الرباط
شكلت سبل تطوير آليات التعاون الثنائي في المجال الأمني، فضلا عن تعزيز الشراكة بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية القائمة التي يفرضها المحيط الدولي والإقليمي، لاسيما المخاطر الإرهابية في مناطق التوتر عموما، ومنطقة الساحل والصحراء على وجه التحديد، محور مباحثات جمعت أخيرا بالرباط المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بالمديرة العامة للأمن الداخلي الفرنسي السيدة سيلين بيرتون، التي كانت مرفوقة بوفد أمني رفيع المستوى.
شكلت سبل تطوير آليات التعاون الثنائي في المجال الأمني، فضلا عن تعزيز الشراكة بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية القائمة التي يفرضها المحيط الدولي والإقليمي، لاسيما المخاطر الإرهابية في مناطق التوتر عموما، ومنطقة الساحل والصحراء على وجه التحديد، محور مباحثات جمعت أخيرا بالرباط المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بالمديرة العامة للأمن الداخلي الفرنسي السيدة سيلين بيرتون، التي كانت مرفوقة بوفد أمني رفيع المستوى.
اللقاء الذي يتوج مسارا متميزا من التعاون الأمني بين المغرب وفرنسا، سجل تأكيد الجانبين على أهمية تدعيم العمليات الأمنية المشتركة بين مصالح الأمن الداخلي المغربية ونظيرتها الفرنسية، والتي أثبتت فعاليتها في تحييد العديد من التهديدات الإرهابية في مناسبات متعددة.
بلاغ للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أبرز أن المباحثات بين الطرفين تطرقت الى سبل تدعيم آليات التعاون الثنائي بين مصالح الأمن الداخلي في كل من المغرب وفرنسا لمواجهة مختلف الأعمال العدائية التي تهدد أمن البلدين، بما فيها مكافحة أعمال التجسس الخارجي والأنشطة المرتبطة به.
البلاغ خلص إلى أن هذا اللقاء يعبر عن الأهمية البالغة التي يحظى بها التعاون الثنائي المغربي الفرنسي في المجال الأمني، لكونه يشكل نموذجا فعالا ومنتظما للتعاون الشامل بين البلدين، خصوصا في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية، انطلاقا من قناعة ثنائية بضرورة العمل على بلورة رؤية استباقية مشتركة لمواجهة كافة التهديدات الإجرامية والإرهابية العابرة للحدود الوطنية.
المديرة العامة للأمن الداخلي الفرنسي أشادت بالمناسبة بمساهمة مصالح الأمن المغربية في تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية التي احتضنتها باريس في سنة 2024، مستعرضة في الوقت ذاته مع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني سبل التنسيق وتدعيم الجهود المشتركة للمساهمة في نجاح فعاليات كأس إفريقيا لكرة القدم التي سيحتضنها المغرب في 2025، وتنظيم كأس العالم 2030 الذي ستحتضنه بشكل مشترك دول المغرب وإسبانيا والبرتغال، خصوصا في ما يتعلق بتبادل الخبرات والمعطيات العملياتية حول مواجهة المخاطر الكبرى التي تحدق بالأمن العام.
وكان المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، قد وقع شهر يونيو الماضي مع نظيره الفرنسي، المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسي على مخطط عمل مشترك في خطوة تروم تعزيز التعاون الأمني بين المغرب وفرنسا.
المخطط المشترك يسمح بمأسسة آليات التعاون المتميز القائم منذ عقود بين مصالح الأمن المغربية والفرنسية، ويدفع كذلك في اتجاه تطوير وتوسيع مجالات هذا التعاون، لتشمل إمكانية خلق مجموعات عمل مشتركة لمواجهة مختلف التحديات المرتبطة بالجريمة المنظمة، كما يفتح أيضا آفاقًا واعدة للتعاون الأمني والمساعدة المتبادلة بين مصالح الشرطة في المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، ليكون في مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، وليشكل عنوانًا لشراكة استراتيجية مستدامة، في مجالات التكوين والتدريب، وتبادل المعلومات، وفي المساعدة التقنية والتعاون العملياتي».
المدير العام للشرطة الفرنسية عبر في حينه عن امتنانه للدور الذي قامت به مصالح الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني في دعم الأمن الفرنسي، خاصة في مكافحة الإرهاب، وتوقيف المطلوبين للعدالة الفرنسية، وتأمين الألعاب الأولمبية التي نظمتها باريس.
المسؤول الفرنسي أعرب أيضا عن استعداد بلاده لتقديم مختلف أشكال الدعم التقني والميداني لمساعدة الشرطة المغربية في تأمين التظاهرات الرياضية الكبرى التي سيحتضنها المغرب مستقبلا.
وعلى هامش جلسات العمل بين الطرفين، قام السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتيي، بتسليم عبد اللطيف حموشي ميدالية وسام جوقة الشرف من درجة ضابط، تكريما له باسم السلطات الفرنسية.
وأكد الجانب الفرنسي أن هذا التوشيح يُعد اعترافا بالدور الريادي الذي تلعبه مصالح الأمن المغربية في جهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة على المستوى الدولي.
بدوره كان وزير الدولة، وزير الداخلية بالجمهورية الفرنسية، برونو روتايو، قد أكد منتصف ابريل الماضي ، أن المملكة المغربية، البلد الصديق لفرنسا، تعد “شريكا ثمينا” في التعاون الأمني.
روتايو أوضح في لقاء صحافي عقب جلسة عمل مع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، بحضور مسؤولين كبار بالبلدين، أن فرنسا تعول كثيرا على المغرب من أجل تكثيف الجهود المشتركة في المجال الأمني، سواء على جبهة الإرهاب أو على جبهات أخرى.