
أعلنت هيئة تنظيم الحركة الجوية الأمريكية مساء يومه الإثنين 23 يونيو، إغلاق قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية على الأراضي القطرية بشكل مؤقت، وسط تكهنات برد إيراني على الولايات المتحدة.
كما دعت السفارة الأمريكية في قطر المواطنين الأمريكيين إلى إيجاد ملاجئ آمنة والبقاء فيها حتى إشعار آخر.
وجاء ذلك تزامنا مع سماع دوي عدة انفجارات في الأجواء القطرية، وسط أنباء عن إطلاق إيران خمسة صواريخ على الأقل تجاه القاعدة الأمريكية في قطر.
وقال شهود عيان إن "منازلهم قد اهتزت نتيجة الضربات وسط أصوات عالية تشبه أصوات الانفجارات في المناطق الشمالية بالعاصمة القطرية الدوحة".
ومن جانبها، أعلنت وسائل إعلام إيرانية قبل قليل، بدء العمليات الصاروخية "بشائر الفتح" ضد القواعد الأمريكية في قطر والعراق.
وقالت شبكة "سي.إن.بي.سي" نقلاً عن مسؤول في الإدارة الأميركية، إن الرئيس دونالد ترامب يتواجد حالياً في غرفة العمليات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة، تزامناً مع بدء الهجوم الإيراني على قواعد أميركية في قطر والعراق.
وأفاد مسؤولان لشبكة "أكسيوس" بإطلاق ستة صواريخ إيرانية باتجاه قطر، فيما أُطلق صاروخ واحد باتجاه العراق.
وكشفت مصادر عسكرية، مساء الإثنين، عن تفعيل نظام الدفاعات الجوية في قاعدة عين الأسد الجوية الأميركية في العراق بالتزامن مع بدء الهجوم. وذكرت المصادر أن حالة التأهب القصوى أُعلنت وأُصدرت أوامر بالذهاب إلى الملاجئ داخل القاعدة.
فيما أصدر الحرس الثوري الإيراني مساء الاثنين، بيانا بشأن "الهجوم الصاروخي الانتقامي على قاعدة العديد الأمريكية في قطر".
وجاء في بيان الحرس الثوري الإيراني:
أيها الشعب الإيراني النبيل والصامد! في أعقاب العدوان العسكري السافر للنظام الأمريكي المجرم على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والانتهاك الصارخ للقانون الدولي، وبتخطيط من المجلس الأعلى للأمن القومي وقيادة المقر المركزي لخاتم الأنبياء.. استهدف "حرس الثورة الإسلامية" برمزه المقدس، أبو عبد الله الحسين، قاعدة العديد في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي ضمن عملية "بشارة الفتح". تُعد هذه القاعدة مقرًا لسلاح الجو وأكبر رصيد استراتيجي للجيش الأمريكي الإرهابي في منطقة غرب آسيا.
إن رسالة العمل الحاسم الذي قام به أبناء الأمة في القوات المسلحة واضحة وصريحة للبيت الأبيض وحلفائه: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالاعتماد على الله تعالى وعلى الشعب الإيراني الإسلامي المؤمن والعظيم، لن تترك أي اعتداء على سلامة أراضيها وسيادتها وأمنها الوطني دون رد تحت أي ظرف من الظروف".
مع عدوان العدو الأمريكي، اتضح للجميع أن شر الصهاينة امتدادٌ للمخطط الأمريكي. وعليه، نود تذكيركم بأن القواعد الأمريكية والأهداف العسكرية المتنقلة في المنطقة ليست نقطة قوة في هذا الدفاع الوطني، بل هي نقطة ضعف رئيسية وشوكة في خاصرة هذا النظام المُولع بالحروب.
عشية شهر محرم الحرام، شهر حزن قائد الشهداء وقائدهم سيدنا أبو عبد الله الحسين نحذر مرة أخرى أعداء إيران الإسلامية من أن عهد المواجهة والمواجهة قد انتهى، وأن إرادة القوات المسلحة القوية والشعبية في البلاد: أي تكرار للشر سيؤدي إلى تسريع انهيار المؤسسة العسكرية الأمريكية في المنطقة، وهروبهم المشين من غرب آسيا، وتحقيق التطلع المشترك للأمة الإسلامية وشعوب العالم الحرة في استئصال الغدة السرطانية صهيون".
ومن جانبها، أدانت وزارة الخارجية القطرية، الاثنين، بشدة الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، مؤكدة أن الحادث يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر ومجالها الجوي، فضلاً عن كونه انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.
وأوضحت الوزارة أن الدفاعات الجوية القطرية تصدت بنجاح للصواريخ الإيرانية وأحبطت الهجوم، مشيرة إلى أنها ستصدر بيانًا مفصلًا حول ملابسات الحادث في وقت لاحق.
وشددت الخارجية القطرية على أن قطر تحتفظ بحق الرد المباشر وبما يتناسب مع شكل وحجم الاعتداء السافر، وفقًا لما ينسجم مع القوانين الدولية.
كما حذرت الوزارة من أن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدة ضرورة وقف هذه الأعمال للحفاظ على السلم والأمن الإقليميين.
وفي نفس السياق، أفاد مجلس الأمن القومي الإيراني مساء الاثنين، بأن العمليات التي نفذتها إيران "خالية من أي تهديد أو خطر على الدولة الصديقة والشقيقة قطر وشعبها".
وجاء في بيان المجلس بشأن استهداف القاعدة الأمريكية في الدوحة أن "هذا الإجراء لا ينطوي على أي تهديد أو خطر تجاه دولة قطر الشقيقة والصديقة، أو شعبها النبيل".
وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية التزامها بالحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع دولة قطر ومواصلتها".
وأوضح البيان أن قصف قاعدة القوات الجوية الأمريكية في العديد بقطر جاء "ردا على العدوان السافر والوقح الذي ارتكبته أمريكا ضد المواقع والمنشآت النووية الإيرانية".
ولفت البيان إلى أن "عدد الصواريخ المستخدمة في هذه العملية الناجحة مساو لعدد القنابل التي استخدمتها أمريكا في هجومها على المنشآت النووية الإيرانية. كما أن القاعدة التي استُهدفت في هذا الهجوم من قِبل قوات إيران المقتدرة، تقع على مسافة بعيدة عن المناطق المدنية والمرافق السكنية القطرية".
يذكر أن هذا التوتر في الشرق الأوسط بدأ في التصاعد مع بدء المواجهة بين إيران وإسرائيل، فيما تطور بشكل كبير فجر الأحد، مع ضرب الجيش الأمريكي لـ3 مواقع نووية إيرانية. حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "المنشآت النووية الإيرانية الثلاث تم تدميرها بالكامل"، وحذر من طهران من ضرورة الموافقة على "إنهاء هذه الحرب" أو مواجهة عواقب أكثر خطورة.
في المقابل، توعد الحرس الثوري الإيراني بردود مؤلمة على هذا الهجوم، وأكد وزير خارجية إيران عباس عراقجي أن بلاده "تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها".
ولفت إلى بقاء باب الدبلوماسية مفتوحا، على أن ترد على الهجمات التي تعرضت لها من باب الدفاع عن نفسها، وستفعل ذلك".
وأكد قائد الجيش الايراني أمير حاتمي أنه في كل مرة يرتكب الأمريكيون جرائم يتلقون ردا حاسما عليها، مشددا على أن "هذه المرة سيكون الرد حاسما أيضا".
جدير بالذكر أن التلفزيون الإيراني، أعلن بدء عملية "بشائر الفتح" ضد قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، فيما أفادت تقارير بينها إسرائيلية، بأن إيران نسقت استهداف القاعدة مسبقا، وأن الدوحة أُبلغت بنية طهران، استهداف قاعدة "العديد"، وفق ما أوردته "نيويورك تايمز"، نقلا عن مصادر إيرانية.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين، مطلعين على الخطط، إن إيران أبلغت المسؤولين القطريين مسبقا باقتراب الهجمات، كوسيلة لتقليل الخسائر.
العلم الإلكترونية – وكالات