2025 نونبر 27 - تم تعديله في [التاريخ]

هذه‭ ‬تفاصيل‭ ‬رفع‭ ‬قيمة‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الـمباشر‭ ‬المرتقبة‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬نونبر‭ ‬الجاري

في‭ ‬إطار‭ ‬خيار‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الأسر‭..‬


خبير‭:‬ الزيادة‭ ‬المرتقبة‭ ‬تعديل‭ ‬في‭ ‬هندسة‭ ‬المنظومة‭ ‬وليس‭ ‬قرارا‭ ‬سياسيا‭ ‬معزولا


*العلم‭: ‬نهيلة‭ ‬البرهومي*
‮ ‬
أعلن‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬نونبر‭ ‬الجاري،‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزيادة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المباشر،‭ ‬مبرزا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬التنزيل‭ ‬التدريجي‭ ‬لهذا‭ ‬الورش‭ ‬الملكي‭ ‬وتعزيز‭ ‬أثره‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للأسر‭ ‬المستحقة‭.‬

ولفت‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬خلال‭ ‬تعقيبه‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬المستشارين‭ ‬البرلمانيين‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الشهرية‭ ‬المخصصة‭ ‬لموضوع‭ :‬“التنمية‭ ‬الترابية‭ ‬ورهانات‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية”،‭ ‬المنعقدة‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الأخير،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬الدعم‭ ‬ستبلغ‭ ‬250‭ ‬ درهما‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأوائل‭ ‬المتمدرسين‭ ‬أو‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬السادسة،‭ ‬و175 ‭‬درهما‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬غير‭ ‬متمدرس‭.‬

وتمثل‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬إعانات‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تنزيلا‭ ‬لما‭ ‬ينص‭ ‬عليه‭ ‬المرسوم‭ ‬المتعلق‭ ‬بتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬58‭.‬23‭ ‬المتعلق‭ ‬بنظام‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المباشر،‭ ‬والذي‭ ‬يفصل‭ ‬في‭ ‬دفعات‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬الإعانات‭ ‬الشهرية‭.‬

وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬تمثل‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬الزيادة‭ ‬المنتظرة‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬الدعم‭ ‬سنة‭ ،‬2026‭ ‬وتتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين ‭ ‬25‭ ‬ و50‭‬ درهم،‭ ‬حسب‭ ‬الفئات‭ ‬المعنية،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬تتراوح‭ ‬القيمة‭ ‬الإجمالية‭ ‬التراكمية‭ ‬للزيادة‭ ‬بحلول ‭ ‬2026‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬ و100 ‬درهم‭.‬

وبموجب‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة،‭ ‬تنتقل‭ ‬قيمة‭ ‬المنحة‭ ‬الشهرية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالحماية‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالطفولة‭ ‬من ‭ ‬200‭ ‬درهم‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأوائل‭ ‬إلى‭ ‬250‭ ‬درهما،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬والأطفال‭ ‬المتمدرسين‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬و21 ‬سنة‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمنح‭ ‬الشهرية‭ ‬المخصصة‭ ‬للأطفال‭ ‬يتامى‭ ‬الأب،‭ ‬فستنتقل‭ ‬من‭ ‬350‭ ‬درهما‭ ‬إلى‭ ‬375‭ ‬درهما‭.‬

وبخصوص‭ ‬الأطفال‭ ‬غير‭ ‬المتمدرسين‭ ‬والذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬و21‭‬ سنة،‭ ‬فستنتقل‭ ‬قيمة‭ ‬المنح‭ ‬الشهرية‭ ‬المخصصة‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬درهما‭ ‬إلى‭ ‬175‭ ‬درهما‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأوائل‭.‬

‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ينضاف‭ ‬تعويض‭ ‬تكميلي‭ ‬مقدراه‭ ‬100‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬إعاقة‭.‬


في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬اعتبر‭ ‬أمين‭ ‬سامي،‭ ‬المحلل‭ ‬والخبير‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬ظاهرها‭ ‬زيادة‭ ‬صغيرة،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬“تعديل‭ ‬في‭ ‬هندسة‭ ‬المنظومة”،‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬25‭ ‬أو‭ ‬50‭ ‬درهم‭ ‬إضافية‭.‬

وأوضح‭ ‬سامي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ”العلم”،‭ ‬أن‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬هي‭ ‬تنزيل‭ ‬مباشر‭ ‬للمرسوم‭ ‬2‭.‬23‭.‬1067‭ ‬ المطبِّق‭ ‬للقانون‭ ‬58‭.‬23‭ ‬المتعلق‭ ‬بنظام‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المباشر،‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬أصلا‭ ‬على‭ ‬زيادات‭ ‬تدريجية‭ ‬في‭ ‬مبالغ‭ ‬الإعانات‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬،2026‭ ‬وليس‭ ‬قرارا‭ ‬سياسيا‭ ‬معزولا‭ .‬وعليه‭ ‬فنفس‭ ‬المنظومة‭ ‬مؤطرة‭ ‬أيضا‭ ‬بقانون‭ ‬59‭.‬23‭ ‬المحدث‭ ‬للوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬للدعم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبنظام‭ ‬السجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الموحد ‭ ‬RSU‭ ‬ كأداة‭ ‬استهداف‭ ‬رقمية‭.‬

وأفاد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬يعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أعمدة‭ ‬“الدولة‭ ‬الاجتماعية”،‭ ‬مع‭ ‬برمجة‭ ‬كلفة‭ ‬سنوية‭ ‬تنتقل‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬25‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬29‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬2026‭ (‬الدعم‭ ‬المباشر‭ + ‬مكوّنات‭ ‬أخرى‭ ‬كدخل‭ ‬الكرامة‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬ودعم‭ ‬الإعاقة‭)‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬“أمام‭ ‬برنامج‭ ‬اجتماعي‭ ‬بحجم‭ ‬يقارب‭ ‬2‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭ ‬تقريبًا،‭ ‬وليس‭ ‬منحة‭ ‬رمزية‭ ‬على‭ ‬الهامش”‭.‬

وفي‭ ‬تحليله‭ ‬للأرقام،‭ ‬نبه‭ ‬المتحدث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬أمام‭ ‬زيادة‭ ‬اجتماعية‭ ‬“قابلة‭ ‬للاستدامة”،‭ ‬ماليةً‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬تُجبر‭ ‬لاحقا‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬عنها‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬العجز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يبرز‭ ‬حسب‭ ‬سامي‭ ‬سعي‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬مال‭ ‬البشري‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬(متمدرسين‭ ‬وغير‭ ‬متمدرسين،‭ ‬أيتام،‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬إعاقة)‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬فلسفة‭ ‬البرنامج‭ ‬كما‭ ‬تقدمها‭ ‬الحكومة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاربة‭ ‬الفقر‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬عبر‭ ‬دعم‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للأسر‭ ‬ومعالجة‭ ‬هشاشة‭ ‬الطفولة‭ ‬تحديدا‭.‬

وتابع”‭ ‬وعليه‭ ‬فالتجارب‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬التحويلات‭ ‬النقدية‭" ‬الشرطية‭ ‬وغير‭ ‬الشرطية"‭ ‬تُظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬تحويلات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬تحسن‭ ‬استهلاك‭ ‬الغذاء،‭ ‬ولوج‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬والتمدرس،‭ ‬وتقلص‭ ‬عمل‭ ‬الأطفال،‭ ‬دون‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬العمل‭ ‬عند‭ ‬الكبار‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬(الزيادة‭ ‬تعزز‭ ‬العائد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تعزز‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الكمالي)‭.‬

وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬انتقل‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الدخل،‭ ‬حيث‭ ‬تحول‭ ‬تدريجيا‭ ‬من‭ ‬منطق‭ ‬المقاصة ‭)‬دعم‭ ‬غاز‭ ‬البوتان،‭ ‬الدقيق)…‭ ‬إلى‭ ‬منطق‭ ‬الدعم‭ ‬الموجه‭ ‬للأسر،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ترسيخ‭ ‬منظومة‭ ‬الدعم‭ ‬المباشر‭ ‬المتطورة‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬لإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬أعمق‭ ‬لدعم‭ ‬الأسعار،‭ ‬وربما‭ ‬“تعويض”‭ ‬أي‭ ‬إصلاحات‭ ‬مقبلة‭ ‬في‭ ‬المقاصة‭ ‬عبر‭ ‬تحويلات‭ ‬نقدية‭ ‬أقوى‭.‬



في نفس الركن