العلم الالكترونية
لم يكن مفاجئا بالنسبة للذين يدركون حقيقة الممارسة السياسية في شبه الجزيرة الإيبيرية ، أن يبادر قادة الحزب الشعبي الإسباني بدعوة وفد من قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية لحضور أشغال المؤتمر الاستثنائي الذي عقده الحزب في بحر الأيام القليلة الماضية ، لأنهم يعلمون أن قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية تحولت إلى ورقة للمزايدة السياسية بين الفرقاء السياسيين الإسبان في المشهد السياسي الإسباني المكتظ بالتناقضات ، و بذلك فإن دعوة وفد عن قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية لحضور هذا المؤتمر لا تعكس بالضرورة موقفا ثابتا لأحد أهم مكونات المشهد الحزبي الإسباني ، بقدرما تندرج في سياق طبيعة التجاذب السياسي بين قطبي الحزبية الإسبانية ، حتى إذا تغيرت المعطيات و المواقع تغيرت موازاة معها المواقف من قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، و هذا تحديدا ما تثبته التجربة ، حيث لا يجد أي من أقطاب الحزبية الإسبانية حرجا في تغيير الموقف و التحول إلى نقيضه .
الأوضاع السياسية في الجارة الإسبانية ليست في أحسن أحوالها بسبب العديد من التطورات و المستجدات و المتغيرات ، و أن الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم يواجه بصعوبة كبيرة تحديات كبيرة و كثيرة، حيث يزداد الطوق تضييقا على قادة الحزب الاشتراكي ، خصوصا بعدما انفجرت قضايا فساد مالي ضخمة يحقق فيها القضاء، و تورط فيها قادة من هذا الحزب ، لكن رئيس الحزب الاشتراكي رئيس الحكومة الإسبانية نجح لحد الآن في الحفاظ على تحالفه مع أحزاب إسبانية صغرى جنبت الحكومة السقوط .
هذه المعطيات أوحت لقادة الحزب الشعبي الإسباني بإمكانية تنظيم انتخابات نيابية سابقة لأوانها ، و أوهموا أنفسهم بأن الحزب في حاجة إلى تجديد دمائه من خلال تغيير القيادة مع الحفاظ على الاستقرار و الاستمرارية في رئاسة الحزب ، و هذا ما دفعهم إلى عقد مؤتمر استثنائي على وجه السرعة ، و قدروا أن أحسن ورقة يمكن ممارسة بواسطتها الابتزاز و الضغط على الغريم التقليدي الحزب الاشتراكي ،هي قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، فسارعوا إلى توجيه الدعوة للقيادة الانفصالية التي استجابت للدعوة بسرعة فائقة ،بوفد ضم سبعة أشخاص . و قبلت هذه القيادة الانفصالية أن يتم استخدامها ورقة ضغط و ابتزاز بين الفرقاء السياسيين الإسبان و أن تتحول إلى أداة يسخرها هؤلاء الفرقاء حسب الأهداف و المصالح .
طبعا لنا أن نلاحظ أن قادة الحزب الشعبي الإسباني تعاملوا مع حضور الانفصاليين حسب الحاجة إليهم في هذه الظروف الدقيقة ، بحيث تعاملوا معهم باحتياط كبير ، إذ لم يحظ الوفد بأي استقبال رسمي و لم يلتق بأي مسؤول كبير من الحزب الشعبي ، و لم يلق أي اهتمام من طرف المؤتمرين .
