2023 يناير 23 - تم تعديله في [التاريخ]

هل‭ ‬خضع‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬للأطراف‭ ‬المعادية‭ ‬للمغرب؟‭ ‬


العلم الإلكترونية - الرباط 

القرار‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬يدين‭ ‬فيه‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بشأن‭ ‬وضعية‭ ‬بعض‭ ‬الصحافيين‭ ‬وحول‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬،‭ ‬يعكس‭ ‬خضوع‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭ ‬الأوروبية‭ ‬للضغوط‭ ‬التي‭ ‬مارستها‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬اليسار‭ ‬واليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬البرلمانية‭ ‬منصة‭ ‬لتمرير‭ ‬قرارات‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬بدافع‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنصرية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬،‭ ‬وخدمة‭ ‬لمصالح‭ ‬أجنبية‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أوروبية،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ . ‬فقد‭ ‬تبين‭ ‬بالوضوح‭ ‬الكامل‭ ‬أن‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬يضعف‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬المعاكس‭ ‬للمصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬خروجاً‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تأسس‭ ‬الاتحاد‭ ‬على‭ ‬أساسها،‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬جوهره‭ ‬وفلسفته‭ ‬وعقيدته‭ ‬السياسية‭ ‬وحجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬مشروعه‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬المنتظم‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وتوثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ . ‬
 
و‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬و‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تناصب‭ ‬المغرب‭ ‬العداء‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬،‭ ‬تطرح‭ ‬قضية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتتخذ‭ ‬منها‭ ‬مدخلاً‭ ‬للتشهير‭ ‬بالمغرب‭ ‬و‭ ‬تشويه‭ ‬صورته‭ ‬وتلطيخ‭ ‬سمعته‭ ‬والإضرار‭ ‬بمصالحه‭ ‬وممارسة‭ ‬التضييق‭ ‬عليه،‭ ‬مستخدمةً‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬تسهل‭ ‬لها‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬المنحرف‭ ‬ومواصلة‭ ‬العمل‭ ‬بهذه‭ ‬السياسة‭ ‬المعادية‭ ‬لبلادنا‭ ‬والمناهضة‭ ‬لأي‭ ‬تقدم‭ ‬تعرفه‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬زخماَ‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬العمل‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬للمغرب‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬الممثل‭ ‬الأسمى‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والسياسة‭ ‬الأمنية‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭.‬
 
وكأن‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬المعادي‭ ‬للمغرب‭ ‬تنتهز‭ ‬كل‭ ‬تطور‭ ‬إيجابي‭ ‬للعلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬لتتحرك‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الذي‭ ‬يفسد‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬ويلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بها‭. ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬العناصر،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أقلية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال،‭ ‬تخرج‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ويتبعها‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭.‬
 
فليس‭ ‬من‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬خلف‭ ‬إصدار‭ ‬القرار‭ ‬إياه‭ ‬الذي‭ ‬يدين‭ ‬المغرب،‭ ‬لا‭ ‬يخدم‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ولا‭ ‬يحترم‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ولا‭ ‬يعير‭ ‬اهتماماً‭ ‬لمبدأ‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬،‭ ‬خصوصاً‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بعلاقات‭ ‬ممتازة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬
 
أما‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬فهي‭ ‬لن‭ ‬يهزها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬،‭ ‬ولن‭ ‬ينهزم‭ ‬أمام‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الحملة‭ ‬العدائية‭ ‬العنصرية‭ ‬الموجهة‭ ‬ضدها‭ . ‬وهي‭ ‬تواصل‭ ‬ترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬دولة‭ ‬الحق‭ ‬والقانون‭ ‬واحترام‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬و‭ ‬تقوية‭ ‬أركان‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬بحكمته‭ ‬وبرؤيته‭ ‬وبالتفاف‭ ‬الشعب‭ ‬وراء‭ ‬جلالته‭.



في نفس الركن