،‭ ‬وبذلك‭ ‬يصبح‭ ‬في‭ ‬مقدور‭ ‬المقترض‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭.‬‮ ‬
 
وقد‭ ‬انخرط‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحسنين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المعوزة‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬مصاريف‭ ‬العيش،‮ ‬خصوصا‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إعفائها‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المبلغ‭ ‬المالي‭ ‬أو‭ ‬كله‭ ‬المسجل‭ ‬باسمها‭ ‬في‭ ‬‮«‬الكارني‮»‬‭. ‬



في نفس الركن