2024 مارس 24 - تم تعديله في [التاريخ]

نقابة الصحافيين المغاربة تنتقد مزاعم المنابر الإعلامية الجزائرية

بعد استغلال وفاة الصحافي "رضا دليل" لنشر الشائعات..


العلم الإلكترونية - الرباط 

عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن صدمتها من محاولة منابر جزائرية توظيف خبر وفاة الصحافي المغربي رضا دليل، مدير نشر مجلة “تيل كيل”، في تصفية حسابات سياسية.
 
وأثار استغلال الإعلام الجزائري خبر وفاة الصحافي، الذي وافاه الأجل بعد صراع طويل مع مرض عضال، لتحوير أسباب الوفاة من وفاة عادية إلى اغتيال وقتل بالرصاص جدلا واسعا.
 
وانتشرت تعليقات من حسابات جزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل عنوان “وفاة الإعلامي المغربي ومدير نشر مجموعة "تيل كيل" رضا دليل في ظروف غامضة".
 
والإشاعة هي نموذج لظاهرة متنامية، وهي ازدياد عدد وحجم صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الجزائرية المكرسة حصرا لنشر الأخبار الكاذبة عن المغرب.
 
ويقول خبراء إن الظاهرة الجديدة خطيرة، إذ لطالما احتفظ الشعبان بعلاقات طيبة تسمو على خلافات السياسة، وإن هذه الأخبار تلعب دورا رئيسيا في تسميم الحوار بين الشعبين، لتغلب عليه لغة الكراهية والعنصرية.
 
ويؤكد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن محاولات بعض وسائل الإعلام الجزائرية باتت مكشوفة للرأي العام ولم تعد مؤثرة إلا على مصداقية المنابر المضللة التي نشرت الأخبار الزائفة وباتت تحمل صفة الكاذبة، وأعادوا نشر الخبر الصحيح.
 
ونعى طاقم المجلة رضا دليل في بيان جاء فيه “ببالغ الحزن، نعلن لكم أن مدير نشر مجلة ‘تيل كيل’، رضا دليل، توفي الثلاثاء 19 مارس 2024، في الرباط”.
 
وكان دليل يعاني من مرض منذ عام 2020، وتعافى منه، لكنه تعرّض لانتكاسة جديدة، وخضع لعملية جراحية كانت لها مضاعفات على جسده.
 
وقال بيان النعي “كأصدقاء، وزملاء، كان لنا شرف العمل مع رضا دليل، باحترافيته، وصرامته، وتفانيه، ولطفه البالغ”. وأضاف البيان “يقدم فريق ‘تيل كيل’، بأكمله، تعازيه الحارة لعائلة الراحل… إن لله وإن إليه راجعون”.
 
وقالت المؤسسة في منشور عبر فيسبوك إن “رضا دليل يعد واحداً من الأقلام الصحفية المستقلة والحرة التي قادت مؤسسة ‘تيل كيل’ باقتدار ومهنية”، معتبرة “رحيله خسارة للصحافة المغربية”.
 
كما نعى وزير الاتصال المغربي، المهدي بنسعيد، الراحل قائلاً في منشور “تلقيت بحزن بليغ خبر وفاة رضا دليل، مدير نشر جريدة ‘تيل كيل’، وذلك بعد صراع طويل مع المرض”.
 
وأضاف “بهذه المناسبة الأليمة أتقدم إلى أسرته وكذلك عائلته الكبيرة من الصحافيين بأحر التعازي وبأصدق مشاعر المواساة، راجياً من الله أن يتقبله في فردوسه الأعلى ويرحمه ويغفر له. إنه سميع مجيب. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
 
وانتقدت نقابة الصحافيين المغاربة في مقال بموقعها الرسمي مزاعم المنابر الإعلامية الجزائرية وقالت إنه قبل أن “تبرد حرقة الفراق وغصة الفقد ويكتمل خبر نعيه وسط زميلاته وزملائه، يخرج رهط من محيط ابتلانا الله بهم ليزجوا بفواجع أهله وذويه في أتون حقد لم تعد له حدود، في سياق حملة مسعورة تدعي مقتله بالرصاص، وراءها جارة السوء التي قهر نظامها العسكري وعرى أكاذيبه المسنودة بخيال مريض يعيش ويتنفس بأوكسجين المؤامرات، بشكل تحول معه جثمان زميل عزيز حتى قبل أن يوارى جثمانه الثرى إلى مزاد للتوظيف السياسي المنحط دون حياء أو احترام لحرمة ميت".
 
يذكر أن الإشاعات التي تستهدف المغرب كانت موجهة في بدايتها من طرف الذباب الإلكتروني، وواصلت وسائل الإعلام الرسمية في الجزائر تغذية هذه الأحقاد عبر بروباغندا انساق وراءها جزء كبير من الرأي العام ومن الأشخاص الذاتيين الذين يتبادلون الهجمات فيما بينهم، ما يعكس انتقال نبرة العداء إلى الشعبين الشقيقين.
 
وتعليقا على انتشار الإشاعات والأخبار المضللة ومعها التعليقات المسيئة، يبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر توفيق بوقاعدة أن مثل هذه المنشورات تساهم في نقل الخلافات من المستوى السياسي بين الحكومات إلى المستوى الشعبي، وتؤسس لخطاب جديد وغريب عن ثقافة التسامح والتعايش التي ميزت العلاقات بين الشعبين رغم الخلافات الحادة في حقب زمنية سابقة.
 
وخسرت وسائل إعلام جزائرية مصداقيتها وإمكانية تأثيرها على الجمهور بنشر الأخبار المضللة عن المغرب إمعانا في تنفيذ الأجندة السياسية للسلطة.
 
واستذكر متابعون الكثير من الأخبار الكاذبة التي دأبت المنابر الجزائرية على تلفيقها، كما فعلت سابقا صحيفة “الشروق” المقربة من النظام، حيث نشرت صورة من الأرشيف توثق تظاهرات سلمية شهدتها الرباط سنة 2017، وتدعي أنها صورة عن الاحتجاجات في مدن المملكة.
 
ولقيت الصورة التي عنونتها الصحيفة الجزائرية بـ”مظاهرات حاشدة في المغرب ومواجهات بين الشرطة والمحتجين” انتقادات لاذعة وتعليقات ساخرة من قبل رواد موقع فيسبوك، بمن فيهم الجزائريون، حيث اعتبروا أن الصحيفة تعمل بتعليمات مباشرة من نظام الجنرالات الحاكم في الجزائر.



في نفس الركن