Quantcast
2025 نوفمبر 21 - تم تعديله في [التاريخ]

وسام حمادة والدة "هند رجب" في افتتاح الدوحة السينمائي:

أعتبر نفسي أقوى أم في العالم وصوت ابنتي صوت شعب أطفال فلسطين المطالبين بالحياة


وسام حمادة والدة "هند رجب" في افتتاح الدوحة السينمائي:
الدوحة: التهامي بورخيص

شكل عرض فيلم "صوت هند رجب " للمخرجة التونسية كوثر بن هنية في حفل افتتاح مهرجان الدوحة السينمائي حدثا بارزا ولحظة قوية ومؤثرة، وخاصة عند الإعلان عن حضور أم الطفلة الشهيدة "وسام حمادة"، التي جعلت القاعة تعيش لحظات ألم حقيقي وفاجعة إنسانية كبرى تسبب فيها الكيان الهمجي والوحشي في إبادة أطفال أبرياء ونساء وشيوخ وعائلات بأكملها.
 
وفي كلمة لها ممزوجة بالدموع، قالت: لم أستطع مشاهدة الفيلم لحد الآن، خوفاً من استعادة الذكرى المؤلمة لرحيل هند رجب. وأضافت: "أعتبر نفسي أقوى أم في العالم، وحكاية ابنتي صوت واحد من أصوات الشعب الفلسطيني الذي ينادي بالحياة فقط، لكنه يقتل تحت أنظار الجميع".
 
وختمت كلمتها برسالة، قالت فيها، ما عاشته ابنتها "هند رجب " هو الأمر الاعتيادي ما كنا نعيشه في غرة، لكن عودنا أنفسنا على الصبر من فظاعة الفقدان. وسرد حكاية ابنتي في فيلم هو بحد ذاته مقاومة وصوتها أصبح مسؤولية إنسانية أمام الكل.
 
وفي كلمة للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، التي شكرت فيها مهرجان الدوحة الذي استطاع أن يجمع عائلة الطفلة "هند رجب " وعائلة ضحايا الهلال الأحمر بفلسطين بالمخرجة وطاقم الفيلم، بعد أكثر من عام من المكالمات الهاتفية. وقالت:" أخيرًا التقيت بوسام حمادة، والدة هند رجب، هنا في الدوحة؛ امرأة تفوق شجاعتها وكرامتها وقوّتها كل وصف."
 

وسام حمادة والدة "هند رجب" في افتتاح الدوحة السينمائي:
الفيلم يحكي عن اللحظات الأخيرة لأحداث حقيقية ومرعبة للطفلة الفلسطينية هند رجب قبل مقتلها من قبل جيش الاحتلال يوم 29 يناير 2024، طفلة لا تتجاوز السادسة من عمرها، بعد أن بقيت عالقة بسيارة كانت مع أقربائها (عمّها وعمّتها وثلاثة من أبناء عمومها) الذين قتلوا جميعا بوابل من الرصاص والتي قدرت بحوالي 355 رصاصة. لحظات مرعبة ومأساوية لطفلة محاصرة بجثث أقرائها داخل السيارة، والدبابات والجنود في الخارج وهي تطلب النجدة.. ولا أحد يستطيع أن يساعد.

عجز تام يشل الجميع. تحس به في القاعة المظلمة الصامتة، في عيون المشاهدين وهي تمسح الدموع خفية، وتتساءل في حيرة، ألهذه الدرجة عجز الكل عن إنقاذ طفلة من براثن الموت؟ فقط كانت تطلب أن ننقذها – ساعدوني – يا لها من كلمة صعبة وأنت عاجز عن فعل أي شيء، الكل يتفرج، يشاهد، كأنه حدث أو كبقية الصور التي تقذفنا بها وسائط التواصل الاجتماعي في كل لحظة. ويبدو أن كل الحاضرين بالعرض أدركوا جميعاً أنهم لا يشاهدون فيلما فقط، بل مشاركين بصمتهم في هذا التقتيل الممنهج، وحيادهم أمام إبادة الشعب الفلسطيني بأكمله.
 
الفيلم يبدأ بمركز الهلال الأحمر وطاقمه الذي يحاول تأمين رحلة سيارة إسعاف لإنقاذ طفلة عالقة بسيارة، عبر الحصول على الضوء الأخضر من «الجيش» الإسرائيلي. لكن إعطاء هذا التصريح من يتطلب اتصالات مكثفة مع منظمة غوث والتي تباشر الاتصال هي الأخرى بالجيش الإسرائيلي بإعطاء التراخيص للسماح بمرور سيارة إسعاف، ومع كل اتصال يبدأ التوتر مع انتظار غودو، انتظار مكالمة هاتفية قد تأتي بالضوء الأخضر أو لا تأتي أبدا، وتصبح الدقائق الثمانية مسافة إنقاذ الطفلة إلى ساعات، والساعات إلى يوم بأكمله. 
 
استطاعت المخرجة كوثر بن هنية أن تصنع فيلما قويا سينمائيا، عبر خلق توترات طيلة حياة البطلة /الفيلم مع شخوص مركز الهلال الأحمر الفلسطيني خلال تواصلهم مع الطفلة هند رجب ومحاولتهم مساعدتها، الفيلم يتجاوز حدود الأفلام الوثائقية والروائية، مازجاً بين النوعين، ومستخدماً صوت الطفلة هند الأصلي.
 
الجدير بالذكر، أن فيلم "صوت هند رجب " توج في عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي بجائزة الأسد الفضي – لجنة التحكيم، وفاز بعدها بجائزة أفضل فيلم في مهرجان سان سيباستيان. وكان قد نال حينها تصفيقًا استثنائيًا دام 21 دقيقة. واليوم، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعود صوت هند رجب ليكون فيلم الافتتاح في الدوحة، مثبتًا حضوره كواحد من أهم الأفلام الإنسانية هذا العام.
 

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار