2023 دجنبر 18 - تم تعديله في [التاريخ]

‮«‬الباطرونا»‬‭ ‬تستنكر‭ ‬الإقصاء‭ ‬وسط‭ ‬استمرار‭ ‬نزيف‭ ‬إفلاس‭ ‬مئات‭ ‬المقاولات

مخطط‭ ‬استراتيجي‭ ‬جديد‭ ‬للمرصد‭ ‬المغربي‭ ‬للمقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا‭ ‬والصغرى‭ ‬والمتوسطة


العلم الإلكترونية - سعيد الوزان

حذر‭ ‬أحمد‭ ‬أفيلال،‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للمقاولات‭ ‬والمهن،‭ ‬من‭ ‬الخطورة‭ ‬التي‭ ‬يكتسيها‭ ‬إفلاس‭ ‬مئات‭ ‬المقاولات‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هشاشة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬المتسم‭ ‬عموما‭ ‬بضعف‭ ‬مناعته‭ ‬ومحدودية‭ ‬مردوديته‭ ‬وإنتاجيته‭ ‬وتنافسيته،‭ ‬وهي‭ ‬الوضعية‭ ‬التي‭ ‬زادها‭ ‬استفحالا‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كفيد‭-‬19‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬والمواد‭ ‬الأولية‭ ‬وتوالي‭ ‬مواسم‭ ‬الجفاف‭. ‬
 
يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مصادقة‭ ‬المجلس‭ ‬الإداري‭ ‬للمرصد‭ ‬المغربي‭ ‬للمقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا‭ ‬والصغرى‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعه‭ ‬السابع‭ ‬بالرباط‭ ‬برئاسة‭ ‬عبد‭ ‬الطيف‭ ‬الجواهري،‭ ‬والي‭ ‬بنك‭ ‬المغرب،‭ ‬على‭ ‬المخطط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الثلاثي‭ ‬الجديد‭ ‬للفترة‭ ‬2024‭-‬2026‭.‬
 
هذا‭ ‬المخطط‭ ‬الجديد‭ ‬حسب‭ ‬المرصد‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دوره‭ ‬كفاعل‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬المقاولاتي‭ ‬بالمغرب‭ ‬وتقوية‭ ‬آليات‭ ‬تقييم‭ ‬البيانات‭ ‬كأداة‭ ‬مساعدة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬لدعم‭ ‬تطوير‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا‭ ‬والصغرى‭ ‬والمتوسطة‭.‬
 
واستغرب‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للمقاولات‭ ‬والمهن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تهميش‭ ‬أرباب‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتحاداتهم‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحكم‭ ‬عليها‭ ‬بالفشل،‭ ‬خصوصا‭ ‬أمام‭ ‬تغييب‭ ‬تذليل‭ ‬العقبات‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬هذه‭ ‬المقاولات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وهي‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬لخصها‭ ‬أحمد‭ ‬أفيلال‭ ‬في‭ ‬محورين‭ ‬اثنين،‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتمويل‭ ‬وصعوبة‭ ‬الولوج‭ ‬إليه،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬المحور‭ ‬الثاني‭ ‬بالوعاء‭ ‬العقاري‭.‬
 
وقال‭ ‬أفيلال‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«العلم‮»‬‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬المخططات‭ ‬ستبقى‭ ‬شكلية‭ ‬ودون‭ ‬أثر‭ ‬يذكر‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬مواكبة‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬واقعية‭ ‬تشمل‭ ‬تسهيل‭ ‬ولوج‭ ‬هاته‭ ‬الأخيرة‭ ‬للسوق‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنافسي‭ ‬متكافئ‭ ‬وشفاف‭. ‬
 
ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للمرصد‭ ‬المغربي‭ ‬للمقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا‭ ‬والصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬برسم‭ ‬سنة‭ ‬2021/2022‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المقاولات‭ ‬تمثل‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬99,6‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬المقاولات‭ ‬داخل‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المغربي،‭ ‬كاشفا‭ ‬تعرض‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬مقاولة‭ ‬للإفلاس‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الفارط،‭ ‬مع‭ ‬توقعه‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬الدراماتيكي‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬نودع‭ ‬بما‭ ‬يربو‭ ‬عن‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬مقاولة‭.‬
 
ورغم‭ ‬التدابير‭ ‬الحكومية‭ ‬المستعجلة‭ ‬لإيقاف‭ ‬هذا‭ ‬النزيف،‭ ‬يظل‭ ‬الترقب‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الموقف،‭ ‬خصوصا‭ ‬أمام‭ ‬لجوء‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغرى‭ ‬والصغيرة‭ ‬جدا،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقل‭ ‬أرباحها‭ ‬السنوية‭ ‬عن‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬درهم،‭ ‬ما‭ ‬سيسهم‭ ‬بقسط‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العبء‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المقاولات‭.‬
 
ويهدف‭ ‬المرصد‭ ‬المغربي‭ ‬للمقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا‭ ‬والصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬مد‭ ‬القطاعات‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة‭ ‬بمؤشرات‭ ‬حول‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا‭ ‬والصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وإنجاز‭ ‬دراسات‭ ‬عامة‭ ‬وموضوعاتية‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بهذه‭ ‬المقاولات،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الرهانات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بوضعيتها‭ ‬وظروف‭ ‬اشتغالها‭.‬



في نفس الركن