العلم الالكترونية
خطا المغرب والصين البلدان المرتبطان بعلاقات تاريخية ما فتئت تتعزز على مر السنوات, نهاية الأسبوع المنصرم خطوة جديدة في مسار الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع البلدين منذ عشر سنوات المتوجة بالتئام المنتدى الأول للصداقة المغربية الصينية والإعلان المشترك للشراكة الاستراتيجية، الموقع في 11 ماي 2016 ببكين، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفخامة الرئيس شي جين بينغ.
بالعاصمة الصينية بكين وقع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي ، ناصر بوريطة، ونظيره الصيني، وانغ يي، الجمعة ، مذكرة تفاهم يتم بموجبها إرساء آلية للحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية بالبلدين.
إرساء هذه الآلية المؤسساتية يشكل لبنة جديدة ضمن مسار تعزيز العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين الصديقين والشريكين الاستراتيجيين، وسيمكن من توطيد الروابط التاريخية بين الرباط وبكين.
وزير الشؤون الخارجية الصيني، وانغ يي، وفي شهادة بليغة من قوة عالمية، بشأن أهمية المغرب المستقر والآمن في بيئة إقليمية تتسم بتحديات أمنية متعددة وغيرها، أشاد بالاستقرار الذي ينعم به المغرب، بفضل قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأوراش التنمية التي تم اطلاقها تحت قيادة جلالته.
المسؤول الصيني أعرب أيضا عن تقدير بلاده للمبادرات الملكية الرامية لازدهار القارة الافريقية.
من جهته، جدد السيد بوريطة دعم المملكة للمبادرات التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، ممثلة في مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، فضلا عن مبادرة الحكامة العالمية، التي تم الإعلان عنها مؤخرا خلال القمة الخامسة والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون، التي نظمت ما بين 31 غشت و1 شتنبر 2025 بتيانجين. كما أعلن السيد بوريطة، انطلاقا من قناعته بأهمية مبادراتها، عن قرار المغرب بالانضمام للمنظمة الدولية للوساطة، التي تم اطلاقها بمبادرة من الصين، ويوجد مقرها بهونغ كونغ.
زيارة السيد بوريطة، تندرج أيضا في إطار الدينامية المتواصلة التي تميز العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، منذ الشراكة الاستراتيجية التي أرساها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفخامة السيد شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، بمناسبة الزيارة الملكية لبكين في ماي 2016.
الوزيران أكدا في هذا الاطار أن هذه الشراكة الاستراتيجية تشكل الأساس المتين لتعاون متميز، قائم على التضامن، والثقة والاحترام المتبادلين.
الوزيران أشادا بالمناسبة بجودة العلاقات الثنائية وعمقها وتنوع مجالات التعاون، التي تشهد زخما متواصلا بفضل المبادرات الطموحة المتخذة في المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والإنسانية، وشددا انطلاقا من إدراكهما بضرورة مواكبة دينامية المبادلات الاقتصادية والتطور التصاعدي للاستثمارات الأجنبية المباشرة، على أهمية تعزيز الترسانة القانونية ذات الطابع الاقتصادي، بما يمكن من توطيد ثقة المستثمرين من الجانبين، ويضمن الاستقرار وامكانية التوقع في الانجاز، لا سيما المشاريع الكبرى في القطاعات الواعدة.
الجانبان رحبا في هذا الصدد بالمراجعة التي توجد قيد الاعداد النهائي للاتفاق الثنائي حول الترويج والحماية المتبادلة للاستثمارات، الموقعة سنة 1995. كما اتفقا على تحفيز الاستثمارات الصينية بالمغرب، وتعزيز الشراكات الصناعية المشتركة، وتشجيع التنمية المشتركة على المستوى القاري، لا سيما من خلال التعاون الثلاثي لصالح افريقيا.
الجانبان أبرزا دور المغرب كمنصة إقليمية لا محيد عنها، وجسر طبيعي للتعاون الصيني الافريقي والصيني العربي، بفضل موقعه الجيوستراتيجي واستقراره السياسي، وبنيته التحتية عالية الجودة وشراكاته المتنوعة. كما أكدا على دور الصين كفاعل رئيسي في التعاون الدولي وشريك رئيسي في افريقيا والعالم العربي.
اللقاء شكل أيضا مناسبة من أجل تبادل معمق حول القضايا ذات الأهمية الحيوية، فضلا عن القضايا الإقليمية والدولية. وفي هذا الاطار سجل الوزيران التقاء وجهات نظرهما حول عدد من القضايا والمبادئ والقيم، من قبيل تلك المتعلقة بالسيادة الوطنية، والوحدة الترابية للدول، ومكافحة الانفصال والتطرف.
الطرفان أكدا على التزام المغرب والصين بأولوية تعدد الأطراف، ومركزية الأمم المتحدة، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك التسوية السلمية للنزاعات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
المحادثات بين الوفدين مكنت من استكشاف آفاق جديدة للتعاون في القطاعات الاستراتيجية ذات القيمة المضافة العالية، من قبيل البنية التحتية، والصناعة، والطاقة، والابتكار، والرقمنة، والطاقات المتجددة، فضلا عن السياحة والتعليم العالي , حيث أعرب المسؤولان عن ترحيبهما، على الخصوص بالدينامية، التي تميز التدفقات السياحية بين البـلدين، والتي تعد رافعة أساسية للتقارب بين الشعبين، وحافزا للتبادلات الاقتصادية والإنسانية.