
*العلم الإلكترونية: إيطاليا - الباز عبد اللطيف*
أعلنت السلطات المحلية في مدينة رافينا شمالي إيطاليا عن إيقاف شحنة ذخيرة كانت في طريقها إلى إسرائيل عبر ميناء المدينة، وذلك في خطوة اعتُبرت مفاجئة وتحمل أبعادًا سياسية وإنسانية بالغة الحساسية.
وقال رئيس بلدية رافينا، أليساندرو باراتّوني، خلال مؤتمر صحفي طارئ، إن الشحنة التي تم اعتراضها مكوّنة من حاويتين مصنّفتين ضمن فئة المواد المتفجرة (1.4)، وقد وصلت برًا من جمهورية التشيك عبر الأراضي النمساوية، وكان من المقرر نقلها إلى ميناء حيفا على متن سفينة الشحن "Zim New Zealand" التابعة لشركة الشحن الإسرائيلية "زيم".
وأوضح باراتّوني أن شركة "سابير" (Sapir)، المشغّلة لميناء رافينا، رفضت السماح بدخول الحاويتين إلى حرم الميناء، مؤكدة أنها لن تتعامل مع الشحنة نظرًا لطبيعتها العسكرية، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى التدخل الفوري بالتنسيق مع محافظة المدينة وحكومة إقليم إميليا-رومانيا.
وأكد رئيس البلدية أن القرار يأتي في إطار ما أسماه "المسؤولية الأخلاقية والقانونية للسلطات المحلية في ضمان عدم استخدام البنى التحتية المدنية في دعم أو تمرير أي شحنات ذات طابع عسكري، خصوصًا تلك الموجهة إلى مناطق تشهد نزاعات مسلحة".
ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي حتى الآن من وزارة الدفاع أو وزارة الخارجية الإيطالية، إلا أن الخطوة أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والحقوقية. فقد رحّب عدد من الناشطين والمنظمات الحقوقية بالقرار، واعتبروه "خطوة شجاعة تعبّر عن موقف إنساني وأخلاقي"، في حين حذّر آخرون من تداعياته المحتملة على العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا وإسرائيل.
يُذكر أن ميناء رافينا يُعد من الموانئ التجارية الحيوية في شمال إيطاليا، وقد شهد في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الرقابة على نوعية البضائع العابرة من خلاله، لا سيما في ظل التوترات الدولية المتزايدة وتنامي الدعوات لفرض قيود على صادرات الأسلحة.