2022 يونيو/جوان 9 - تم تعديله في [التاريخ]

وضعية نفسية واجتماعية مقلقة لموظفي الجمارك

حسان بركاني: تنقيلات تعسفية تتسبب في شرخ اجتماعي وأسري وتؤدي إلى نتائج وخيمة قد تدفع الجمركي الى الانحراف، والرقمنة مدخل لتفادي الاهتزازات في المسار الإداري لفئة تسهر على أمن الوطن


النائب البرلماني حسان بركاني
العلم الإلكترونية - سمير زرادي

ناقش النائب البرلماني حسان بركاني عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب خلال جلسة يوم الاثنين الماضي السيدة وزيرة الاقتصاد والمالية في ملف يخص موظفي إدارة الجمارك، وذلك من بوابة الوضعية النفسية والاجتماعية لهاته الفئة.

وقال إن موظفي الجمارك يعرفون سنويا حركة انتقالية غير عادية تستدعيها دواعي التجمع الأسري أو لمتطلبات حاجيات ومصلحة الإدارة، لكن هناك أيضا تنقيلات تأديبية تخلف تداعيات سلبية.

وفي ضوء هذه الملاحظات تساءل عن رؤية الوزارة بخصوص هذا الملف.

 
الحركية مهمة لتنزيل اللاتمركز الإداري والجهوية

السيدة نادية فتاح علوي ذكرت في ردها أن إدارة الجمارك تضم أزيد من 5 الاف شخص يلعبون دورا مهما في الاقتصاد الوطني على امتداد أنحاء المغرب، ومنذ سنوات هناك إجراءات حركية وعملية تنقل تتوخى أولا التدبير الأمثل والتوزيع العقلاني للموارد البشرية، وتستهدف في المقام الثاني مواكبة سياسة اللاتمركز الإداري، والاستجابة لطلبات بعض الموظفين إذا أمكن ذلك، لافتة إلى وجود اهتمام خاص بالعنصر النسوي قصد تشجيع عائلاتهم للتنقل، وأوضحت تفاعلا مع ما تقدم من ملاحظات في سياق السؤال أنه يمكن وجود حالات لم تستفد من النظام المعمول به ولكن هناك مساطر خاصة بهذا الملف تتطلب ضرورة الوعي بهذه الحركية المهمة التي سيتم رفع وتيرتها في المستقبل، في ضوء إنجاز مشاريع موانئ جديدة مثل الناضور والداخلة وطنجة، وبالتالي فإن حركية موظفي الجمارك في تقديرها مهمة جدا على مستوى تنزيل اللاتمركز الإداري والجهوية المتقدمة والتي تتطلب تنقل العاملين.

وكشفت أنه منذ اليوم الأول الذي يلتحق فيه الموظفون بالجمارك والضرائب يدركون انهم مطالبين بعد سنوات بالتنقل إلى أماكن عمل أخرى، وبالتالي هذه الاستراتيجية ستعمم وستستمر.

وأشارت بعد ذلك إلى إمكانية تحسين المساطر، وأنها تظل رهن الإشارة إذا كانت هناك حالات لم تتم بالشفافية المطلوبة، ويظل باب التواصل مفتوح بشأنها.

الأخ حسان بركاني عاود التأكيد بأن منظومة الجمارك جهاز مهم، له أثر ومساهمة كبيرين في المداخيل التي تحصل عليها بلادنا، معتبرا أنهم بمثابة الأعين التي تحرس البلاد خاصة على مستوى السلع التي تغادر التراب الوطني أو تلج إليه من بوابة الاستيراد.

وخاطب السيدة الوزيرة قائلا " إنكم كإدارة وكوزارة وصية على القطاع عندما تنقلون جمركيا إلى مدينة أخرى، فكأنما تزجون به نحو الانحراف، لأنه يكون ملتزما بقروض ونفقات، أو له زوجة مريضة أو أبناء يدرسون أو في سن المراهقة، وبالتالي عوض أن ننكب على المتطلبات الاجتماعية للجمركي ونحرص على استقرار أسرته نتخذ قرارات معاكسة ونوجهه إلى الناضور ووجدة أو الدارالبيضاء فنشتت استقراره العائلي والاجتماعي والنفسي، ونحكم عليه بمصاريف أخرى ما يدفعه إلى الانحراف كما سبق أن أشرت".

ولفت في الختام بأن هذه فئة لا تصوت وتنتمي لجهاز الدولة، لذلك وفي إطار دق ناقوس الخطر يجب أن نعي بأنهم يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من تنقيلات تعسفية، ومنهم من ينام في سيارته، ومنهم من ينتحر أو يميل إلى الانتحار، ليؤكد بأن دروس كوفيد أبرزت أهمية التتبع والمراقبة عبر التقنيات الرقمية والعمل عن بعد من الرباط أو طنجة، وهذا في حد ذاته سيكون مفيدا لموظفي الجمارك لتفادي تنقيلات غير محسوبة العواقب.



في نفس الركن