2023 فبراير 9 - تم تعديله في [التاريخ]

وزير الفلاحة يشبه الوضع الاقتصادي الحالي بـ"عام الجوع"

محمد صديقي.. استيراد الأبقار لن يخفض الأسعار واسترجاع التوازن يتطلب سنتين من العمل


العلم الإلكترونية - سمير زرادي

قال محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري إن الحالة الراهنة التي يمر منها المغرب على المستوى الاقتصادي أشبه بـ"عام الجوع"، وذلك تفاعلا مع النقاشات التي بسطها البرلمانيون بلجنة القطاعات الإنتاجية يوم الثلاثاء الماضي وانصبت حول التهاب الأسعار في الخضر والدجاج واللحوم والحليب.

وذكر خلال هذا الاجتماع الذي أدار أشغاله جمال ديواني رئيس اللجنة أن الأزمة غير عادية، متعددة الأسباب والنتائج، وغير مسبوقة في التاريخ، لأن الجفاف ليس وليد اليوم، فقد عرف المغرب سنوات متعددة من الجفاف واستطاع تدبيرها، ولكن ما حدث أثر على البشرية جمعاء، وربما تكون جائحة كورونا حدث القرن حسب تعبيره، معتبرا بعد ذلك أن الاستقرار الحقيقي هو تموين السوق، وذلك في سياق رده على قلق البرلمانيين من إرهاق القدرة الشرائية للمواطنين وتهديد السلم الاجتماعي. 

وأضاف أن الأزمة من ناحية أخرى قدمت عددا من الدروس للمغرب، منها ترسيخ أسس السيادة في الطاقة وفي الغذاء والدواء، وأهمية استثمار الفرص في ظل تحول جذري دفع العالم إلى التخلي عن نظام العولمة واستبداله بالسيادة.

وتابع قائلا بأن جائحة كوفيد أثرت على عملية التلقيح في قطيع الأبقار والذي توقف لسنتين بين 2019 و2022، لتظل 30 في المائة من الأبقار دون تلقيح، مما ساهم في اختلال توازن هذه السلسلة التي كانت تؤمن 98 في المائة من نسبة الاكتفاء وضياع عدد من الرؤوس، مما انعكس على الأسعار كامتداد لهذا الاختلال، والذي تسعى الحكومة الى استرداد توازنه عبر استيراد 200 ألف من رؤوس الأبقار من أوروبا وأمريكا اللاتينية، بعدما سجلت سنة 2022 تراجعا بناقص 11 في المائة من إنتاج اللحوم الحمراء.

وكشف أن استرجاع التوازن في اللحوم الحمراء يتطلب سنتين من العمل، وأن عملية الاستيراد لن تساهم في خفض الأسعار على المستوى القريب والمتوسط نظرا لارتفاع أسعار الأبقار دوليا، مفيدا ان عملية الاستيراد يحيطها الحذر من الأمراض الخطيرة، ولذلك تخضع رؤوس الأبقار للمراقبة على مدى أسبوع قبل الذبح.

كما أعلن أن هناك تفكيرا مماثلا للتدابير والمساطر التي اتخذت بشأن استيراد الأبقار لكي تشمل قطعان الأغنام، وذلك استعدادا لشهر رمضان الأبرك الذي تفصلنا عنه حوالي ستة أسابيع، وكذا لعيد الأضحى.

وعلى مستوى المعطيات الرقمية فقد أكد أن سنة 2019 سجلت إنتاج 606 آلاف طن من اللحوم الحمراء مقابل 504 آلاف طن السنة الموالية بتراجع 12 في المائة، وهو الانخفاض الذي استمر خلال سنة 2022 بتسجيل 489 ألف طن كإنتاج، والذي حقق زائد 4 في المائة سنة 2022 بواقع 512 ألف طن.

ولقت في نفس السياق إلى أن عامل الجفاف أثر على سقيطة الابقار التي كانت تزن في الأوقات العادية حتى 290 كيلوغرام مقابل 230 كيلوغرام، فاقدة بذلك 60 كيلوغراما.

انعكاسات الجفاف امتدت كذلك إلى إنتاج الحليب بعد تراجع أعداد الأبقار الإناث بمعدل 30 في المائة، وانخفاض كميات الحليب، فضلا عن توجه المصنعين إلى استخدامه في مشتقات الحليب ورصده للحليب المعالج بالحرارة المرتفعة وتخزينه لرمضان، مما أدى إلى الارتباك في سلسلة التموين، وتدخل الوزارة الوصية لإعادة النظر في المساطر المتعلقة باستيراد مسحوق الحليب لأجل انتاج المشتقات الحليبية.

وارتباطا بحقيقة الأرقام، فقد بلغ إنتاج الحليب 2 مليار لتر سنة 2022 مسجلا ناقص 11 في المائة مقارنة مع السنة التي قبلها والتي سجلت 2.25 مليار لتر.

أما بخصوص ارتفاع أسعار الخضراوات، فقد عزاها السيد وزير الفلاحة إلى موجة البرد ودرجات الحرارة المنخفضة مقارنة مع السنة الماضية والتي أثرت على عملية نضج الطماطم والبطاطس بشكل خاص، متوقعا عودة الأسعار إلى مستويات معقولة في أفق الشهر الجاري.



في نفس الركن