العلم الإلكترونية - متابعة
لقي إمام مسجد مصرعه في حادث مأساوي، بعدما هوت دراجته الهوائية من منحدر جبلي خطير ضواحي تارودانت أثناء عودته من أداء مهامه الدينية، في واقعة خلفت صدمة عميقة لدى سكان دوار تامومانت بجماعة تافنكولت، الذين ما زالوا عاجزين عن استيعاب تفاصيل الفاجعة.
الإمام كان عائدا من المسجد عبر المسار الجبلي بطريق “إنزال” الرابطة بين جماعتي تزي نتاست وتافنكولت، وهي طريق معروفة بمنعرجاتها الحادة ووعورة تضاريسها. وبينما كان يقود دراجته بشكل طبيعي، فقد توازنه بشكل مباغت في أحد المنعطفات الخطيرة، ليسقط من أعلى جرف صخري شاهق وسط صمت جبال المنطقة وقسوة المسالك الوعرة.
ورغم محاولات بعض المارة تقديم المساعدة فور وقوع الحادث، إلا أن قوة الارتطام أنهت حياة الإمام في الحين، حيث جرى التأكد من وفاته مباشرة بعد وصول عناصر الدرك الملكي والطاقم الطبي، الذين قاموا بمعاينة الجثة قبل نقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لتارودانت.
وخلفت الوفاة حالة حزن عميق بالنظر إلى السمعة الطيبة التي كان يتمتع بها الراحل، إذ عرف بين أبناء الدوار بورعه وأخلاقه الرفيعة وإخلاصه في خدمة المسجد وتعليم أبناء المنطقة، ما جعل فقدانه صدمة كبيرة لدى المصلين وسكان الجماعة.
وتقاطرت رسائل التعازي على أسرته، بينما دعا عدد من المواطنين إلى ضرورة تحسين وتأمين المسالك الجبلية الخطيرة التي تشكل تهديداً دائمًا لحياة السكان، مؤكدين أن غياب تهيئة هذه الطرق يزيد من احتمال وقوع حوادث مشابهة.
وفتحت عناصر الدرك الملكي تحقيقا دقيقا لتحديد ظروف وملابسات السقوط، في وقت ينتظر فيه الأهالي كشف الأسباب التفصيلية للحادث، الذي وضع حداً لحياة إمام كان يؤدي مهمته الروحية والإنسانية قبل أن تختطفه منحدرات الجبال.