Quantcast
2024 يونيو 15 - تم تعديله في [التاريخ]

عيد الأضحى بالمغرب: بين طقوس الاحتفال وغلاء الأسعار


عيد الأضحى بالمغرب: بين طقوس الاحتفال وغلاء الأسعار
العلم الإلكترونية - عبد الكريم جبراوي 
 
مع اقتراب يوم عيد الأضحى المبارك تزداد وتيرة تناول موضوعه في كل مكان، فهو المهيمن على تفكير الجميع ، وهو حديث الأسر في البيوت، وهو مادة النقاش الخصبة في المقاهي وفي كل محفل ، وقد حاولت الجريدة تقاسم التفكير فيه والحديث عنه من خلال محاورتنا لعدد من المواطنين بمدينة الجديدة..
 
ن.ف ( 29 سنة .مستخدم): عيد الأضحى سنة دأبنا على تخليدها كل سنة ، ومنذ صغري أرافق والدي إلى سوق أحد أولاد افرج على بعد حوالي 50 كلم لشراء الأضحية، نحضر إلى السوق مع تباشير الصباح وغالبا ما يساعد والدي أحد الجزارين ممن له علاقة صداقة بهم لاختيار الكبش المناسب جودة وثمنا.. هذه السنة هناك ارتفاع ملحوظ في ثمن الأضاحي، وقد لاحظت الأحد الماضي كيف ان (الشناقة) يحاصرون الكسابة عند مدخل الرحبة -سواء من خارجها أو من داخلها- ويشترون بثمن ثم يعمدون الى قص بعض صوف الكبش ويطلبون فيه ثمنا يقارب ضعفه أملا في الربح الكبير دون أية شفقة أو رحمة تجاه المشترين القادمين إلى السوق لاقتناء أضحية.
 
ح.م ( 56 سنة موظف): ثمن الأضاحي هذه السنة مرتفع جدا، وحينما تتساءل عن السبب يتم تعليق الجواب على قلة التساقطات المطرية وغلاء الأعلاف، وهذه في نظري ليست مبررات مقنعة ، فأنا مثلا لدي بضعة أغنام في البادية يرعاها أحد أبناء أخي وكل سنة نأخذ منها كبشا لي وآخر لابن أخي ونبيع الباقي، صحيح أننا نعاني من قلة المرعى وارتفاع ثمن العلف ولكن ليس لدرجة مضاعفة ثمن الأضحية، حيث في السنة الماضية كانت كلفة علف الرأس الواحدة تصل عشرة دراهم في اليوم وهي الكلفة التي ارتفعت لتصل حدود الخمسة عشر درهما على مدى حوالي 100 مئة يوم من تعليفه وهو ما يعني زيادة كلفة العلف بحوالي 500 درهم عن السنة الماضية، أما بالنسبة لمن يشتري أعدادا من الخرفان قبيل شهر رمضان ويقوم بتعليفها استعدادا لبيعها في عيد الأضحى فهو في الحقيقة من يصرف أكثر وبالتالي يتوخى الربح، لكن عليه أن لا يكون جشعا لغاية ربح مضاعف.
 
ج.ع ( 62 سنة موظف): كل سنة نتكلم عن غلاء أسعار الأضاحي، وهذه السنة يمكنني القول أن هناك ارتفاع كبير على الرغم من تيسير الدولة ودعمها لاستيراد الالاف من رؤوس الأغنام من الخارج، وفي موضوع الاستيراد هذا أرى أنه من الأنسب دعم الفلاحين الصغار لاستيراد إناث الأغنام على اعتبار أن استيراد ذكورها لذبحها يوم عيد الأضحى قد تخفف بعض الشيء عن المواطنين ولكنها لن تحل بأي شكل من الأشكال من مشكلة النقص في القطيع الذي يجري توفيره لمناسبة العيد، بل تزيد من مراكمة الثروات لكبار المستوردين ومن إنهاك القدرة الشرائية لعموم المواطنين المنهكة أصلا.
 
م.ج ( 66 سنة متقاعد) أسمع كثيرا عن ارتفاع ثمن الأضاحي هذه السنة، وأتألم كثيرا للذين لا يستطيعون شراء الأضحية لإدخال الفرحة إلى قلوب صغارهم، حيث أرى أن الأسر التي فيها أطفال صغار هي من تعاني أكثر ، أما عن نفسي فأنا منذ سنوات خلت وبعد أن هاجر أبنائي خارج أرض الوطن وبقينا لوحدنا أنا وزوجتي صرنا نكتفي باقتناء بضع كيلوغرامات من كبد ولحم البقر ورأس خروف وأتصدق بألف درهم لأرملة لديها أطفال وتشتغل خادمة في البيوت. بإمكاني شراء الأضحية مهما غلا ثمنها ولكني أرى موضوع عيد الأضحى ابتعد كثيرا عن مدلوله الديني وصار مجرد فرصة للتباهي بين الأسر حول من تشتري الأملح الأقرن الأغلى سعرا دون تنفيذ شعائره الأصلية.. وكذلك كثير من الناس يحرصون على اقتناء كبش لعيد الأضحى ولا يؤدون الصلاة كفرض من الفروض..هناك ظواهر لها ارتباط بهذه المناسبة نشأت في المجتمع وتتسع سنة بعد أخرى .. فأنت ترى يوم العيد أشخاصا يحملون عدة الذبح يتسابقون تجاه من يريد ذبح أضحيته وكثير منهم لا يؤدون حتى صلاة العيد، وترى في منظر مقزز عشية يوم العيد وفي يومه الموالي صفوفا من المتسولين يعرضون للبيع على الرصيف قطع اللحم التي جاد بها عليهم المحسنون، وترى مواقع في الشارع العام وفي بعض الساحات فتية يقومون بعملية تسمى " تشواط" رأس الكبش وإزالة القرون على نيران مشتعلة في أعواد وأخشاب وقد يتركون بقايا النار والرماد في المكان دون أن يكلفوا نفسهم عناء تنظيفه ، وترى طوابير من الناس أمام دكاكين الجزارين يحملون السقائط لتجزيئها في منظر يزداد غرابة كل سنة... 
 
ل.ن (61 سنة بدون شغل): أعاني كل سنة مع توفير ثمن العيد، وهذه السنة ازدادت المعاناة مع الارتفاع الكبير في ثمن الأضاحي، حاولت إقناع أهل بيتي بشراء خروفة دون جدوى، وحاولت إقناعهم كذلك باقتناء كبش من الأكباش المستوردة وكانت النتيجة نفسها، صحيح أن لي ولدان يشتغلان ويساهمان في كلفة العيد ولكن كلفة العيد لا تقف فقط عند ثمن الأضحية، فهناك مصاريف قد يصل مبلغها ثلث كلفة الكبش أو أكثر من اللوازم بفعل عاداتنا التي لم نستطع التنصل منها مثل اقتناء توابل العيد والفواكه والمشروبات الغازية والبصل والفحم والسكاكين وشحذها والمشواة وقضبان الشي والمجمر و.. أضف إلى ذلك 200 درهم أجرة الجزار عند النحر و100 درهم أيضا للجزار مساء أو صبيحة اليوم الموالي لتقطيع السقيطة.        
 
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار