التعريف بالجهود الملكية الخاصة وجهود ملوك الدولة العلوية الشريفة في العناية بتركة النبوة

العلم الالكترونية
وجه أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد تلا الرسالة الملكية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق أول أمس الاثنين 15 شتنبر الجاري بالرباط.
وجه أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد تلا الرسالة الملكية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق أول أمس الاثنين 15 شتنبر الجاري بالرباط.
وقرر جلالة الملك توجيه هذه الرسالة إلى المجلس العلمي الأعلى في موضوع ما ينبغي أن يقوم به العلماء، في ربوع المملكة الشريفة، برسم إحياء المناسبة الجليلة التي تحل بالعالم هذه السنة، ألا وهي ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وأكدت الرسالة الملكية، أنه يتعين على مجلسكم القيام لهذه الغاية بأنشطة علمية وإعلامية تكون في المستوى، وإلقاء الدروس والمحاضرات وتنظيم الندوات العلمية في المجالس والمدارس والجامعات والفضاءات العامة، والقيام بالتواصل الإعلامي الرصين للتذكير والمزيد من التعريف بالسيرة النبوية الغراء وذلك بأسلوب يناسب العصر ويمس عقول الشباب خاصة، مع التركيز على أن أعظم ما جاء به صلى الله عليه وسلم، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، هو دين التوحيد، وهذا الإحياء مناسبة سانحة للعلماء لكي يبينوا للناس أن الترجمة الأخلاقية للتوحيد، في عصرنا، والتي يمكن أن يفهمها الجميع، هي تربية الأجيال على التحرر في حياتهم الفردية والجماعية من الأنانية.
ودعت الرسالة الملكية المجلس العلمي الأعلى إلى القيام بأنشطة مماثلة، على نطاق واسع، شكرا لله تعالى على أن جعل إمامة هذا البلد من ذريته صلى الله عليه وسلم، حافظة لعهده، جارية على سننه، خادمة وحامية لما نزل عليه من الهدي وما شخصه من الشمائل بمثاله وإسوته؛ بالإضافة إلى القيام بما يناسب المقام شكرا لله تعالى على ما هدانا إليه في مقام وراثة إمارة المؤمنين، الأمر الذي أهلنا للحرص على توفير الشروط المثلى لأفراد أمتنا حتى يقوموا بكل ما يرضي الله من رعاية شئون الدين الذي جاء به جدنا النبي الأكرم، سواء على سبيل العبادة أو على سبيل غرس مكارم الأخلاق في نفوس المؤمنين والمؤمنات.
وأكدت الرسالة الملكية على التعريف بجهود جلالته الخاصة وجهود ملوك الدولة العلوية الشريفة في العناية بتركة النبوة، ولاسيما في ما يتعلق بالحديث الشريف، وبهذا الصدد يجدر بالمجلس إصدار نشرة علمية لكتاب السلطان سيدي محمد بن عبد الله «الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية «.
ودعت إلى التعريف بما برز فيه المغاربة من العناية بالأمانات التي بعث من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاءت في قوله تعالى: « هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة»، فعناية الأمة المغربية بأولى هذه الأمانات مما يثير إعجاب العالم، ألا وهي عناية المغاربة الفائقة الخاصة بالقرآن الكريم، حفظا وتجويدا وتفسيرا.
وألحت على التذكير بما برز فيه المغاربة من العناية بثانية أمانات الرسول الأعظم وهي التزكية، وذلك من خلال ما نبت في أرض المغرب عبر العصور من مؤسسات التربية الروحية المسماة بطرق التصوف، ومعلوم أن الجوهر الذي تقوم عليه تربيتها هو محبة الرسول الذي تنتهي إليه أسانيد هذه الطرق في الدخول على الله من باب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في إخلاص العبودية لله.
وطالبت بتعريف عموم الناس بما أجاد فيه المغاربة من صياغة غرر المديح النبوي تعبيرا عن تمجيد الرسول الأكرم في المجالس الخاصة والعامة، إغناء للفطرة السليمة وغذاء للوجدان واستمدادا من روحانيته المحمدية عبر فن السماع؛ مع إظهار ما برز فيه المغاربة من صياغة الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، من مثال « ذخيرة المحتاج « للشيخ المعطى الشرقاوي، وقبله كتاب «دلائل الخيرات « للإمام الجزولي، هذه الصلوات التي كانت في القرن الخامس عشر الميلادي شعار المغاربة في جهادهم لتحرير الأراضي المحتلة، ولطالما تعلق المغاربة بالرسول صلى الله عليه وسلم في أوقات الشدة، كما وقع في السياق الذي ألف فيه أبو العباس العزفي في القرن السابع الهجري كتابه «الدر المنظم في مولد النبي المعظم»؛
ودعت المجلس العلمي الأعلى إلى الإعداد العلمي اللائق لنشرة محققة لكتاب القاضي عياض الذي عنوانه « كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى «، وهو كتاب السيرة النبوية الذي اشتهر به المغرب في العالم قبل الاشتهار بكتاب « دلائل الخيرات «. وتوجيه الناس، لاسيما في هذه الذكرى المجيدة، إلى أن يكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم امتثالا لقوله تعالى ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾، وأن تقوم المجالس العلمية بإقامة مجالس حافلة للصلاة على النبي، مجالس يحضرها القيمون الدينيون وطوائف الذاكرين وعموم الناس وأن يصحب هذه الصلوات التوجه إلى الله تعالى بنية طلبه سبحانه بأن يديم أمنه وأفضاله على بلدنا وأن يمتع شخصنا وأسرتنا بالصحة والعافية التامة وحسن الختام.
وأهابت من جهة أخرى، للحرص على أن تشركوا في فعاليات إحيائكم هذا وبرامجه رعايا جلالته المغاربة في الخارج، وذلك عبر المجلس العلمي المغربي لأوروبا وغيره من المؤسسات، وعلى نفس المنوال إشراك الإخوة في البلدان الإفريقية، ولاسيما عبر «مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة».