2023 أكتوبر 30 - تم تعديله في [التاريخ]

مغرب‭ ‬الأوراش‭ ‬الكبرى‭ ‬يتقدم


الافـتتاحية‭


‬ما‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬يتعافى‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭-‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬أضرت‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الوطني‬،‭ ‬ومنها‭ ‬تفاقم‭ ‬التضخم‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬اليوم‭ ‬داء‭ ‬عضالاً‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬حتى‭ ‬دخل‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬تدبير‭ ‬آثار‭ ‬زلزال‭ ‬الحوز‭ ‬و‭‬معالجة‭ ‬تبعاته، ‬مما‭ ‬اقتضى‭ ‬حشد‭ ‬التعبئة‭ ‬العامة‭ ‬وتجنيد‭ ‬القدرات‭ ‬الوطنية،‭ ‬في‭ ‬تزامنٍ‭ ‬مع‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬والتحضير،‭ ‬وبأعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬الجدية‭ ‬والنجاعة‭ ‬والإحساس‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬لاحتضان‭ ‬بطولة‭ ‬الأمم‭ ‬الأفريقية‭ ‬لسنة‭ ،‬2025‭ ‬واستضافة‭ ‬مونديال2030‮ ‬ بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬بناء‭ ‬ملاعب‭ ‬جديدة‭ ‬بالمعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬وما‭ ‬يستتبع‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تجهيزات‭ ‬شاملة‭ ‬للمرافق‭ ‬المطلوب‭ ‬إقامتها‭ ‬على‭ ‬أحسن‭ ‬طراز‭ ‬وبأرفع‭ ‬مستوى‭ ‬وفي‭ ‬التوقيت‭ ‬المناسب‭ .‬

وتحمل‭ ‬المغرب‭ ‬هذه‭ ‬الأعباء‭ ‬الثقيلة،‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الأوراش‭ ‬الإنمائية‭ ‬والمشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬ترسي‭ ‬القواعد‭ ‬الراسخة‭ ‬لبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بكل‭ ‬دلالات‭ ‬المصطلح‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬الحكومة‭ ‬بتأصيله‭ ‬و‭‬تقعيد‭ ‬مفهومه‭ ‬وبيان‭ ‬مدلوله‭ ‬و‭‬تفصيل‭ ‬المهام‭ ‬الرئيسَة‭ ‬المرتبطة‭ ‬به‭.‬

ويعكس‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المالي‭ ‬لسنة‭‬2024‮ ‬،‭ ‬الصورة‭ ‬المثلى‭ ‬للتحدي‭ ‬الذي‭ ‬أخذ‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يرفعه،‭ ‬ويعبر،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬تذليل‭ ‬الصعاب‭ ‬وتجاوز‭ ‬الأزمات‭ ‬والارتفاع‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الوفاء‭ ‬بمتطلبات‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات، ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مواصلة‮‬‭ ‬تنزيل‭ ‬جميع‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬الآماد‭ ‬المحددة‭ ،‬التي‭ ‬تستجيب‭ ‬لتطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات،‭ ‬خاصة‭ ‬مشروع‭ ‬تعميم‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الذي‭ ‬أخذ‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المالي‭ ‬للسنة‭ ‬القادمة،‭ ‬حيزاً‭ ‬مهماً،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قررت‭ ‬التوجهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية،‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬الفئات‭ ‬المستهدفة‮ ‬‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يؤكد‭ ‬انخراط‭ ‬المغرب‭ ‬في‮‬‮ ‬عملية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬للنهوض‭ ‬بأكثر‭ ‬الفئات‭ ‬الفقيرة‭ ‬والهشة،‭ ‬و‭‬لصون‭ ‬الكرامة‭ ‬للجميع‭.‬ و‬هي‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعي‬‭ ‬لم‭ ‬يعهدها‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ .‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬التوفيق‭ ‬الدقيق‭ ‬بين‭ ‬الالتزامات‭ ‬الوطنية‭ ‬وبين‭ ‬الالتزامات‭ ‬القارية‭ ‬والدولية،‭ ‬يعطي‭ ‬للمغرب‭ ‬ميزة‭ ‬عالية‭ ‬القيمة،‭ ‬و‭‬يعزز‭ ‬من‭ ‬مركزه‭ ‬الذي‭ ‬يستحقه،‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الأفريقي‭ ‬و‭‬الدولي،‭ ‬بقدرما‭ ‬يوفر‭ ‬لبلادنا‭ ‬الفرص‭ ‬المواتية‭ ‬لتأكيد‭ ‬خصوصيتها‭ ‬باعتبارها‭ ‬دولة‭ ‬صاعدة،‭ ‬تجاوزت‭ ‬النمو‭ ‬البطيئ‭ ‬والمتعثر‭ ‬والمتأثر‭ ‬بالعوامل‭ ‬الخارجية،‮ ‬‭ ‬ودخلت‭ ‬نادي‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانات‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬حددته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬الإنمائية‭ ‬للألفية‬‭ ‬الثالثة‭ .‬

هكذا‭ ‬يكون‭ ‬المغرب‭ ‬منسجماً‭ ‬تمام‭ ‬الانسجام‭ ‬مع‭ ‬طموحه‭ ‬وخصوصياته‭ ‬و‭‬قدراته‭ ‬و‬استعداداته‭ ‬لبلوغ‭ ‬أرفع‭ ‬درجات‭ ‬النهوض‭ ‬والانطلاق‭ ‬نحو‬‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العليا،‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭‬أيده،‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭ ‬مغرب‭ ‬الأوراش‭ ‬الكبرى‭ ‬والمشاريع‭ ‬العظمى، ‬يفي‭ ‬بالالتزامات‭ ‬الوطنية‭ ‬وبالالتزامات‭ ‬القارية‭ ‬والدولية،‭ ‬في‭ ‬توفيق‭ ‬دقيق‭ ‬وتكامل‭ ‬متوازن،‭ ‬يضرب‭ ‬بهما‭ ‬المثل‭ ‬العالي‭ ‬لعبقرية‭ ‬القيادة‭ ‬الملكية‭ ‬الرشيدة‭ ‬والحكيمة‭ .‬

العلم



في نفس الركن