رئيسية 
الرئيسية 
*العلم الإلكترونية - عبد اللطيف الباز-*
في حادثة مؤسفة تُسلّط الضوء على واقع الخدمات الصحية في العالم القروي، اضطر أحد المرضى بجماعة فيفي التابعة لإقليم شفشاون إلى استنجاد سيارة الإسعاف التابعة للمجلس الجماعي، غير أنّ طلبه قوبل بشرط غريب: دفع مصاريف التنقل و«الغازوال»!
وحسب مصادر محلية، فقد فوجئ المواطن المريض، الذي كان في وضع صحي حرج، بمطالبة مسؤولي الجماعة له بتوفير مصاريف الوقود وغيرها من التكاليف لنقله إلى المستشفى الإقليمي، وهو ما يتعارض كلياً مع مبدأ تكافؤ الفرص في العلاج وحق المواطن في الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية.
هذا السلوك يُثير الكثير من الأسئلة حول طريقة تدبير سيارات الإسعاف بالجماعات الترابية، خاصة في المناطق القروية التي يعاني سكانها أصلاً من الهشاشة وغياب النقل الصحي المؤطر والفعّال. فكيف يُعقل أن تُستعمل سيارة الإسعاف – الممولة من المال العام – وسيلة لابتزاز المرضى أو إثقال كاهلهم بمصاريف إضافية في وقت يكون فيه المريض في أمسّ الحاجة للدعم والمساندة؟
وتطالب فعاليات المجتمع المدني بفتح تحقيق شفاف حول هذه الواقعة، والعمل على وضع حدّ لمثل هذه الممارسات التي تمسّ بكرامة المواطن، والتسريع بإصلاح منظومة النقل الصحي بالجماعات القروية لضمان حق الجميع في العلاج دون تمييز أو مساومات.
ويبقى السؤال معلقاً: إلى متى سيظل المريض القروي رهينة «التسويف» و«الابتزاز» تحت ذريعة مصاريف «الغازوال»؟
