*العلم الإلكترونية: سمير زرادي*
أكد الدكتور نور الدين مضيان على الدور الهام لكل من قطاع السياحة وقطاع الصناعة التقليدية في توفير فرص الشغل، والتموقع كمحركات أساسية للنمو ودعم الاقتصاد الوطني.
وقال مضيان خلال مناقشة الميزانية الفرعية لقطاعي السياحة والصناعة التقليدية صباح يومه الثلاثاء 04 نونبر، إن القطاعين معا متكاملان، يجب أن يشتغلا وفق أجندة واحدة وبرنامج واحد، لكون المغرب يزخر بمؤهلات خاصة في مجال الصناعة التقليدية لا يمكن ترويجها إلا عن طريق السياحة.
وأبرز أن السياحة تلعب بُعدا آخر أكثر أهمية يتجلى في التسويق الدبلوماسي لأن السائح أو الزائر يخرج بخلاصات مختلفة منها استقرار البلد وأمنه، واصفا بأن السياح يمثلون بذلك أحسن سفراء للمغرب في بلدانهم.
وسجل بأن المغرب حدد خلال فترات متلاحقة مجموعة رهانات منها 10 ملايين سائح، و20 مليون سائح، وهذا الطموح في حد ذاته يظل محدودا حسب قوله بالنظر للمؤهلات المتعددة السياسية والأمنية والطبيعية، متابعا بأننا لم نستغل بعض الفرص المواتية جدا لتنمية سياحتنا، وبالأخص خلال الربيع العربي حين غادر السياح الدول التي عرفت التوتر ووضعا داخليا مقلقا، بينما لم نستقطبهم نحن.
واعتبر مضيان أنه لا مجال اليوم لنظل حبيسي الماضي في ظل الإقلاع الجديد والاستمرارية التي يعرفها مجال السياحة، ومعه قطاع الصناعة التقليدية، خاصة في ظل الوجهات السياحية المتنوعة والمتكاملة كالجبل والشواطئ والشلالات والواحات والصحراء، مشددا من جديد على أن أعداد الوافدين من السياح لا ينسجم مع ما يمكن تحقيقه مقارنة مع فرنسا وإسبانيا وتركيا، وذلك لاعتبارات كثيرة تشمل الفنادق والرحلات الجوية والنقل السياحي، وكذا بعض المظاهر التي تمس السياحة كالتسول وبعض الانفلاتات كحوادث السرقة.
وكشف بأن الطموح اليوم يجب أن يحدد كهدف 40 مليون سائح أجنبي دون احتساب مغاربة العالم الذين يقدرون ب6 ملايين شخص، بما يرفع من مداخيل السياحة وتدعيم مخزون العملة الصعبة.
ودعا بعد ذلك إلى ضرورة تحسين الخدمات السياحية وخاصة على مستوى الفنادق المصنفة والنقل السياحي وتسويق الوجهات المغربية بشكل متطور، وعدم جعل السياحة ممركزة في مناطق بعينها على غرار مجال الصناعة، وذلك حتى تخرج من مدار أكادير ومراكش وفاس وطنجة، وتحقق إقلاعا في باقي المدن التي تشهد فقط سياحة موسمية، مستحضرا على هذا المستوى الاستثمارات الكبيرة بملايير الدراهم في السعيدية التي تشتغل شهرين في السنة.
وسجل مضيان بامتعاض بأن الحسيمة بدورها أصبحت اليوم فارغة من السياح ومدينة مهجورة من الزوار الذين يقصدونها فقط في فصل الصيف وعلى مدى شهرين حيث تمتلئ الفنادق عن آخرها ولا يجد المرء أي مكان لركن السيارة في ظل عودة أفراد الجالية في يوليوز وغشت، واقترح في ظل ذلك تشغيل الوكالات السياحية في الأشهر الأخرى لإنعاش السياحة بالحسيمة وبمدن مماثلة.
كما نادى مضيان ختاما بإنعاش السياحة بالعالم القروي واعتماد برامج سياحية للجبل والقرى حتى لا تبقى مجرد مشاريع على الأوراق.
رئيسية 








الرئيسية


