2022 شتنبر 4 - تم تعديله في [التاريخ]

مطالب للإعلام المغربي بالدفاع عن الوطن ومواكبة التنمية وتجويد المضامين

منتدى فنون الإعلام والتواصل يجمع إعلاميين وباحثين حول موضوع الإضافات النوعية لإعلام المرحلة


العلم الإلكترونية - صلاح الدين الدمناتي (صحافي متدرب)

قال عبد السلام العزوزي، عضو المكتب التنفيذي للفدرالية المغربية لناشري الصحف، في إطار فعاليات منتدى فنون الإعلام والتواصل، إن المغرب هو البلد الوحيد الذي يَفشلُ إعلامه في الدفاع عن القضايا الوطنية لبلده. وحذر الصحافي والكاتب ذاته، ممّا وصفه بـ"خطر" تقاعس بعض المواقع الإلكترونية التي تنقل الأخبار بدون تمحيص عن الوكالات الدولية المعادية للوحدة الترابية لبلادنا، والتي توظفُ مصطلحات تتجرأ فيها على سيادة المملكة ووحدتها الترابية.
 
 وأورد المتحدث أن استعمال المواقع الإخبارية المغربية لمصطلحات من قبيل "الجمهورية الصحراوية"، و"أمن البوليساريو"... يُجهِضُ كافة المكتسبات التي حققتها الدبلوماسية المغربية؛ موضحا أن كل هذه الأفكار والمصطلحات تُعتبر تزكيةً لهذا الطرح الانفصالي وإشاعة لمشروعه التخريبي؛ وذلك انطلاقا من مبدأ أن كل خبر، مهما كان سيئا أو سلبيا، هو في حد ذاته دعاية مجانية لهذه الجماعة.
 
في المقابل، دعا العزوزي كافة وسائل الإعلام الوطنية إلى اعتماد مصطلح "ميليشيات البوليساريو"، الذي يراه الأنسب، مؤكدا أنه يجب على الصحافي أن يكون قارئا جيدا، و"أن يمتلأ لكي يُفرغ، وأن يفرغ لكي يمتلأ، لا أنْ يعتمد على الفيسبوك؛ لأن ثقافة الفيسبوك لن تصنع لنا صحافيين أكفاء يستطيعون الدفاع القضايا الحيوية للمملكة".
 
 وفي سياق الحديث عن دور الإعلام في تحقيق التنمية، قال الصحافي نفسه "حينما ينقل الإعلام، سواء الرسمي أو الخاص، أنشطة معينة، هذا لا يعني أنه يُساهم في التنمية؛ لأن التنمية تعتمد في الإعلام على ركنين أساسيين؛ الأول هو إبراز أهمية هذا المشروع، والثاني متابعة اختلالات هذه التنمية إذا انحرفت عن طريق الصواب بفعل الفساد أو غير ذلك".

ونوه المتحدث بالعدد المتزايد للمقاولات الإعلامية المنتشرة في كافة ربوع المملكة، معتبرا أن وجود عدد كبير من المنابر الإعلامية عامل نافع يخدم الإعلام الوطني من خلال إذكاء المنافسة، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة تكوين هؤلاء في كيفية تدبير المقاولة، وجلب الموارد المالية واختيار الكفاءات البشرية، وهي المسؤولية التي تناطُ بالإطارات التنظيمية الرسمية الثلاثة.
 
جاء ذلك في إطار فعاليات الدورة الأولى لمنتدى فنون الإعلام والتواصل، الذي نَظم نقاشا فكريا احتضنته قاعة باحنيني بالرباط يوم 5 شتنبر، تحت عنوان: "أي إضافات نوعية يمكنُ أن تخدُمَ إعلام المرحلة لتحقيق نموذج متكامل".

