2025 يوليو/جويلية 14 - تم تعديله في [التاريخ]

مجلس جهة الداخلة يُمكّن 945 طفلًا من المشاركة في المخيمات الصيفية عبر برنامج نقل مجاني شامل


العلم الإلكترونية - محمد الحبيب هويدي 
 
في مشهد يؤكد التزام الجهات المنتخبة بالعمل التربوي والاجتماعي، أشرف رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، مساء السبت 12 يوليوز 2025، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للمرحلة الثانية من برنامج النقل المجاني نحو المخيمات الصيفية، وذلك في إطار اتفاقية شراكة فعالة بين المجلس الجهوي وجمعية الداخلة للتنمية والتنشيط الرياضي والثقافي والتربوي والاجتماعي.
 
ويأتي هذا البرنامج كتجسيد حي للرؤية التي ينهجها المجلس الجهوي، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية البشرية من خلال تمكين الأطفال، خاصة المنحدرين من أوساط اجتماعية هشة، من الحق في الترفيه والتكوين والتنشئة السليمة في فضاءات آمنة ومنظمة. إذ لم يعد يُنظر إلى العطلة الصيفية كمجرد فترة راحة، بل كفرصة لبناء شخصية الطفل وترسيخ قيم المواطنة والتسامح والانفتاح.
 
وقد استفاد من هذه المرحلة الثانية 945 طفلًا وطفلة، يشرف عليهم طاقم مؤلف من 105 مؤطرين ومؤطرات، موزعين على متن 21 حافلة مجهزة بجميع شروط السلامة والراحة، في خطوة تنظيمية تعكس الحرص على توفير بيئة لائقة وآمنة للمشاركين خلال تنقلهم إلى مختلف المخيمات الصيفية المنتشرة عبر ربوع المملكة. وسبق لهذه المبادرة أن عرفت نجاحًا كبيرًا في مرحلتها الأولى، حيث تم نقل 400 طفل على متن 8 حافلات إلى وجهاتهم الصيفية في تجربة نالت استحسانًا واسعًا من طرف الأسر والمجتمع المدني المحلي.
 
وتبرز أهمية هذا البرنامج من خلال انسجامه مع التوجهات الوطنية الرامية إلى دعم الطفولة وتحقيق العدالة المجالية في الولوج إلى الأنشطة التربوية والترفيهية. كما يُعد رافعة أساسية ضمن محاور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث يُراهن عليه لتعزيز الرأسمال البشري واستثمار الطاقات الناشئة في بناء مجتمع متوازن ومتماسك.
 
ولا يمكن الحديث عن نجاح هذه التجربة دون الإشادة بالدور الكبير الذي تلعبه جمعية الداخلة للتنمية والتنشيط، التي راكمت تجربة مهمة في تنظيم وتأطير أنشطة الأطفال والشباب، مما ساهم في إخراج البرنامج إلى حيز التنفيذ بأعلى درجات المهنية والانضباط. وهو ما يعكس فعالية الشراكة بين الهيئات المنتخبة والمجتمع المدني، كركيزة لتنزيل مشاريع اجتماعية تلامس احتياجات الفئات المستهدفة.
 
ويأمل متتبعو الشأن المحلي أن تشهد هذه المبادرة المزيد من التوسيع مستقبلاً، لتشمل شرائح أوسع كالأطفال في الوسط القروي وذوي الاحتياجات الخاصة، مع إغناء محتوى المخيمات بورشات في مجالات متعددة كالفنون، الرياضة، البيئة، والتربية على المواطنة، بما يساهم في تطوير قدرات المشاركين وصقل مواهبهم.
 
إن الانخراط الجاد لمجلس جهة الداخلة – وادي الذهب في هذا الورش التربوي والاجتماعي يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الطفولة كمكون أساسي في معادلة التنمية، ويفتح آفاقًا واعدة لمزيد من البرامج التي تجعل من الطفل مركزًا للاهتمام والسياسات العمومية على المستوى الجهوي.



في نفس الركن