Quantcast
2025 أكتوبر 28 - تم تعديله في [التاريخ]

بمشاركة مغربية.. "مجلة الإيسيسكو" تحتفي بالهوية والسرد والذكاء الاصطناعي في عددها الرابع


العلم - علاء مولى الدويلة

بأريج الخريف الثقافي ودفء المواسم الفكرية، تطلّ منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بعددها الرابع من مجلتها الثقافية الفصلية، التي يشرف على إصدارها مركز الشعر والأدب بالمنظمة، لتنسج من صفحاته لوحة فكرية وأدبية نابضة بالحياة تجمع بين الفكر والسرد والعلم والإبداع، في تنوّع يعكس مدى ثراء العالم الإسلامي وعمق ثقافاته.
 
وافتتح هذا العدد الخاص، بكلمة المدير العام للإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، الذي عبر عن جهود عام من العمل المثمر، مستعرضاً ما حققته المنظمة من خطوات واثقة في مجالات التربية والعلوم والثقافة، بفضل دعم الدول الأعضاء وجهود فريقها المتفاني في ترسيخ رؤيتها الإنسانية الهادفة إلى الارتقاء بالإنسان في كل مكان.
 
من جهتها أكدت رئيسة التحرير روضة الحاج، وفي كلمتها الافتتاحية، أن هذا العدد الخريفي - وهو الأخير في العام الجاري - يمثل تتويجاً لمسيرة من الجِد والإنجاز، مشيرة إلى أن المجلة استطاعت أن تحجز مكانها في ذاكرة القراء والأدباء، وأن تثبت حضورها كمطبوعة جادة وملهمة.
 
وضمن صفحة الحوارات؛ أجرت الحاج حوارا مائزا مع علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الذي تحدّث عن المفاهيم النقدية الحديثة والتحوّلات التي تشهدها الرواية العربية، كما تناول أثر برنامج أمير الشعراء في تجديد الشعر العربي وإعادة وهجه الإعلامي، وناقش أهمية اللغة العربية كجسر للعيش المشترك والإبداع الإنساني.
 
• السرديات وسؤال الهوية !!
 
وجاء ملف العدد تحت عنوان "السرديات وسؤال الهوية"، حيث شارك فيه نخبة من المفكرين العرب الذين قدّموا قراءات معمقة في علاقة السرد بالهوية والتحولات الثقافية المعاصرة، وفي مقدمتهم المفكر العراقي عبد الله إبراهيم، الذي قدم بدوره دراسة حول التهجين السردي وبناء الهوية عبر القص.
 
 وتناول الناقد المغربي الدكتور محمد الداهي مفهوم الهوية المتحركة في الثلاثية السيرذاتية لجان ماري لوكليزيو، فيما كتبت الروائية إنعام كجه جي عن الهجرة وندوبها في الذاكرة والكتابة، مستلهمة تجارب محمود درويش وغابرييل غارسيا ماركيز.
 
ومن مصر، بحث محمود الضبع "هوية السرد في مواجهة السيولة والذكاء الاصطناعي"، متسائلاً عن مصير النوع الأدبي في زمن التحولات التكنولوجية، بينما قاربت الكاتبة السعودية أميمة الخميس، السرد بوصفه أرضاً أمومية تمثل صراع الذات والآخر وما رافقه من استعمار واحتلال.
 
• أقلام عربية
 
واحتوى العدد على دراسات فكرية متنوعة تناولت قضايا التعليم والهوية والحوار الحضاري، فكتب عبدالسلام الجوفي من اليمن عن التعليم والمنظمات الدولية في ضوء توجهات الأمم المتحدة، وتناول الباحث المغربي علي أبطال موضوع "المغرب جسرا حضاريا بين ضفتي المتوسط"، فيما قرأت الباحثة لطيفة لبصير التراث العربي بعين إسبانية في دراسة فنية رشيقة، وقدم التونسي بلال الشابي قراءة في مدينة "بلاريجيا الملكية" بوصفها مدينة مسكونة بالفسيفساء والحنين، بينما استعرض قيس الهمامي، مدير مركز الاستشراف والذكاء الاصطناعي بالإيسيسكو، جهود المنظمة في صياغة "ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي" كإطار جامع يرتكز على الحكمة والكرامة والعدالة.
 
• الإيسيسكو في دمشق
 
وشهد العدد مساهمات أخرى لعدد من الباحثين والأدباء، من بينهم سعد الحسني الذي كتب عن "بغداد في عيون الرحّالة"، ومحمد أحمد عنب الذي تناول "متحف شانغريلا في هاواي" وجماليات الفن الإسلامي، كما قدّم أدهم محمد علي حموية مادةً توثيقية عن حضور الإيسيسكو في دمشق ودورها الثقافي.
 
في صفحة العلوم، كتبت مريم المعاضيد، من قطر عن التحوّل في عصر الصناعة 5.0 ودور علم المواد في الثورة التقنية، بينما استعرض أحمد عبد الباسط من مصر دراسة عن مخطوط نادر في أحكام القهوة لابن الطيب الفاسي. وشارك المحجوب بنسعيد، من المغرب بمقال حول الحوار بين الحضارات والدبلوماسية الحضارية، وقدّمت يسرى بنت حسين الجزائري قراءة في تجربة جمعية عقيلات السفراء العرب ودورها في ترسيخ الدبلوماسية الإنسانية والثقافية.
 
•بين النص والقصيدة .. الوراقون لا يشيخون
 
وفي ركن الأدب والشعر، نشرت المجلة قصيدة “على متن قشة” للشاعرة السورية قمر الجاسم، تلتها قصيدة “الشعراء” للشاعر الأردني حسام شديفات، فيما اختتم خالد فتح الرحمن، مدير مركز الحوار الحضاري بالإيسيسكو، صفحات العدد بنص أدبي شفيف استعاد فيه عالم الورّاقين والكتب والقراءة، مؤكدا أن "الورّاقين لا يشيخون."
 
•خُبراء الحرف والكلمة
 
بهذا التنوع الغني، يمثّل العدد الرابع من مجلة الإيسيسكو لوحة فكرية وثقافية تجمع بين الأصالة والتجديد، وتؤكد مكانة المنظمة كمركز إشعاع ثقافي وإنساني في العالم الإسلامي، وتضم هيئة تحرير المجلة سالم بن محمد المالك مشرفا عاما، وروضة الحاج رئيسة للتحرير، وأنس النعيمي مديرا للتحرير، إلى جانب عادل بوراوي، وزيد أبو شمعة، ورنا عزالدين الأصبحي الخبيرة في الشؤون القانونية والمعايير الدولية، فيما تتولى فرق مركز الترجمة والنشر بالمنظمة الإخراج الفني الذي يزاوج بين الأصالة البصرية وروح الحداثة.
 
• منجز ثقافي.. بروح عالمية
 
ويؤكد هذا المنجز الثقافي أن نجاح المجلة لم يكن وليد المصادفة، بل ثمرة جهد جماعي يجمع بين الرؤية الأكاديمية والإبداعية والإدارة الحكيمة، ومنذ صدور عددها الأول في يناير 2025، استطاعت "مجلة الإيسيسكو" أن تحقق حضوراً لافتاً في المشهد الثقافي العربي، من خلال استضافتها رموز الفكر والأدب والنقد مثل عبدالله الغذامي، وخالد الصمدي، وسعاد الصباح، والروائي أمير تاج السر، والشاعر حسن طلب، والناقد سعد البازعي. وها هي اليوم، في عددها الرابع، تواصل هذا النهج لتؤكد أن المجلة ليست مجرد منبر ثقافي، بل فضاء حواري مفتوح على الفكر الإنساني الخلّاق، ومنصة تجمع بين الإبداع والبحث، وبين الأدب والذكاء الاصطناعي في خدمة الهوية والتنوير.


              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار