زيدان يدعو إلى دعم المقاولات السياحية الصغرى وتطوير منتجات خضراء تنافسية

أكد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، أمس الأربعاء 24 شتنبر الجاري، خلال أشغال المؤتمر الدولي الأول حول السياحة البيئية والاستثمار المستدام، أن اختيار إفران لعقد هذا المؤتمر ينسجم مع ما تزخر به من مؤهلات طبيعية متميزة، وما تمثله من نموذج للسياحة البيئية المستدامة. 

 

وأضاف الوزير أن المغرب، بفضل استقراره الأمني واتفاقياته الدولية وتنوعه الجغرافي والثقافي، أصبح منصة مفضلة لاستقطاب السياح والمستثمرين في القطاع السياحي على حد سواء.

 

وشدد زيدان على أن الوزارة تعمل على وضع آليات لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة جدا، التي تشكل عصب المؤسسات السياحية الوطنية، بما يتيح لها تحقيق مشاريع مبتكرة تعزز العدالة المجالية وتفتح آفاقا استثمارية جديدة في المناطق النائية والجبلية والصحراوية والساحلية. وأبرز أن هذه الدينامية تأتي انسجاما مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تثمين المؤهلات الطبيعية والبشرية للمملكة، وتحقيق تنمية متوازنة بين مختلف الجهات.
 

من جانبه، أوضح عماد برقاد، المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية، أن المغرب يتبنى السياحة المستدامة كخيار استراتيجي ضمن خارطة طريقه القطاعية، مشيرا إلى أن هذه المقاربة تهدف إلى ابتكار منتجات سياحية خضراء وجذابة تستجيب لمتطلبات السياح المحليين والأجانب على حد سواء.

 

وكشف برقاد أن الشركة خصصت استثمارات تناهز 640 مليون درهم لإنجاز مشروع المنتزه الوطني لإفران، بشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما سيشكل رافعة قوية لتطوير السياحة البيئية وتعزيز جاذبية المنطقة. كما أشار إلى أن السياحة البيئية تمثل حاليا ما بين 15% و20% من العائدات السياحية العالمية، بقيمة تناهز 250 مليار دولار، مع معدل نمو سنوي يناهز 15%، مقابل 6% إلى 7% فقط لأنواع السياحة التقليدية.

 

وأكد أن هذا التطور ينسجم مع الطلب العالمي المتزايد على هذا النمط من السياحة، وهو ما يمنح المغرب فرصة ذهبية لتعزيز مكانته كوجهة مفضلة للسياحة البيئية، مشيرا إلى أن التحدي القائم يتمثل في إبداع منتجات مصنفة تلبي توقعات السياح وتستجيب لمتطلبات السياحة الداخلية والخارجية معا.

 

وقد شكل المؤتمر الذي شارك فيه وزراء ومسؤولين حكوميين وخبراء ومستثمرين من داخل المغرب وخارجه، محطة جديدة لإبراز مكانة المملكة المغربية كوجهة سياحية خضراء رائدة على المستويين الإقليمي والدولي، و منصة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف المتدخلين من خبراء ومستثمرين ومؤسسات وطنية ودولية، بما يتيح الدفع قدما بمشاريع استثمارية مبتكرة في مجال السياحة البيئية، وترسيخ صورة المغرب كبلد ملتزم بالتنمية المستدامة والحفاظ على ثرواته الطبيعية لصالح الأجيال القادمة.