و بذلك قد يكون خصوم المغرب توهموا أن مجرد حضور وفد عن الانفصاليين في مؤتمر استثنائي لحزب يعيش أحلك زمانه السياسي انتصارا لهم ، لكن الحقيقة تؤشر على غير ذلك ،و تؤكد أن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية لا يزال يعتبر شأنا سياسيا إسبانيا داخليا ، و أن الفرقاء السياسيين الإسبان يستخدمون ورقة هذه القضية لتبادل الابتزاز و المقايضة ، و أن قيادة البوليساريو الانفصالية قبلت أن تستخدم أداة طيعة لتصريف الحسابات السياسية في المشهد الإسباني الداخلي
لم يكن مفاجئا بالنسبة للذين يدركون حقيقة الممارسة السياسية في شبه الجزيرة الإيبيرية ، أن يبادر قادة الحزب الشعبي الإسباني بدعوة وفد من قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية لحضور أشغال المؤتمر الاستثنائي الذي عقده الحزب في بحر الأيام القليلة الماضية ، لأنهم يعلمون أن قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية تحولت إلى ورقة للمزايدة السياسية بين الفرقاء السياسيين الإسبان في المشهد السياسي الإسباني المكتظ بالتناقضات ، و بذلك فإن دعوة وفد عن قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية لحضور هذا المؤتمر لا تعكس بالضرورة موقفا ثابتا لأحد أهم مكونات المشهد الحزبي الإسباني ، بقدرما تندرج في سياق طبيعة التجاذب السياسي بين قطبي الحزبية الإسبانية ، حتى إذا تغيرت المعطيات و المواقع تغيرت موازاة معها المواقف من قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، و هذا تحديدا ما تثبته التجربة ، حيث لا يجد أي من أقطاب الحزبية الإسبانية حرجا في تغيير الموقف و التحول إلى نقيضه .
الأوضاع السياسية في الجارة الإسبانية ليست في أحسن أحوالها بسبب العديد من التطورات و المستجدات و المتغيرات ، و أن الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم يواجه بصعوبة كبيرة تحديات كبيرة و كثيرة، حيث يزداد الطوق تضييقا على قادة الحزب الاشتراكي ، خصوصا بعدما انفجرت قضايا فساد مالي ضخمة يحقق فيها القضاء، و تورط فيها قادة من هذا الحزب ، لكن رئيس الحزب الاشتراكي رئيس الحكومة الإسبانية نجح لحد الآن في الحفاظ على تحالفه مع أحزاب إسبانية صغرى جنبت الحكومة السقوط .
هذه المعطيات أوحت لقادة الحزب الشعبي الإسباني بإمكانية تنظيم انتخابات نيابية سابقة لأوانها ، و أوهموا أنفسهم بأن الحزب في حاجة إلى تجديد دمائه من خلال تغيير القيادة مع الحفاظ على الاستقرار و الاستمرارية في رئاسة الحزب ، و هذا ما دفعهم إلى عقد مؤتمر استثنائي على وجه السرعة ، و قدروا أن أحسن ورقة يمكن ممارسة بواسطتها الابتزاز و الضغط على الغريم التقليدي الحزب الاشتراكي ،هي قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، فسارعوا إلى توجيه الدعوة للقيادة الانفصالية التي استجابت للدعوة بسرعة فائقة ،بوفد ضم سبعة أشخاص . و قبلت هذه القيادة الانفصالية أن يتم استخدامها ورقة ضغط و ابتزاز بين الفرقاء السياسيين الإسبان و أن تتحول إلى أداة يسخرها هؤلاء الفرقاء حسب الأهداف و المصالح .
طبعا لنا أن نلاحظ أن قادة الحزب الشعبي الإسباني تعاملوا مع حضور الانفصاليين حسب الحاجة إليهم في هذه الظروف الدقيقة ، بحيث تعاملوا معهم باحتياط كبير ، إذ لم يحظ الوفد بأي استقبال رسمي و لم يلتق بأي مسؤول كبير من الحزب الشعبي ، و لم يلق أي اهتمام من طرف المؤتمرين .
و بذلك قد يكون خصوم المغرب توهموا أن مجرد حضور وفد عن الانفصاليين في مؤتمر استثنائي لحزب يعيش أحلك زمانه السياسي انتصارا لهم ، لكن الحقيقة تؤشر على غير ذلك ،و تؤكد أن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية لا يزال يعتبر شأنا سياسيا إسبانيا داخليا ، و أن الفرقاء السياسيين الإسبان يستخدمون ورقة هذه القضية لتبادل الابتزاز و المقايضة ، و أن قيادة البوليساريو الانفصالية قبلت أن تستخدم أداة طيعة لتصريف الحسابات السياسية في المشهد الإسباني الداخلي