Quantcast
2025 أكتوبر 14 - تم تعديله في [التاريخ]

إسبانيا‭ ‬تتموقع‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المغرب‭.. ‬نحو‭ ‬شراكة‭ ‬بحرية‭ ‬جديدة‭ ‬تعيد‭ ‬رسم‭ ‬موازين‭ ‬المتوسط

بلانس‭: ‬المملكة‭ ‬شريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬لأوروبا‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والبحري


إسبانيا‭ ‬تتموقع‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المغرب‭.. ‬نحو‭ ‬شراكة‭  ‬بحرية‭ ‬جديدة‭ ‬تعيد‭ ‬رسم‭ ‬موازين‭ ‬المتوسط
الرباط‭: ‬أنس‭ ‬الشعرة

في‭ ‬خطوة‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬تحوّل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬مقاربة‭ ‬مدريد‭ ‬تجاه‭ ‬الرباط،‭ ‬صعّدت‭ ‬إسبانيا‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬انفتاحها‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬على‭ ‬المغرب،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإعادة‭ ‬تفعيل‭ ‬التعاون‭ ‬البحري‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬الذي‭ ‬توقف‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2023‭. ‬
 
وزير‭ ‬الزراعة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬والتغذية‭ ‬الإسباني،‭ ‬لويس‭ ‬بلاناس،‭ ‬شدد‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬الإسباني‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يظل‭ ‬‮«‬شريكًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعويضه‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬والزراعة،‭ ‬مؤكداً‭ ‬رغبة‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬يضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الضفتين‭.‬
تأتي‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تدرك‭ ‬فيه‭ ‬مدريد‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الرباط‭ ‬يتجاوز‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬أبعاد‭ ‬سياسية‭ ‬وجيوستراتيجية‭ ‬أوسع‭. ‬فالمغرب،‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬باستقرار‭ ‬سياسي‭ ‬ورؤية‭ ‬إقليمية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬مضطرب،‭ ‬يمثل‭ ‬اليوم‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬ضفتي‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬والمحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬الشرقي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تدركه‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬شريكًا‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬إلى‭ ‬الاستدامة‭ ‬البحرية‭.‬
 
الاتفاق‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬أُبرم‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مكّن‭ ‬128‭ ‬سفينة‭ ‬أوروبية،‭ ‬منها‭ ‬93‭ ‬إسبانية،‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬المغربية‭ ‬مقابل‭ ‬52‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬أورو‭ ‬سنويًا‭. ‬كما‭ ‬شمل‭ ‬مناطق‭ ‬بحرية‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة،‭ ‬ما‭ ‬عزز‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬مياهها‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعتبره‭ ‬مدريد‭ ‬عنصرًا‭ ‬جوهريًا‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭.‬
 
ورغم‭ ‬توقف‭ ‬العمل‭ ‬بالبروتوكول،‭ ‬تسعى‭ ‬إسبانيا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬صياغة‭ ‬نموذج‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬البحري‭ ‬مع‭ ‬المملكة،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬احترام‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمصالح‭ ‬المتبادلة،‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬مع‭ ‬التحولات‭ ‬القانونية‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬فبروكسيل‭ ‬بدورها‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬صيغة‭ ‬قانونية‭ ‬جديدة‭ ‬تتيح‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬قرارات‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الأوروبية‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الرباط،‭ ‬دون‭ ‬الإضرار‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬‮«‬نموذجًا‭ ‬متفردًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الأورو‭-‬إفريقي‭.‬
 
ويرى‭ ‬بلاناس‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الجديد‭ ‬يعكس‭ ‬‮«‬صحوة‭ ‬أوروبية‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬الواقع‭ ‬المغربي،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يُنظر‭ ‬إليه‭ ‬بوصفه‭ ‬شريكًا‭ ‬موثوقًا‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الغذاء‭ ‬والطاقة‭ ‬والملاحة‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬أوروبا‭ ‬والمغرب‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تقنية‭ ‬أو‭ ‬تجارية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬ركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والغذائي‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬المتوسط‮»‬‭.‬
 
وبينما‭ ‬تستعد‭ ‬أوروبا‭ ‬لمناقشة‭ ‬ميزانيتها‭ ‬المقبلة‭ ‬للفترة‭ ‬2028‭-‬2034،‭ ‬تتطلع‭ ‬مدريد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬التمويل‭ ‬البحري،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مقاربة‭ ‬أكثر‭ ‬توازنًا‭ ‬وعدلاً‭ ‬تراعي‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭. ‬فإسبانيا‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬الرباط‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كمصدر‭ ‬للثروات‭ ‬البحرية،‭ ‬بل‭ ‬كشريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬فضاء‭ ‬أورو‭-‬إفريقي‭ ‬أكثر‭ ‬استقرارًا‭ ‬وتكاملاً‭.‬
 

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار