2023 فبراير 8 - تم تعديله في [التاريخ]

مع اقتراب رمضان.. غلاء المواد الغذائية يهدد السلم الاجتماعي للمغاربة


العلم الإلكترونية - عبد الإلاه شهبون

اجتاحت‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬جميع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المغربية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الخضر‭ ‬والفواكه‭ ‬التي‭ ‬سجلت‭ ‬أسعارا‭ ‬مرتفعة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬ربطها‭ ‬البعض‭ ‬بالظروف‭ ‬المناخية‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭.‬

وفي‭ ‬جولة‭ ‬سريعة‭ ‬لطاقم‭ ‬جريدة‭ ‬‮ «‬العلم‮»‬‭ ‬ إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأسواق‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الرباط‭ ‬وتمارة‭ ‬والصخيرات‭ ‬وقف‭ ‬على‭ ‬غلاء‭ ‬ثمن‭ ‬الخضر‭ ‬والفواكه،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬سعر‭ ‬البصل‭ ‬10دراهم‭ ‬للكيلوغرام،‭ ‬والطماطم‭ ‬10‭ ‬دراهم،‭ ‬والخيار ‭ ،‬7‭.‬50 ‬والشيفلور‭ ‬،8 ‭ ‬والجزر‭ ‬،7‭.‬50‭ ‬والموز ‭ ‬،11 ‬والتفاح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و20‭ ‬درهما،‭ ‬والجلبان‭ ‬17‭ ‬درهما‭ ‬والفاصوليا ‭ ‬20درهما،‭ ‬دون‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬غلاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية،‭ ‬واللحوم‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعها‭ ‬والبيض،‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬السلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لدى‭ ‬المغاربة،‭ ‬سيما‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬والطبقات‭ ‬الهشة‭.‬

وتجتاح‭ ‬موجة‭ ‬سخط‭ ‬كبير‭ ‬رصدها‭ ‬طاقم‭ ‬الجريدة‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬العاصمة‭ ‬الرباط،‭ ‬وتمارة‭ ‬والصخيرات‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬الحالية‭ ‬رغم‭ ‬إجراءات‭ ‬الدعم‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الدولة‭ ‬لفائدة‭ ‬مهنيي‭ ‬نقل‭ ‬السلع،‭ ‬بغرض‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬المتناول‭.‬

وربط‭ ‬مهنيون،‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الخضر‭ ‬والفواكه‭ ‬بالظروف‭ ‬المناخية‭ ‬وموجة‭ ‬البرد‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬المغرب‭ ‬حاليا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات،‭ ‬خصوصا‭ ‬والمغاربة‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تفصلنا‭ ‬عنه‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهرين،‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬وفرة‭ ‬استهلاكية‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭.‬

ويرى‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬دون‭ ‬مواجهة‭ ‬مشكل‭ ‬ارتفاع‭ ‬أثمان‭ ‬المحروقات،‭ ‬مضيفين‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬المسكين‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬تناول‭ ‬اللحم‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الكيلو‭ ‬غرام‭ ‬الواحد‭ ‬يكلف‭ ‬اليوم‭ ‬100‭ ‬درهم‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬بوعزة‭ ‬الخراطي،‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك،‭ ‬إن‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضر‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬واللحوم‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬طالت‭ ‬جميع‭ ‬المواد‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الفلاحية‭ ‬والصناعية‭ ‬والخدماتية،‭ ‬التي‭ ‬ارتفعت‭ ‬بشكل‭ ‬مهول،‭  ‬مضيفا‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬ل‭ ‬‮«‬العلم‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬البرد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬تعرف‭ ‬أسعار‭ ‬الخضر‭ ‬والفواكه‭ ‬غلاء‭ ‬كبيرا،‭ ‬نتيجة‭ ‬قلة‭ ‬الوفرة‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفلاحي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬النمط‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يتميز‭ ‬بأن‭ ‬الإنسان‭ ‬يأكل‭ ‬في‭ ‬البرد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الصيف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والخضر‭ ‬والفواكه،‭ ‬كما‭ ‬السوق‭ ‬حرة‭ ‬ولا‭ ‬يتحكم‭ ‬فيها‭ ‬أحد‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الثمن‭ ‬غاليا‭.‬

وتابع‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬الاستثناء‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬هو‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬التي‭ ‬تراوح‭ ‬ثمنها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬100‭ ‬و120‭ ‬درهما‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬الواحد،‭ ‬متسائلا‭ ‬هل‭ ‬الحكومة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬المهول‭ ‬والمغاربة‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬غلاء‭ ‬جميع‭ ‬المواد‭.‬

وشدد‭ ‬بوعزة‭ ‬الخراطي،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬مطالبة‭ ‬بتقليص‭ ‬عدد‭ ‬الوسطاء‭ ‬لأن‭ ‬السوق‭ ‬الداخلي‭ ‬ومسار‭ ‬المنتوجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬لا‭ ‬يتحكم‭ ‬فيه‭ ‬أحد،‭ ‬لكن‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬مزودة‭ ‬بجميع‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المواطن‭.‬

ودعا‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك،‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬إلى‭ ‬تشديد‭ ‬المراقبة‭ ‬والضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬على‭ ‬الوسطاء‭ ‬الذين‭ ‬يتلاعبون‭ ‬بأسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬ضاربا‭ ‬مثالا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بثمن‭ ‬الطماطم‭ ‬الذي‭ ‬يساوي‭ ‬4‭ ‬دراهم‭ ‬للكيلو‭ ‬غرام‭ ‬في‭ ‬الضيعة‭ ‬ويباع‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ب‭ ‬12‭ ‬درهما‭ ‬وربما‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬درهما‭.‬



في نفس الركن