2025 أكتوبر 6 - تم تعديله في [التاريخ]

معاً‭ ‬و‭ ‬سوياً‭ ‬وفوراً‭ ‬لمعالجة‭ ‬أعطاب‭ ‬الحكامة‭ ‬الترابية‭ ‬في‭ ‬دلالاتها‭ ‬الواسعة


العلم

شدد‭ ‬بلاغ‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬اجتماع‭ ‬ترأسه‭ ‬الأخ‭ ‬الدكتور‭ ‬نزار‭ ‬بركة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬المعالجة‭ ‬الفورية‭ ‬لأعطاب‭ ‬الحكامة‭ ‬الترابية‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬العمومية،‭ ‬رابطاً‭ ‬بين‭ ‬مشاطرة‭ ‬الحزب‭ ‬التعبيرات‭ ‬الشبابية‭ ‬اقتناعَها‭ ‬بعدالة‭ ‬مطالبها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬دعوة‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬إنجاز‭ ‬هذه‭ ‬الإصلاحات‭ ‬واستكمالها‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬نادت‭ ‬بها‭ ‬التعبيرات‭ ‬الشبابية‭ ‬هي‭ ‬مطالب‭ ‬مشروعة‭ ‬،‭ ‬تتقاطع‭ ‬بشكل‭ ‬كلي‭ ‬وتلتقي‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الخط‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬الأوراش‭ ‬الإصلاحية‭ ‬الإنمائية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تضطلع‭ ‬الحكومة‭ ‬بتنفيذها‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭.‬
 
ولقد‭ ‬أبدع‭ ‬بلاغ‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬إبداعاً‭ ‬سياسياً‭ ‬وبنيوياً‭ ‬عاليَ‭ ‬المستوى‭ ‬،‭ ‬حين‭ ‬استخدم‭ ‬عبارة‭ (‬أعطاب‭ ‬الحكامة‭ ‬الترابية‭) ‬،‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬دلالات‭ ‬واسعة‭ ‬تفوق‭ ‬معنى‭ ‬الاختلالات‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬،‭ ‬وتتجاوز‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬كافة‭ . ‬و‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬العمق‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬السياسي‭ ‬،‭ ‬والرجاحة‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ . ‬فقد‭ ‬عبر‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬عن‭ ‬إدانته‭ ‬الشديدة‭ ‬للانفلاتات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬ولأعمال‭ ‬العنف‭ ‬والتخريب‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬الممتلكات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬وكذا‭ ‬الاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬القوات‭ ‬العمومية‭ ‬وجميع‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬وللنظام‭ ‬العام‭ ‬ولسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتنافى،‭ ‬كلياً‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الإطلاق،‭ ‬مع‭ ‬ممارسة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬ومبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وقيم‭ ‬المواطنة،‭ ‬ويعد‭ ‬انتهاكاً‭ ‬صارخاً‭ ‬للقانون‭ ‬الجنائي‭ ‬المغربي،‭ ‬ولجميع‭ ‬قوانين‭ ‬العقوبات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭.‬
 
وجاء‭ ‬تجديد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬النهوض‭ ‬بالمستشفى‭ ‬العمومي‭ ‬وتجويد‭ ‬خدماته‭ ‬وإعطائه‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬الوطنية،‭ ‬منسجماً‭ ‬ومتطابقاً‭ ‬مع‭ ‬مواقف‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬إزاء‭ ‬المطالبة‭ ‬العاجلة‭ ‬بإصلاح‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬باعتباره‭ ‬مبدأً‭ ‬ثابتاً‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬البرنامج‭ ‬الاستقلالي‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬الحزب‭ ‬خلال‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬السابقة‭.‬
 
واستيعاباً‭ ‬للرسائل‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬التعبيرات‭ ‬الشبابية‭ ‬إلى‭ ‬الجميع،‭ ‬فقد‭ ‬بادر‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬بدعوة‭ ‬الشباب‭ ‬الذي‭ ‬مارس‭ ‬حقه‭ ‬الدستوري‭ ‬في‭ ‬التجمع‭ ‬والتظاهر،‭ ‬إلى‭ ‬الانخراط‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬المسؤول‭ ‬والجاد‭ ‬والنقاش‭ ‬العمومي‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬وفي‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومية‭ ‬حول‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬المطلبية‭ ‬،‭ ‬بهدف‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬عملية،‭ ‬وعلمية‭ ‬أيضاً،‭ ‬وإجرائية‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬الفوري‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬وقعِ‭ ‬آنٍ‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬العمومية‭ . ‬والجدير‭ ‬بالملاحظة‭ ‬هنا‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬بلاغ‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومية‭ . ‬ولذلك‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬القنوات‭ ‬الإعلامية‭ ‬العمومية‭ ‬لاحتضان‭ ‬تيارات‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬و‭ ‬إطلاق‭ ‬نقاش‭ ‬عمومي‭ ‬حول‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬بما‭ ‬يضع‭ ‬حداً‭ ‬لحالة‭ ‬الانسداد‭ ‬والإنغلاق‭ ‬أمام‭ ‬مختلف‭ ‬تعبيرات‭ ‬المجتمع‭. ‬و‭ ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬حكيمة‭ ‬انفرد‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬بطرحها‭ ‬،‭ ‬لتجاوز‭ ‬حالة‭ ‬انفراد‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومية‭ ‬،‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬الواحد،‭ ‬و‭ ‬إقصاء‭ ‬الآراء‭ ‬التي‭ ‬تتعارض‭ ‬معه‭ . ‬وهي‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬بلورها‭ ‬بلاغ‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬الفقرة‭ ‬الخامسة‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التزام‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬بمواصلة‭ ‬ضمان‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التظاهر‭ ‬السلمي‭ ‬والتعبير‭ ‬الحر،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والنظام‭ ‬العام‭ ‬وسلامة‭ ‬الأشخاص‭ ‬والممتلكات‭.‬
 
وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مبادئه‭ ‬الثابتة‭ ‬ومذهبياته‭ ‬الراسخة‭ ‬وتراثه‭ ‬النضالي‭ ‬الغني،‭ ‬عبر‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬عن‭ ‬استعداده،‭ ‬وبهيئاته‭ ‬ومنظماته‭ ‬الموازية‭ ‬وشبيبته‭ ‬وروابطه‭ ‬المهنية،‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬بمسارات‭ ‬الحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬التعبيرات‭ ‬الشبابية‭ ‬،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مقترحات‭ ‬عملية‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬إيجابية‭ ‬لهذا‭ ‬الملف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لبحثه‭ ‬ودراسته‭ ‬و‭ ‬معالجة‭ ‬الأعطاب‭ ‬التي‭ ‬تشوبه‭ ‬،‭ ‬معاً‭ ‬وسوياً‭ ‬وفوراً‭.‬  



في نفس الركن