Quantcast
2021 أكتوبر 7 - تم تعديله في [التاريخ]

بعد تموقع ست جامعات مغربية ضمن الأفضل عالميا

ملاحظات حول معايير التقييم ودعوات إلى تدارك النقائص


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي 

أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬البريطاني‭ ‬للجامعات‭ ‬‮«‬تايمز‭ ‬هاير‭ ‬إيدوكيشن‮»‬،‭ ‬حسب‭ ‬الحقول‭ ‬المعرفية‭ ‬لسنة‭ ‬2022،‭ ‬الصادرة‭ ‬الأربعاء،‭ ‬تموقع‭ ‬ست‭ ‬جامعات‭ ‬مغربية‭ ‬ضمن‭ ‬أحسن‭ ‬ألف‭ ‬جامعة‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬علوم‭ ‬الهندسة‭ ‬والكمبيوتر‭.‬
 
ويتعلق‭ ‬الأمر،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمجال‭ ‬الهندسة،‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ابن‭ ‬طفيل‭ ‬بالقنيطرة‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬301‭-‬400،‭ ‬وجامعة‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬بالدار‭ ‬بالبيضاء‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬601‭-‬800،‭ ‬وفي‭ ‬المرتبة‭ ‬801‭-‬1000‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬القاضي‭ ‬عياض‭ ‬بمراكش‭ ‬ومحمد‭ ‬الخامس‭ ‬بالرباط‭ ‬وسيدي‭ ‬محمد‭ ‬ابن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بفاس،‭ ‬فيما‭ ‬حلت‭ ‬جامعة‭ ‬الحسن‭ ‬الأول‭ ‬بسطات‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬1001‭ +.‬
 
كما‭ ‬صنفت‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬الست،‭ ‬حسب‭ ‬بلاغ‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬ضمن‭ ‬أحسن‭ ‬800‭ ‬جامعة‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬علوم‭ ‬الكمبيوتر،‭ ‬حيث‭ ‬احتلت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬بالدار‭ ‬بالبيضاء‭ ‬وابن‭ ‬طفيل‭ ‬بالقنيطرة‭ ‬والقاضي‭ ‬عياض‭ ‬بمراكش‭ ‬ومحمد‭ ‬الخامس‭ ‬بالرباط‭ ‬وسيدي‭ ‬محمد‭ ‬ابن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بفاس‭ ‬المرتبة‭ ‬601‭-‬800،‭ ‬كما‭ ‬احتلت‭ ‬جامعة‭ ‬الحسن‭ ‬الأول‭ ‬بسطات‭ ‬المرتبة‭ ‬801‭ +.‬
 
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬محمد‭ ‬الدرويش،‭ ‬رئيس‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬لمنظومة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين،‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬المرصد‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يصدر‭ ‬حول‭ ‬التقييمات‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬لجامعاتنا‭ ‬المغربية،‭ ‬مذكرا‭ ‬بأن‭ ‬مؤسسات‭ ‬التصنيف‭ ‬الدولي‭ ‬للجامعات‭ ‬تعتمد‭ ‬معايير‭ ‬متعددة‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيصها‭ ‬في‭ ‬النقط‭ ‬التالية‭: ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬جوائز‭ ‬نوبل‭ ‬أو‭ ‬أوسمة‭ ‬فيلدز‭ ‬وتعطى‭ ‬لهذا‭ ‬المعيار‭ ‬حسب‭ ‬التصنيف‭ ‬10‭ ‬أو‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬حيث‭ ‬تمنح‭ ‬عليه‭ ‬جامعة‭ ‬شانغهاي‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬
 
والمعيار‭ ‬الثاني‭ ‬حسب‭ ‬المتحدث‭ ‬نفسه،‭ ‬هو‭ ‬جودة‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقييم‭ ‬المردودية‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي،‭ ‬وتكون‭ ‬عبر‭ ‬تقييمات‭ ‬الطلبة‭ ‬والشعب‭ ‬ويأخذ‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬التقييم‭. ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬معيار‭ ‬اعتماد‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬البحث،‭ ‬والتي‭ ‬اعتبرها‭ ‬الدرويش،‭ ‬من‭ ‬نقط‭ ‬ضعف‭ ‬الجامعات‭ ‬المغربية،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬السائدة‭ ‬عالميا‭ ‬هي‭ ‬الإنجليزية‭ ‬ثم‭ ‬الصينية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العددُ،‭ ‬لكن‭ ‬الإسبانية‭ ‬تنشط‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حركات‭ ‬الترجمة‭. ‬من‭ ‬ثم‭ ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬مدير‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬لمنظومة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين،‭ ‬إلى‭ ‬تدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬من‭ ‬الابتدائي‭ ‬بالمغرب‭ ‬والاهتمام‭ ‬بها‭ ‬كلغة‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاهتمام‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭.‬
 
