Quantcast
2023 يونيو 4 - تم تعديله في [التاريخ]

قناة الجزيرة وبؤس السقوط في مستنقع الاصطفاف ضد المغرب.. بقلم / / يونس التايب

أن تتورط قناة إخبارية، تقول عن نفسها أنها مهنية و محايدة، في "طرد/إبعاد" تعسفي لإعلامي متميز يعمل معها منذ سنوات، هو عمل رديء مهنيا وأخلاقيا. وأن يكون وراء ذلك فعل تحريضي لعملاء دولة أخرى تعادي البلد الذي ينتمي إليه الصحفي، تلك سقطة سياسية وعيب ديبلوماسي كبير وبؤس قيمي خطير.


 
بصدق، أعتقد أن ما وقع للإعلامي المغربي، ليس بريئا، بل فعلا يحمل إرادة واضحة لبعث رسالة معينة تتجاوز المعني بالطرد التعسفي الأخ عبد الصمد ناصر. ومن دون شك، هي رسالة غير لائقة، خالية من المودة ولا تراعي ما سبق من مواقف العز والنخوة والشموخ المغربي دفاعا عن قطر وعن شعبها ضد حصار اعتبرناه بشكل تلقائي غير ذي معنى.
 
وما دمنا في جو الرسائل المبطنة التي تحمل مواقف غير واضحة، سأستخدم حقي في الرد بشكل واضح عبر رسالة غير مشفرة، هي كالتالي:
 
"للأسف الشديد، بعض "أشقائنا" لا يريدون استيعاب أن المغرب دولة لها من الرسوخ الحضاري، والعمق التاريخي، والتميز في نظامها السياسي، والاستقرار في كيانها الوطني وبنيانها المؤسساتي منذ قرون و قرون، ما يجعلها دولة استثنائية في عالم عربي متنوع التضاريس السياسية، و دولة عصية على التدجين أو التوجيه "من الخارج" بما لا يتماشى مع ركائز المنطق الذي يحكم قرارها السيادي. 
 
هؤلاء "الأشقاء" لا يريدون القبول بحقيقة استقلالية قرارنا الوطني السيادي الذي ينضبط، أولا و قبل كل شيء، لمصالح المغرب وثوابته الوطنية، و يحرص على قيم الأخوة و التعاون لجلب المنافع، و يرفض سياسة التآمر ضد مصالح الدول الأخرى و ضد وحدتها الترابية. 
 
على بعض "أشقائنا" أن يفهموا أن المغرب لم يكن يوما مساندا لسياسة الأحلاف التحريضية "مع هذا ضد ذاك"، في جسم عربي ومغاربي وإسلامي وإفريقي واحد، و بالتأكيد، لن يكون المغرب يوما ضد "هذه الدولة/البلد"، فقط، لكسب رضا "تلك الدولة/البلد". 
 
ديبلوماسيتنا واضحة و منظارها تم التذكير به وتحديده بوضوح : الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة!! من أراد احترام ذلك، أهلا به. أما من يرفض تقبل حقيقة أن المغرب لا يمكن التعامل معه كما لو أنه دولة صنعها الاستعمار الفرنسي اللعين سنة 1962، فذلك شأنه. 
 
بكل وضوح، من يبحث عمن يسايره في ديبلوماسية الطعن من الخلف و التحريض، فليبحث عن غيرنا. و من يبحث عمن يسايره في مواقفه ضد دول شقيقة كبرى، فقط، لإرضاء غرور زعامة عربية فارغة من أي مضمون، عليه أن يبحث عن ذلك الخنوع لدى دول ترعى البؤس ووالشر و خطاب الكراهية والحقد والعداء. 
 
المغرب لن يكون أبدا شيئا آخر غير ما هو عليه: 
✅ دولة كبيرة تحترم نفسها و تراعي حقوق الأشقاء؛ 
✅ نظام سياسي شرعي راسخ في وجدان أبناء الأمة المغربية، لا يحتاج إلى رداءة لعبة الكولسة، ولا إلى التحريض الإعلامي، ولا إلى تمويل التنظيمات التحريضية على الفتنة؛
✅ شعب ناضج ومنفتح يهمه تحسين واقعه والسير إلى الأمام على درب التقدم والتنمية، عوض الغوص في مستنقع الكراهية والعداء لشعوب أخرى ... !" 
 
أتمنى أن تكون الرسالة واضحة، وحبذا لو تصل إلى من يبدو أنهم يحتاجون إلى من ينبههم بأن يحافظوا على الحكمة في مواقفهم الديبلوماسية وأن لا يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير وسالات الهضرة.

يونس التايب
 
للتواصل مع الكاتب:

eteib.younes@gmail.com

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار