2025 أغسطس/أوت 25 - تم تعديله في [التاريخ]

‬كيف‭ ‬ينوب‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬العاجلة‭ ‬لغزة‭ ‬؟


العلم الإلكترونية - الرباط
 
كلما‭ ‬تزايدت‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬العاجلة‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬أشقائنا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬،‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده‭ ‬،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬القدس،‭ ‬إلا‭ ‬وتبادر‭ ‬إلى‭ ‬الذهن‭ ‬سؤال‭ ‬بات‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬هل‭ ‬ينوب‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بهذا‭ ‬الواجب‭ ‬الديني‭ ‬والأخلاقي‭ ‬والإنساني؟‭ ‬وللسؤال‭ ‬صيغة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬إحجام‭ ‬الدول‭ ‬الست‭ ‬والخمسين‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬عن‭ ‬المبادرة‭ ‬بإرسال‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية‭ ‬والصحية‭ ‬إلى‭ ‬أهالينا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬المنكوب‭ ‬والمحاصر‭ ‬والمدمر‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬حالة‭ ‬كارثية‭ ‬بلغت‭ ‬حد‭ ‬استشراء‭ ‬الجوع‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع؟‭ ‬وتأتي‭ ‬وجاهة‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬بصيغتيه‭ ‬ومشروعيته‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬المغرب‭ ‬دولةً‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬سبع‭ ‬وخمسين‭ ‬دولة‭ ‬تمثل‭ ‬جميعها‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ينفرد‭ ‬بهذا‭ ‬الموقف‭ ‬الداعم‭ ‬والمساند‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬أن‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬المراحل‭ ‬وأسوأ‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭.‬
 
فلماذا‭ ‬يتميز‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أعضاء‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬؟‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬تحيلنا‭ ‬على‭ ‬الأدوار‭ ‬المؤثرة‭ ‬والفاعلة‭ ‬التي‭ ‬يضطلع‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬القدس‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬المواقف‭ ‬المتزنة‭ ‬والرصينة‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬حيال‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إسناداً‭ ‬ودعماً‭ ‬ودفاعاً‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتأييداً‭ ‬للسلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭.‬
 
إن‭ ‬المغرب‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬المواقف‭ ‬المتذبذبة‭ ‬والمسايرة‭ ‬للمستجدات،‭ ‬وأنأى‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬المتاجرة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬من‭ ‬الظروف‭. ‬فجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬قائد‭ ‬عربي‭ ‬شديد‭ ‬الارتباط‭ ‬بقضية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬قوي‭ ‬الإخلاص‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتصرف،‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬المناضل‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬عقود،‭ ‬يسلك‭ ‬سياسة‭ ‬عقلانية‭ ‬و‭ ‬واقعية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات‭ ‬،‭ ‬ويترافع‭ ‬عن‭ ‬عدالة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أمام‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وعن‭ ‬قضية‭ ‬القدس‭ ‬الشريف‭ ‬مدينة‭ ‬السلام‭ ‬والإخاء‭ ‬الإنساني،‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬لا‭ ‬باعتبار‭ ‬جلالته‭ ‬،‭ ‬أدام‭ ‬الله‭ ‬عزه‭ ‬،‭ ‬رئيساً‭ ‬للجنة‭ ‬القدس‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬بصفته‭ ‬أميراً‭ ‬للمؤمنين‭ ‬وعاهلاً‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭.‬
 
لهذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬التي‭ ‬يراعيها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ولما‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬السياسة‭ ‬المغربية‭ ‬الخارجية‭ ‬من‭ ‬نجاعة‭ ‬وحكمة‭ ‬وحسن‭ ‬التصرف‭ ‬وبعد‭ ‬نظر،‭ ‬فإن‭ ‬المساعدات‭ ‬المغربية‭ ‬ترسل‭ ‬إلى‭ ‬المستفيدين‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬،‭ ‬عبر‭ ‬مسار‭ ‬خاص‭ ‬يضمن‭ ‬وصولها‭ ‬بسرعة‭ ‬ومباشرة‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المغربية‭ ‬العاجلة‭ ‬ومضمونة‭ ‬الوصول‭ ‬،‭ ‬تحمل‭ ‬أبعاداً‭ ‬دبلوماسيةً‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العمق‭ ‬والجوهر‭ ‬والأثر‭ ‬،‭ ‬تتخطى‭ ‬الآثار‭ ‬العملية‭ ‬المباشرة‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬إثبات‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬يشغله‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬السيادة‭ ‬الدولية‭ ‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬بلادنا‭ ‬دولةً‭ ‬مساهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬السلام‭ ‬،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فحسب‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬قاطرةً‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والحضارات‭ ‬و‭ ‬أتباع‭ ‬الأديان‭ ‬وللتسامح‭ ‬وللوئام‭ ‬الإنساني‭ ‬المستند‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬و‭ ‬مقاصد‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ .‬
 
تلك‭ ‬هي‭ ‬المؤهلات‭ ‬والدوافع‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬المغرب‭ ‬ينفرد‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬،‭ ‬بطريقة‭ ‬انسيابية‭ ‬ومباشرة‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬أشقائنا‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ . ‬و‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬المقوم‭ ‬الأقوى‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬انفراد‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بموقفها‭ ‬المتميز‭ ‬حيال‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ .‬



في نفس الركن