من جانبه أشار عبد الرحيم منار السليمي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي الذي اشتغل في بداية مساره الأكاديمي على القضايا الإعلامية، إلى أنه فيما يخص الإعلام العمومي، "بات من الجلي أن سقف انتظارات المجتمع أصبح أكبر من إيقاع الإعلام العمومي، وقد حان الوقت لإحداث رجة إعلامية"، عبر اعتماد التأطير والتكوين، والنقاش المستمر والمثمر.
 
وجوابا عن سؤال أحد الحضور حول واقع استقلالية وسائل الإعلام، أفاد المتحدث أنه ليس هناك إعلام مستقل، وكل ما يمكِنُ الحديث عنه يندرجُ ضمن استقلالية الصحافي على مستوى أدائه المهني. كما أنكر أن يكون هناك أي إعلام بدون تمويل، أو تمويل لا يرجو التأثير، واستشهد بالـ"بي بي سي" والجزيرة، اللتان تشتغلان في ميدان الإعلام بمثابة "أذرع خارجية لدولتيهما".
 
وبالتالي، حسب السليمي، ليس هناك إعلام مستقل؛ وإنما يُمكنُ تقسيم الإعلام إلى رسمي، وآخر خاص أو تابع لمنظمات أو أحزاب أو هيآت محددة، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، "التي أخذت تكتسب أهميتها من ناحية الموضوعات ودرجة التعبئة". وضرب مثلا بالوثيقة الأخيرة التي أنجزتها الاستخبارات الإسبانية حول عدد الصحراويين بمخيمات تندوف، مُستنكراً عدم نشرها في وسائل الإعلام العمومية، قائلا "أنا قمت بنشرها، لكن إلى حدود اللحظة لم تنشرها المواقع الرسمية، بالرغم من أنها وثيقة صحيحة وموثقة".
 
وفيما يخص التكوين، استغرب السليمي من وجود معهد رسمي وحيد متخصص في الإعلام والاتصال على الصعيد الوطني، داعيا إلى ضرورة إحداث معهد واحد على الأقل بكل جهة من جهات المملكة.

وبالنسبة للمحتويات الثقافية في إعلامنا السمعي البصري، أكدت فرحانة حشاد، الباحثة والإعلامية بقناة ميدي 1 تيفي، أنه رغم كون البرامج الثقافية ليست بالكثرة ولا الكثافة التي تواكب الأحداث الثقافية التي تشهدها المملكة، إلا أنها موجودة على قنواتنا ولها مكانتها، لكن "ما لا يخدم البرامج الثقافية هو مسألة التوقيت وبرمجتها"، إذ استغربَتْ حشاد من التوقيت المتأخر لبث البرامج الثقافية، قائلة: "إذا أردتَ أن تكون مثقفا في المملكة السعيدة عليك أن تسهر الليالي حتى العاشرة مساء، أو الإعادة صباحا"، وهي مواقيت لا تساعد على إشاعة المحتوى الثقافي وانتشاره.
 
كما انتقدت المتحدثة، طريقة إنجاز البرنامج الثقافي، معتبرة أنها "طريقة جد بدائية ومتجاوزة"، خصوصا عندما نقارنها مع المضامين الثقافية للتجربة الفرنكوفونية والأنغلوساكسونية.
 
وافتتح اللقاء الذي تخللته عروض فنية متنوعة رئيس الجمعية المغربية لفنون الإعلام والتواصل ورئيس المنتدى السيد سعيد المعزوزي، بإلقاء كلمة ترحيبية، موضحا في كلمته أن الإعلام المغربي "لازال يجتهد من أجل الانتقال من دائرة الممارسة الاعتيادية إلى فن الممارسة المهنية وتوظيف آليات الإبداع".
 
وتميز اللقاء بإعلان رئيس المنتدى عن إطلاق علامة جودة إعلامية، من المقرر أن ترى النور نهاية شهر أكتوبر المقبل، كما شهدت الجلسة الختامية تكريم الشخصيات المشاركة في المنتدى.



في نفس الركن