الرباط: أنس الشعرة
بالرغم من التعاون الوثيق بين مدريد والرباط في مجال مراقبة الحدود والحد من تدفقات الهجرة غير النظامية، لا تزال مدينة سبتة المحتلة تعيش تحت ضغط متواصل بفعل تزايد الوافدين عبر البر والبحر. حيث يجد المهاجرون أنفسهم عالقين في ظروف صعبة، فيما تبقى السلطات أمام تحديات مستمرة لإدارة الوضع.
بالرغم من التعاون الوثيق بين مدريد والرباط في مجال مراقبة الحدود والحد من تدفقات الهجرة غير النظامية، لا تزال مدينة سبتة المحتلة تعيش تحت ضغط متواصل بفعل تزايد الوافدين عبر البر والبحر. حيث يجد المهاجرون أنفسهم عالقين في ظروف صعبة، فيما تبقى السلطات أمام تحديات مستمرة لإدارة الوضع.
وسائل الإعلام الإسبانية أشارت إلى أن مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI) تجاوز قدرته الاستيعابية بكثير، إذ يضم أكثر من ألف شخص مسجَّلين، بينهم من يفترش الأرض خارج أسواره في خيام مرتجلة.
كما تصف التقارير الصحافية الحياة اليومية للمهاجرين داخل المركز وحوله بـ»أنها أقرب إلى البقاء الاضطراري، مع غياب مساحات كافية للنوم أو العيش بكرامة، فيما يعبر السكان المحليون عن مخاوف متزايدة من التوترات المرتبطة بالوضع».
وعلى السواحل، تنقل الصحافة الإسبانية صورًا أخرى من المعاناة، حيث تتواصل محاولات الدخول ليلًا عبر البحر، يشارك فيها أطفال ونساء وأحيانًا أشخاص من ذوي الإعاقة.
وتؤكد تقديرات الحرس المدني أنّ عدد المحاولات منذ بداية العام تجاوز 27 ألفًا، في حين تظل الأرقام الرسمية أكثر تحفظًا. وفي خضم هذه الأوضاع، برزت قصص إنسانية مأساوية، منها وفاة طفلين مغربيين غرقًا بعدما عجزا عن إتمام عبورهم إلى الضفة الأخرى.
وتشير التغطيات الإعلامية إلى أن التحدي في سبتة المحتلة ليس أمنيًا فقط، بل أيضًا إنسانيًا واجتماعيًا، إذ يفرض على السلطات والجمعيات المحلية البحث عن حلول عاجلة تراعي احتياجات المهاجرين من جهة وتحديات المجتمع المضيف من جهة أخرى.
هذا الوضع يجد صداه في الرأي العام الإسباني، حيث أظهر الباروميتر الأخير لمركز الأبحاث السوسيولوجية لشهر شتنبر 2025 أن 20.7 في المائة من المواطنين يعتبرون الهجرة إحدى أبرز مشكلات البلاد، لتحتل المرتبة الثانية بعد أزمة السكن. غير أن نسبة الذين يرون أنها تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية لم تتجاوز 2.3في المائة، وهو ما يعكس وجود قلق جماعي من الظاهرة أكثر مما هو شعور فردي بالضرر المباشر.
وبين مشاهد البحر المحفوفة بالمخاطر والمراكز المكتظة على اليابسة، تبقى سبتة المحتلة نموذجًا حيًا للتحديات التي تطرحها الهجرة غير النظامية على إسبانيا وأوروبا عمومًا، في معادلة معقدة تتقاطع فيها الاعتبارات الأمنية مع الواجبات الإنسانية.