2022 دجنبر 12 - تم تعديله في [التاريخ]

محللون يوقفون قطار المغرب أمام تي جي في فرنسا قبل صافرة البداية

صراع مشتعل بين المنطق والعاطفة والبطل بينهما ستحسم فيه الدقيقة التسعون من لقاء الأسود والديكة


العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي 

اتفق محللون رياضيون عرب وأجانب على فوز "المنطق" والمواجهات التاريخية والحسابات المدونة على الورق على "العاطفة" في اللقاء الحاسم الذي سيجمع كل من المنتخب المغربي ونظيره حامل لقب النسخة السابقة من مونديال روسيا 2018 المنتخب الفرنسي، من أجل انتزاع بطاقة الصراع على الكأس الذهبية لأم البطولات في العالم، التي تحتضنها دولة قطر في نسختها الثانية والعشرين من عام عشرين واثنين وعشرين. 

ورشح أغلب المحللين الرياضيين فوز المنتخب الفرنسي على المنتخب المغربي، استنادا على عدة جوانب، أولاها المواجهة التاريخية بين المنتخبين، والتي تعود الغلبة فيها لصالح الديكة في 7 مباريات من أصل 11 مباراة، وفي العامل الثاني عامل الخبرة والتجربة للمنتخب الفرنسي في هذه البطولة التي حمل كأسها في مناسبتين خلال عشرين سنة، أولها سنة 1998 في البطولة التي احتضنت فرنسا نسختها، والتي فاز فيها الديكة في النهائي على منتخب البرازيل المدجج بالنجوم بثلاثية نظيفة، ثم في النسخة السابقة بمونديال روسيا 2018، حيث انتزع اللقب الثاني من بين أيدي المنتخب الكرواتي برباعية مقابل هدفين. كما سبق للديكة أن لعبت 6 مرات في تاريخها نصف نهائي المونديال، فاز في ثلاث مواجهات منها وخسر ثلاث، وهذه الميزة التي يختص بها منتخب "ديدي ديشامب"، يفتقدها أولاد "الركراكي" . 

وأضاف المحللون، أن المنتخب الفرنسي يضم حارسا من بين أفضل الحارس في كأس العالم كما للمغرب، ويعتمد على خبرة لاعبين في كل من خطي الدفاع والوسط، وقوة ضاربة في الهجوم، علاوة على الطراوة البدنية وقلة العياء والتعب، عكس ما يعانيه المنتخب المغربي من إرهاق وإصابات في صفوف أبرز لاعبيه. 

وأمال المحللون كفة المدرب "ديشامب" على نظيره "الركراكي" ، معتبرين الأخير بمثابة تلميذ للمدرب الفرنسي، الذي توج بنسختين من نسخ كأس العالم مع الديكة، واحدة لاعبا والثانية مدربا، مما يرجح كفته التكتيكية رغم تألق "وليد الركراكي" المبهر والملفت للأنظار. 

ورغم التحليل الذي وصف بـ"المنطقي" على القنوات الرباضية العربية والأجنبية، إلا أن القاعدة الأساسية في كرة القدم، هي أنها لا تعترف بالحسابات التاريخية، وفلان مرشح على الورق، حيث أثبتت كأس العالم في جميع نسخها، فشل هذه النظرية، بل ولم تسجل دفاتر التاريخ فوز منتخب بكأس العالم مرتين متتاليتين إلا في استثناء واحد وفريد مع المنتخب البرازيلي الذي قاده الأسطورة بيلي سنتي 1958 و1962 ولم يتكرر بعدها، بحيث كل المنتخبات التي فازت بنسخة رشحت للنسخة الموالية مرشحا فوق العادة، وخرجت بعدها من الباب الأمامي أحيانا وأحيانا أخرى من الباب الخلفي. 

وتؤمن الجماهير المغربية والعربية عكس "المحللين الرياضيين"، بحظوظ أسود الأطلس في بلوغ نهائي الحلم والبحث عن أول لقب عربي وإفريقي، بعد اقتراب البطولة العالمية من إتمام قرن من الزمن منذ انطلاقها، متسلحة بالأداء التكتيكي القوي الذي يقدمه الركراكي ونخبته الباسلة منذ انطلاق النسخة 22، التي ذكرت جماهير العالم بالنسخة 18 التي نظمتها ألمانيا وفازت بها إيطاليا، حيث يرون أداء المنتخب المغربي شبيها بها، وكانت إيطاليا قد أطاحت بالمننخب الفرنسي المرشح فوق العادة الذي قاده زيدان، بأدائها البطولي والروح القتالية، وهو نفس الأداء الذي يقدمه الأسود حاليا. 

وإن كان المنتخب الفرنسي مسلحا بالتاريخ والتفوق في المواجهات، واللقبين العالميين في خزينتها، وبالنجوم الممارسة في الدوريات الأوروبية رفقة أشهر أندية، فالأخيرة تتوفر في المنتخب الأسود، المسلح بالروح القتالية، والنية لبلوغ الكأس، ورضا الرحمان، برضا الوالدين، ومساندة الشعب المغربي والعربي والإفريقي، وهي كلها مقومات تقود أي منتخب يديره ناخب أخ وأب لنخبة كالأسرة مثل وليد الركراكي إلى الفوز بالمباراة الخامسة في المونديال على التوالي والمقارعة على الكأس. 



في نفس الركن