2021 دجنبر 8 - تم تعديله في [التاريخ]

نجاح متواصل في تغيير بنية الصادرات المغربية

خمسة قطاعات تتقدم الصادرات المغربية في طليعتها السيارات والفوسفاط والطائرات


العلم الإلكترونية - الرباط 

كشفت المعطيات و الإحصائيات الاقتصادية و التجارية الأخيرة الصادرة عن مكتب الصرف قبل أيام قليلة ، عن استمرار المغرب في تغيير بنيته الاقتصادية التقليدية التي كانت تجعل القطاع الفلاحي المهيمن على صادرات المغرب نحو الخارج إضافة إلى الفوسفاط .و هذا التعويل على القطاع الفلاحي كان يطرح تحديات كبيرة و كثيرة برأي الخبراء و المختصين ، حيث أن ذلك كان يعني رهن الاقتصاد الوطني برمته بأحوال الطقس و بالتساقطات المطرية . و لذلك فإن صادرات المغرب كانت تعرف انخفاضا مهولا كلما كانت معدلات الأمطار منخفضة أو منعدمة أصلا . و هذا ما فرض على السلطات المغربية البحث عن تنويع كبير في القطاعات المعتمد عليها في التصدير للرفع من نسبة الصادرات و و علاقاتها بالميزان التجاري المغربي ، و شجع في ضوء ذلك الاسثمارات في العديد من القطاعات الصناعية المتطورة .
 
و هكذا تكشف الإحصائيات الجديدة الصادرة عن مكتب الصرف عن أن المغرب انتقل إلى مرحلة جد مهمة في كسب رهان هذا التحدي الكبير ، الذي كان يبدو في البداية محفوفا بكثير من الأخطار . حيث و وفق هذه المعطيات فإن القطاع الفلاحي لم يعد يحتل المرتبة الأولى في صادرات المغرب ، بل تخلى عن هذه الرتبة فاسحا المجال أمام صادرات المغرب المتحصلة من قطاعات بديلة كما الشأن بالنسبة لصناعة السيارات و صناعة أجزاء الطائرات .و هكذا تبين الإحصائيات الصادرة عن مكتب الصرف أن خمسة قطاعات تصدرت الصادرات المغربية الموجهة إلى الخارج خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2021 ، حيث بلغت قيمة صادرات المغرب من السيارات 7،3 مليار دولار ، و أن صادرات المغرب من الفوسفاط و مشتقاته بلغت قيمتها خلال نفس الفترة 6،8 مليار دولار مستفيدة من ارتفاع مهم في أسعار هذه المادة في السوق العالمية . في حين وصلت قيمة الصادرات من المنتجات الغذائية 6،3 مليار دولار ، بيد أن قيمة صادرات النسيج و الألبسة بلغت 3،3 مليار دولار . و قفزت قيمة صادرات المغرب من صناعة أجزاء الطائرات إلى ما يناهز المليار و نصف مليار دولار أمريكي .
 
و الملاحظ أن السلطات المغربية لم تعتمد مقاربة أحادية فيما يتعلق بتغير بنية الصادرات المغربية ، بل بالعكس سلكت معالجة حكيمة بأن أولت القطاع الفلاحي أهمية كبرى لا تقل عما أولته إلى القطاعات الجديدة ، و أبدعت برنامج المخطط الأخضر الذي ساهم في تحقيق تطور كبير جدا في القطاع الفلاحي ، و يلاحظ مثلا أن الغالبية الساحقة من المزروعات من الخضر و الفواكه أضحت تزرع في المغرب ، كما تم تطوير المنتوجات التقليدية من خضر و زيتون و أشجار فواكه كثيرة و متعددة و تربية مواشي خصوصا الأبقار ، و تهيئة الحقول و تجهيزها بالتقنيات الجديدة .
 
و بذلك كله فإن الميزان التجاري المغربي عرف تحسنا كبيرا ، بأن لم يعد المغرب يعتمد في صادراته على القطاعات التقليدية التي كانت تتسبب له في إكراهات و صعوبات و تحديات .
 



في نفس الركن