Quantcast
2025 يوليوز 29 - تم تعديله في [التاريخ]

تافوغالت: معقل مقاومة بني يزناسن تندب حظها الذي أغرقها في الإهمال..

شباب القرية أمام معادلة شبح الهجرة وغول البطالة والفراغ!..


المنتجع السياحي يعيش متغيرات سلبية وغياب دور جماعي للتنمية المحلية!

تافوغالت: معقل مقاومة بني يزناسن تندب حظها الذي أغرقها في الإهمال..
إغلاق حنفية الماء العمومية وانعدام المرافق الصحية ومراكن للسيارات.‼
  
 
*العلم الإلكترونية: إنجاز وتصوير: محمد بلبشير
 
مركز تافوغالت أو المنتجع السياحي والصحي، قرية تؤهلها بنيتها الطبيعية كي تحجز مكانها بين أهم المنتجعات الطبيعية الجبلية بالمغرب، قرية عبارة عن منطقة استراتيجية هامة، مازالت تحتفظ بذكراها الخالدة في تاريخ المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، ذكرى 17 غشت 1953، تحتل موقعا جغرافيا هاما، حيث توجد وسط مرتفعات جبال بني يزناسن، بعيدا عن مدينة بركان بـ 28 كلم، وعن وجدة بـ 59 كلم... وتمتاز بكونها منطقة سياحية بالدرجة الأولى، نظرا لما تزخر به من مواقع سياحية رائعة ومن تراث حضاري عريق كغارة الحمام وكهف الجمل بزكزل... وتتميز بمناخ جد رطب تحيط بها أشجار وارفة الظلال من كل ناحية مشكلة غابة أغلبها شجر العرعار والكريش الذي يعتبر مهددا بالانقراض... وكل ذلك يؤهلها لاستقطاب أفواج كثيرة من السياح على المستوى الداخلي والخارجي...

تافوغالت: معقل مقاومة بني يزناسن تندب حظها الذي أغرقها في الإهمال..
*التهميش والجفاف عاملان ساهما في تأزيم الوضعية:
 
رغم الثقل السياسي الذي كانت تفرضه المنطقة الهامة باعتبارها منطقة عريقة إلا أنها لم ترق إلى مستوى بعض المراكز السياحية المغربية التي تحظى بالأهمية، وذلك راجع إلى العديد من الأسباب. وتتكون تافوغالث من عدة دواوير إضافة إلى مركزها الرئيسى، وعدد سكانها 3000 نسمة تقريبا موزعين على عدد من الدواوير التي تشكل بالاضافة اليها، الجماعة الترابية لتافوغالت التابعة لاقليم بركان، فيما كان يناهز خلال الثمانينيات ال25 ألف نسمة، هجروا كلهم بعد أن عانوا الأمرين مع مشاكل مزمنة لم يفكر يوما ما مسئولوها في البحث عن حلول ترقى بالواقع المرغوب فيه...

وهذه الداوير هي:

- دوار أولاد امعمر يبعد عن المركز بحوالي 6 كلم وبه حوالي 350 نسمة.. - دوار أولاد علي بن ياسين حوالي 9 كلم عن المركز وبه قرابة 160 نسمة.- دوار ايحامدن (0ا كلم عن تافوغالت ) حوالي 20 أسرة، - دوار بني حماد (10 كلم ) 5 أسرة، دوار بويعلي حوالي 100 نسمة، دوار تغاسروت ودوار اونوت  وبهما قرابة 500 أسرة، دوار لحوافا، وأخيرا مركز تافوغالت والذي به قرابة 1000 نسمة.. ومن معاناة هذه الدواوير انعدام الماء الشروب في غالب الأحيان والعزلة شبه التامة لانعدام المسالك الطرقية وكذا انعدام التجهيزات التحتية من كهربائي وتطبيب وتعليم وعناية بالشباب وشيوخ المنطقة ككل ... !

وما زال مركز تافوغالت اليوم يحتفظ بثرواته الطبيعية التي تؤهلهه لان يكون مركزا سياحيا يغري العديد من الزوار، وكانت القرية احتضنت أول عملية جراحية أجريت على الرأس، كما أنها اليوم تشكل إحدى الوصفات الطبية التي ينصح بها بعض الأطباء المختصين في أمراض الجهاز التنفسي مرضاهم الذين يعانون من الأمراض الصدرية المزمنة كالربو...
لكن مركز القرية ومع الأسف الشديد ظل يتميز بسمات عاقبت من مجلس إلى آخر ويسير على منوالها المجلس الحالي، ومن بين هذه السمات العجز عن تبني أي اتجاه يعود بالنفع على هذه المعلمة السياحية، فباستثناء واجهة المركز، جنب الطريق الرئيسية تافوغالت وجدة وتافوغالت بركان والممتدة على مسافة بضعة أمتار فان باقي الأحياء والمداشر المكونة للجماعة تعاني من الإهمال والطامة الكبرى تكمن في تلويث الفضاء البيئي الغابوي داخل القرية السياحية، حيث تتراكم النفايات بشتى أشكالها بين ظلال الأشجار الوارفة ووسط مجاري المياه التي تتوسط هذه الأشجار و هي قريبة من واجهة المركز، يشاهدها الزوار و السياح متأسفين من ذلك التلوث البيئي الذي أصاب القرية منذ سنين..

