2025 يونيو/جوان 23 - تم تعديله في [التاريخ]

معنى‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬العيون‭ ‬نقطة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬وعمقها‭ ‬الجنوبي


العلم الالكترونية

تجاوزت‭ ‬جهة‭ ‬العيون‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬الخطوطَ‭ ‬التقليدية‭ ‬باعتبار‭ ‬كونها‭ ‬إحدى‭ ‬الجوهرتين‭ ‬للأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮ ‬مركز‭ ‬أفريقي‭ ‬للتواصل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬‮ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬بالتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬،‭ ‬وترمي‭ ‬إلى‭ ‬‮ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الأنماط‭ ‬الإنمائية‭ ‬الجاري‭ ‬بها‭ ‬العمل‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬طفرة‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬الشراكات‭ ‬بين‭ ‬‮ ‬المقاولات‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة‭ ‬‮ ‬،‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الواعدة‭ . ‬فقد‭ ‬احتضنت‭ ‬مدينة‭ ‬العيون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬المنتدى‭ ‬البرلماني‭ ‬للتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والنقدية‭ ‬لوسط‭ ‬أفريقيا‭ ( ‬سيماك‭ )‬،‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده،‭ ‬وبشراكة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬لمقاولات‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بحضور‭ ‬مكثف‭ ‬لرؤساء‭ ‬وممثلي‭ ‬البرلمانات‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬دول‭ (‬سيماك‭ ) ‬الست‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬الكاميرون،‭ ‬وتشاد‭ ‬،‭ ‬والكونغو‭ ‬،‭ ‬والغابون‭ ‬،‭ ‬وغينيا‭ ‬الاستوائية،‭ ‬وجمهورية‭ ‬أفريقيا‭ ‬الوسطى‭ .‬

لقد‭ ‬عبر‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المنتدى‭ ‬،‭ ‬بأقوى‭ ‬العبارات‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬الأبعاد‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬‮ ‬العميقة‭ ‬لاختيار‭ ‬العيون‭ ‬مركزاً‭ ‬لعقد‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التجمع‭ ‬البرلماني‭ ‬الأفريقي‭ ‬‮ ‬للتعاون‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬إذ‭ ‬شدد‭ ‬البيان‭ ( ‬على‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تمثلها‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬جهة‭ ‬العيون‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء،‭ ‬باعتبارها‭ ‬نقطة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬وعمقها‭ ‬الجنوبي‭ ‬،‭ ‬ومجالاً‭ ‬خصباً‭ ‬للاستثمار‭ ‬،‭ ‬ومختبراً‭ ‬ناجحاً‭ ‬للنموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭).‬‮ ‬وهي‭ ‬شهادة‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬عالية،‭ ‬من‭ ‬‮ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬الست‭ ‬،‭ ‬تعزز‭ ‬شهادات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والملتقيات‭ ‬والمنتديات‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬العيون‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬استضافتها‭ ‬مدينة‭ ‬الداخلة‭ ‬الحاضرة‭ ‬المزدهرة‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬

‮ ‬وقد‭ ‬انطلق‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬من‭ ‬الاقتناع‭ ‬المشترك‭ ‬بضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬الست‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬التنمية‭ ‬والهشاشة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬ما‭ ‬يصطلح‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الأدبيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الجديدة‭ (‬تحالفات‭ ‬ذكية‭) ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أبرمت‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬لمقاولات‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬نظرائه‭ ‬في‭ ‬دول‭ (‬سيماك‭ ) . ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬و‭ ‬بين‭ ‬التعاون‭ ‬السياسي‭ ‬الدافع‭ ‬لإنماء‭ ‬التنمية‭ ‬البانية‭ ‬للتقدم‭ ‬وللأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وللاستقرار،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬تطوراً‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬السياسة‭ ‬الأفريقية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭.‬

ويشكل‭ ‬اجتماع‭ ‬المنتدى‭ ‬البرلماني‭ ‬للتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬ودول‭ (‬سيماك‭) ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬العيون،‭ ‬وتحت‭ ‬الرعاية‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬‮ ‬إحدى‭ ‬العلامات‭ ‬السياسية‭ ‬القوية‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬أصبحت‭ ‬قطباً‭ ‬أفريقياً‭ ‬جاذباً‭ ‬لمختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والحقوقي‭ ‬والاستثماري،‭ ‬‮ ‬وصارت‭ ‬بوابة‭ ‬للقارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬نحو‭ ‬العالم‭ ‬الأوروبي‭ ‬والعالم‭ ‬الأمريكي‭ ‬الشمالي‭ ‬والجنوبي‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد،‭ ‬أقوى‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬التأكيد،‭ ‬نجاعة‭ ‬الخيار‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياسة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ويعزز‭ ‬عمق‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬وشفافيتها،‭ ‬التي‭ ‬تنبني‭ ‬عليها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية،‭ ‬التي‭ ‬يهندسها‭ ‬ويقودها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ .‬

وهذه‭ ‬هي‭ ‬الخصائص‭ ‬‮ ‬المتفردة‭ ‬لاختيار‭ ‬مدينة‭ ‬العيون‭ ‬مركزاً‭ ‬أفريقياً‭ ‬جاذباً‭ ‬للتواصل‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التاريخية،‭ ‬والمغرب‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬‮ ‬الطي‭ ‬النهائي‭ ‬لملف‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬بقرار‭ ‬ملزم‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬ينتظره‭ ‬العالم‭ . 



في نفس الركن