2022 أبريل 24 - تم تعديله في [التاريخ]

وباء العصر

الفشل من أهم مفاتيح النجاح


العلم الإلكترونية - بقلم إيمان اهياض

يعاني معظم الشباب من الاكتئاب إثر فشل معين، يؤدي بهم هذا الأخير إلى الشعور باليأس والاحباط والضعف، أو حتى الدخول في عالم العزلة والخوف من إعادة المحاولة مرة أخرى، أو حتى تغيير المسار، هروبا من المسؤولية، نتيجة فقدان الثقة، وخوفا من المستقبل المجهول، دون الإلمام بالأسباب، وجهلا بالواقع، باعتبار أن الفشل هو النتيجة النهائية، بينما هو في الحقيقة محطة من محطات النجاح، فلا نجاح دون فشل، ولا فشل دون نجاح، فالعلاقة هنا هي علاقة ترابط وتكامل، إذ لا يمكن الفصل بينهما.
 
فعند البحث في قصص العلماء والكُتّاب.. نجد لكل منهم نقطة مشتركة وهي المرور من محطات الفشل نحو محطة النجاح والشهرة، فمن منا لم يمر بقصة فشل في حياته؟
 
الفشل طريق نحو النجاح
 
سواء كانت علاقة عاطفية باءت بالفشل، أو الرسوب في الدراسة، أو في اختبار نهائي، أو في مباراة أو مقابلة عمل …الخ. كل هاته الأشياء ماهي إلا ممر من ممرات النجاح، فكل قصة مؤلمة لها نهاية ناجحة وسعيدة، فينبغي علينا فقط تقبّل الأمر الواقع بصدر رحب والتأقلم مع الوضع والتعايش مع الألم و الهزيمة النسبية بكل روح رياضية، والاستمرار والمثابرة بكل عزيمة وإرادة وإصرار وقوة، نحو نجاح يثلج القلب ويرفع الرأس و يزيده شموخ.
 
فالنجاح يفرض علينا إضافة إلى العمل بإتقان النهوض بعد كل سقوط، فالكلمات لا تسدد ديونا. ما يعنيه أن النجاح يتطلب أفعالا بدلا من الأقوال، فسِرُّ النجاح والتقدم في العمل هو أن تبدأ العمل. يقول المثل: “العشب أكثر اخضرارا على الجانب الآخر من السياج”
 
ومضمون هذا المثل، يتمثل في أن الناس يقضون الكثير من أوقاتهم في التوق إلى أشياء لا يمكنهم الحصول عليها، ولو حصلوا عليها لكانت مفتاح شر لهم، أي أن الناس في غالبية الأحوال يقومون بالمقارنة بين ما بأيديهم وما بأيدي الآخرين، فيسقطون في متاهة التيه والإحباط واليأس.
 
لهذا وجب علينا التفاؤل، فالتفاؤل وقت الفشل ذكاء، والثقة في النفس وقت اليأس قوة، والإصرار برغم المعوقات نجاح بحد ذاته، فالتشاؤم يقضي إلى الضعف، والتفاؤل يقودك إلى القوة، والحياة أمل والأمل قوة، فلا مكان للاستسلام.
 
الفشل فرصة جديدة
 
كما يقول هنري فورد فالفشل هو ببساطة فرصة جديدة لكي تبدأ من جديد لكن هذه المرة بذكاء، لهذا يجب علينا بعد كل سقوط الوقوف مجددا والمحاولة مرارا وتكرارا وبشتى الطرق إلى حين بلوغ الهدف.
 
 وليس عيبا أن يأخذ منك هذا حيزا من الوقت للتأقلم مع الوضع أو حتى يرجعك خطوة للوراء، فلا تنسى أن السهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام، فلا تيأس وخذ وقتك المهم في المحاولة بإصرار. فدون الفشل لن يكون للنجاح نكهة و طعم خاص أو إحساس بالانتصار والقوة. ولو كان سهلا للوصول له الجميع وكما قال جون كينيدي: “فالفاشل يبحث عن الأعذار و الناجح يبحث عن الحلول والطرق والوسائل”
 
فالفشل إن لم يقتلك فقد زادك قوة، وينبغي فقط أن نكتسب من العزيمة والشجاعة ما يلزم للتعايش مع الوضع والاستمرار نحو النجاح وتحقيق الذات
 
 واكتساب الثقة وفرض الاحترام ومقاومة كل الصعاب، بعيدا عن اليأس والتشاؤم والاستسلام، وذلك بالابتعاد عن كل ما يمكن أن يزحزح ثقتك بنفسك، فالمحيط السلبي أيضا سيزيد الطين بلة. فكن ذكيا في اختيار أصدقائك ومحيطك وعالمك الخاص، فأنت الرسام وعليك باختيار الألوان المناسبة للوحتك، فمتعة الحياة تتجلى في أن تعيشها على طريقتك أنت، لا على طريقة الآخرين، واحرص أن تكون سعيدا فرغد العيش يبدأ بابتسامة فابتسم. 
 



في نفس الركن