فيما يقبع دوار البرابر وسط مستنقع خطير من النفايات ومجاري الواد الحار والتعفنات والأوحال، وهكذا يتحول الموقع السياحي "تازمورت" الذي كان بقصده غالبية السياح للاستجمام وسط الجبال وأشجار العرعر والكريش إلى شبه روضة لبقايا الأشجار التي هرمت وتاكلت بسبب الاهمال المفرط، أما في مجال الطرق فلم تمتد يد الإصلاح إلى أي مسلك طرقي يربط مناطق الجماعة ببعضها البعض باستثنا المسالك القليلة واعادة تهيئة طريق وريمفو الوطنية.. كما أن الطريق الرابط بين المركز وزكزل السياحية فقد تآكلت سنة بعد سنة دون أن تحرك الجماعة ساكنا باستثناء بعض الترقيعات. وبمركز الجماعة نجد دوار "بام" الذي يقطن به عدد كبير من المواطنين ما زال يتخبط في العديد من المشاكل كانعدام بنية طرقية، فتكثر الأتربة ومجاري الوادي الحار والمستنقعات وأكوام النفايات..

وتكمن الطامة الكبرى في اغلاق أقدم حنفية للماء الشروب و التي يعود تناخها الى أزيد من 50 سنة، كان يقصدها الزوار والسياح وحتى سكان القرية و الدواوير المجاورة لمركزها لجلب المياه نظرا لجودتها وطيبة مذاقها المتميز، فقد أصبحت هذه الحنفية بقدرة قادر معطلة، يقصدها الزوار متأسفين على ما أصابها، وهناك حديث عن قيام بعض الجهات بتحويل مياهها الى وجهات مجهولة.. أما زوار المنتجع الذين يقبلون عليه على متن سياراتهم، فلا يجدون مراكن ولا مواقف خاصة بركن السيارات و الشاحنات، اذ يستعملن جنبات الطريق يمينا ويسارا لركن سياراتهم وهذا ما يجعل الطريق تضيق على باقي السيارات التي تمر الى بركان أو وجدة..

*شباب القرية بدوره يواجه التهميش..

تافوغالت: معقل مقاومة بني يزناسن تندب حظها الذي أغرقها في الإهمال..
 
يعاني شباب قرية تافوغالت الذي يمثل 70 في المائة من سكان الجماعة، من كل مظاهر الإهمال والتهميش نظرا لتفاقم المشاكل السابق ذكرها ونظرا لعدم وجود مؤسسات اجتماعية تملأ أوقات فراغه.. وكثير من شباب القرية أصبح يجتر الفراغ القاتل لانعدام فرص الشغل فيضي نهار وبعض لياليه قابعا تحت الجدران وبجنبات الطريق..

* تدمير البيئة مسؤولية من؟:
 
لا حديث للسكان في جماعة تافوغالت إلا عما تتعرض له البيئة من إتلاف ونهب لخشب الأشجار تساهم فيه بالدرجة الأولى أيادي خفية مما شوه الفضاء البيئي، وبين  الفينة  والأخرى يلجأ الساهرون على تسيير الشأن الجماعي إلى بعض الترقيعات والإصلاحات الموسمية، وهي تزويقات لا تنفع السكان في شيء، في حين يجد فيها المشرفون على الشأن المحلي منافذ وأبواب لإهدار المال العام دون الاقتراب من الأمور الأساسية في تنمية الجماعة والمرتبطة عن قرب بالمواطن من قبيل تشجيع الاستثمار لا إجهاضه وكهربة الدواوير وإيصال الماء الشروب إلى السكان. وهكذا يمكن القول لهؤلاء أن التنمية الحقيقة تتحقق بالاهتمام بالجوهر لا بالمظاهر.
 
 *مشاكل بيئية خطيرة وتسيير جماعي يجب إعادة النظر فيه!

سبقت الإشارة إلى الكارثة البيئية التي لحقت بغابة شجر الكريش والعرعار بتازمورت التابعة لجماعة رسلان المجاورة لجماعة تافوغالت، وهي الكارثة التي تسببت فيها سابقا جماعة تافوغالت، لما كانت تستعمله منذ سنين كمطرح للأزبال والنفايات بتسخير عربة يجرها جرار وبعض العمال المغلوبين على أمرهم، لجمع نفايات وأزبال مركز القرية، وطرحها في الفضاء الغابوي السياحي، حيث تم تشكيل مزبلة كبرى طالت أطرافها جزءا كبيرا من مساحة الغابة، مهددة بسمومها المجال الأخضر الذي أصبح في عداد الانقراض.. ولحسن الحظ أن الجماعة وبعد أن أثرنا الموضوع عدة مرات فقد لجأت إلى إيجاد مكان اخر لهذا الغرض..

تافوغالت: معقل مقاومة بني يزناسن تندب حظها الذي أغرقها في الإهمال..

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار