Quantcast
2022 أبريل 5 - تم تعديله في [التاريخ]

الأمطار‭ ‬الأخيرة‭ ‬تنقذ‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي

‭ ‬تعويض‭ ‬70‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬الزراعات‭ ‬البكرية‭ ‬وإنقاذ‭ ‬قطيع‭ ‬الماشية


العلم الإلكترونية - الرباط

نزلت الأمطار الأخيرة التي شهدها المغرب خلال شهر مارس  الماضي بردا وسلاما على الفلاحين والعالم القروي بشكل  عام .وقد تعدت مقاييس هذه التساقطات خلال الفترة الأخيرة، أي خلال شهر مارس 2022  معدلا فاق متوسطه التراكمي 60 مليمترا، ما يمثل زيادة قدرها 52 في المائة مقارنة بالموسم السابق (39 ملم)، وهو ما يبشر بآفاق جيدة تتيح استدراك تأخر وضعف التساقطات.
 
وستعوض هذه التساقطات جزءا من المصاريف التي تكبدها الفلاحون في خسارة المزروعات البكرية المتمثلة أساسا في الحبوب وبعض القطاني البكرية خاصة الفول والعدس والجلبانة .
 
وفي هذا الصدد صرح السيد محمد بوطاهري، فلاح من ناحية سيدي قاسم أن الأمل معقود على تعويض ما يناهز 70 في المائة من الخسارة التي تكبدها الفلاحون في الزراعات البكرية بسبب شح التساقطات خلال شتاء (ليالي) هذه السنة. وأضاف السيد محمد بوطاهري أن من شأن هذه التساقطات أن تساعد في نمو الزراعات المازوزية التي عادة ما تزرع إبان الربيع والمتمثلة أساسا في الحمص وعباد الشمس والذرة ، بل وحتى بعض أنواع الشعير التي لها مدة إنبات أقصر من الشعير البلدي التقليدي الذي يتطلب مدة أطول وتساقطات منتظمة خلال مدة إنباته .
 
ومن خصائص هذه السنة أن المساحات المزروعة بالمنتوجات الربيعية تفوقها خلال أية سنة عادية ، لأن الفلاحين أعادوا زراعة المساحات المتضررة من المحاصيل البكرية ، إضافة إلى المساحات المخصصة عادة للزراعة المازوزية الربيعية التي تشمل «الحصائد»، وهي الأراضي التي كانت  مزروعة خلال السنة المنصرمة بالحبوب، كما أنه من شأن هذه التساقطات أن تنعش الكلأ ، وهو ما سيساهم في نمو النباتات ومساعدة الفلاحين والكسابة في تربية المواشي  والحفاظ على القطيع بدل تكبد صعوبات شراء العلف.كما ستساهم في تحسين نسبة ملء السدود وتغذية الفرشة المائية.
 
وحسب معطيات وزارة الفلاحة، فإنه من المحتمل أن تصل المساحة المتوقعة للزراعات الربيعية الرئيسية، من الذرة والحمص وعباد الشمس والفاصوليا الجافة، إلى حوالي 320 ألف هكتار إذا استمرت الظروف المواتية. وأشارت وزارة الفلاحة إلى أن المساحة المبرمجة لزراعة الخضروات الربيعية تبلغ 80 ألف هكتار، وهو ما سيمكن من توفير إنتاج يكفي لتغطية الاحتياجات الاستهلاكية للسوق المحلية خلال فصل الصيف.
 
وتشير التوقعات إلى أن التساقطات المطرية في المغرب ستستمر خلال شهري أبريل وماي بشكل متفرق، وهو ما سيكون له أثر مباشر على الزراعات الربيعية وأثر غير مباشر على الزراعات الصيفية.
 
وكان بنك المغرب أشار إلى أن إنقاذ الزراعات الربيعية يمكن أن يرفع النمو الاقتصادي خلال السنة الجارية إلى ما بين 2 و2.5 في المائة عوض 0.7 في المائة المتوقعة حالياً.
 
وشهد المغرب منذ دجنبر المنصرم ضعفاً في التساقطات المطرية أدى إلى ضياع مساحات كبيرة من الحبوب، وهو ما دفع الحكومة إلى اعتماد برنامج استعجالي بقيمة 10 مليارات درهم لدعم الفلاحين.
 
من جهة أخرى أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن التساقطات التي شهدها المغرب مؤخرا كان لها تأثير مباشر على الزراعات.
 
وأبرز صديقي، في تصريح للصحافة، على هامش اجتماع حول برنامج الزراعات الربيعية في إطار الموسم الفلاحي الحالي، أن «هذا العام شهد عجزا مائيا مرتفعا للغاية لم نشهده منذ عام 1981، ولكن منذ بداية شهر مارس عادت الأمطار بشكل منتظم».

وأوضح في هذا السياق أن شهر مارس كان من أكثر الشهور الممطرة مقارنة بالعام الماضي، ومقارنة بالمعدل المتوسط خلال الثلاثين سنة الماضية.
 
وأبرز أنه “يمكن تدارك نحو مليون هكتار من الحبوب بشكل جيد جدا”، مشيرا إلى أن التأثير على الغطاء النباتي مهم بشكل إجمالي، ولاسيما المراعي.
 
وأكد الوزير أن هذا الأمر سيخفف كثيرا من الضغط على المواشي والمربين وإنتاج اللحوم والألبان، مضيفا أن المؤشرات شهدت انتعاشا، ولاسيما الأسعار، بالنسبة للأغنام والماعز.
 
من جهته، أشار مدير تنمية سلاسل الإنتاج بالوزارة، نبيل شوقي، في مداخلة حيث أوضح أن هذه التساقطات ستسمح أيضا بتحسين الغطاء النباتي عموما، والمراعي بشكل خاص، وكذا بتعزيز أشغال الصيانة، وبتحسين حقينة السدود للاستخدام الفلاحي، ومستويات الفرشة المائية، وتحسين وضعية زراعة الأشجار المثمرة: حوامض، لوز، زيتون، أركان، إلخ.
 
من جانبه، أشار مدير قطب المجال الأخضر بمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، مصطفى شهار، إلى أن مجموعة القرض الفلاحي للمغرب قد وضعت هدفا يتمثل في مواكبة الفلاحين من حيث التمويل، حتى يتمكنوا من الاستفادة من التساقطات المسجلة في شهر مارس، وتسريع توزيع الزراعات الربيعية.

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار