2025 شتنبر 10 - تم تعديله في [التاريخ]

ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬الأمتار‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الإغلاق‭ ‬بقرار‭ ‬أممي


 

المسافة الزمنية بين يوم 27 يوليوز الماضي ويوم 5 شتمبر الجاري، ليست طويلة، ولكنها تفصل بين مرحلتين بالغتي الأهمية، هما محطتان مفصليتان، الأولى حين أبلغ مستشار البيت الأبيض مسعد بولس، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد مبادرةَ الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الوحيد والممكن لنزاع الصحراء. أما المحطة الثانية فهي حين التقى مستشار البيت الأبيض مسعد بولس، يوم الجمعة الماضية،  ستافان دي ميسورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وأكد له موقف الولايات المتحدة الأمريكية الواضح، وهو أن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية، هو الحل الوحيد الممكن للصحراء الغربية. مما يعني أن عقارب الساعة تقترب من موعد إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يٌبلغ فيها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، فقد سبق أن استدعي إلى وزارة الخارجية الأمريكية، قبل أسابيع قليلة، ليبلغ بالموقف الأمريكي الرسمي من مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. أما تجديد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء ودعمها لمقترح الحكم الذاتي، من طرف مسعد بولس المستشار رفيع المستوى للبيت الأبيض المكلف بملف الصحراء، فقد تكرر عدة مرات بالصيغة القوية والصريحة ذاتها.

واستناداً إلى قواعد التحليل السياسي الموضوعي في ضوء مبادئ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فإن إبلاغ المستشار رفيع المستوى للبيت الأبيض، للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ، الموقف السيادي للولايات المتحدة الأمريكية بشأن ملف الصحراء، هو إيذان  بدخول مرحلة العدو في الأمتار الأخيرة من الإغلاق الأممي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مع الوضوح الكامل واليقين المطلق أن المملكة المغربية ستحتفل باليوبيل الذهبي لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، في أجواء الفرح والاستبشار بطي ملف الصحراء، بحيث يكون يوم 6 نوفمبر 2025 من أيام المجد والفخر، في تاريخ المغرب المعاصر.

فالولايات المتحدة الأمريكية هي التي تتولى صياغة مسودة القرار الذي يصدر عن مجلس الأمن الدولي ، الذي سيشرع في مناقشة تطورات قضية الصحراء المغربية و آفاق التسوية السياسية، وتحظى الولايات المتحدة، كما هو معلوم،  بدعم غالبية الأعضاء النافذين، وعلى رأسهم مجموعة أصدقاء الصحراء، التي تضم فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وروسيا والصين. ولذلك، وأخذاً بعين الاعتبار لهذه المعطيات المهمة والمؤشرات المؤكدة، فإن المملكة المغربية قد حققت إنجازات دبلوماسية على قدر عظيم من الأهمية السياسية على أرض الواقع ، تفتح أمامها الآفاق الواسعة لمستقبل واعد ، في ظل الأمن والسلم والاستقرار والتنمية الشاملة المستدامة.

ولعل قراءة ما كتبه مسعد بولس مستشار البيت الأبيض المكلف بملف الصحراء، في حسابه الرسمي بمنصة إكس، عن لقائه مع ستافان دي ميستورا، يؤكد بشكل قاطع، أن ملف الصحراء صار اليوم قاب قوسين أو أدنى من التسوية السياسية الأممية،  وأن الدولة الأعظم في العالم، قد دخلت على الخط منذ أن اعترفت بمغربية الصحراء وأعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وجاء التطور الجديد، الذي يتمثل في ما جرى يوم الجمعة الماضي في واشنطن، من لقاء صريح للغاية ، جمع بين مستشار البيت الأبيض والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، تركز حول التسوية النهائية لملف الصحراء.

 




في نفس الركن