وهناك‭ ‬معيار‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنشر‭ ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬الدولية‭ ‬المحكمة،‭ ‬وهي‭ ‬معلومة‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬معاهد‭ ‬التصنيف‭ ‬الدولي،‭ ‬ويمنح‭ ‬عليها‭ ‬تقييم‭ ‬مابين‭ ‬20‭ ‬و40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬بحسب‭ ‬الجهة‭ ‬المصنفة‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معيار‭ ‬أعداد‭ ‬الطلبة‭ ‬والأساتذة‭ ‬وحجم‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬البحثية،‭ ‬ويعطى‭ ‬عليه‭ ‬تقييم‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬ليكون‭ ‬الحكم‭ ‬هو‭ ‬100‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬
 
ونبه‭ ‬الباحث‭ ‬ذاته،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تفاوت‭ ‬أو‭ ‬اختلاف‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬التصنيف،‭ ‬مثل‭ ‬تايمز،‭ ‬وشانغهاي،‭ ‬وأكسفورد،‭ ‬والمعهد‭ ‬الإسباني‭ ‬‮«‬سيرفانتس‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬التصنيفات‭ ‬الدولية‭ ‬تجمع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجامعات‭ ‬العشرين‭ ‬التي‭ ‬تصنف‭ ‬الأولى‭ ‬دائما‭ ‬تشمل‭ ‬جامعة‭ ‬أكسفورد،‭ ‬وهارفرد،‭ ‬والمعهد‭ ‬التكنولوجي‭ ‬لكاليفورنيا،‭ ‬وجامعة‭ ‬كامبردج،‭ ‬وجامعة‭ ‬بريدجبورت‭. ‬بينما‭ ‬اتسمت‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭ ‬باحتلال‭ ‬الجامعات‭ ‬الفرنسية‭ ‬لمراكز‭ ‬متأخرة‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭.‬
 
واعتبر‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬بوجود‭ ‬جامعاتنا‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬مقارنة‭ ‬بدول‭ ‬أقل‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬المغرب،‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭ ‬أننا‭ ‬متأخرون‭ ‬إذا‭ ‬علمنا‭ ‬بتقدم‭ ‬جامعات‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬الفيليبين‭ ‬والأردن‭ ‬على‭ ‬نظيرتها‭ ‬المغربية،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭: ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬هذا‭ ‬التأخر؟
 
الجواب‭ ‬كما‭ ‬يراه‭ ‬المرصد،‭ ‬كامن‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭: ‬تشتت‭ ‬بنيات‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وتعدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬عليه،‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬أمام‭ ‬هدر‭ ‬للطاقات‭ ‬والمادة‭. ‬وكذلك‭ ‬ضعف‭ ‬التعلمات‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي‭. ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬عنصر‭ ‬ضعف‭ ‬الحكامة،‭ ‬الذي‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬معمم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الملاحِظ‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬مظاهر‭ ‬للتسيب‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬تمس‭ ‬بسمعة‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭.‬
 
كما‭ ‬تطرق‭ ‬الدرويش،‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬السلوكات‭ ‬والشبوهات‭ ‬التي‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬معزولة‭ ‬فإنها‭ ‬تمس‭ ‬الأساتذة‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يضعف‭ ‬مكانة‭ ‬تعليمنا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬
 
وأعرب‭ ‬المصدر‭ ‬عينه،‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬بكل‭ ‬نتائج‭ ‬التصنيفات‭ ‬الجيدة‭ ‬لجامعات‭ ‬مغربية‭ ‬مثل‭: ‬القاضي‭ ‬عياض،‭ ‬ومحمد‭ ‬الخامس،‭ ‬وابن‭ ‬طفيل،‭ ‬والمجهود‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الأساتذة‭ ‬الباحثون‭ ‬فيها،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تأسف‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬لجامعاتنا‭ ‬عدم‭ ‬التقدم‭ ‬ومسايرة‭ ‬تطور‭ ‬المغرب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭.‬
 
وسجل‭ ‬بإيجاب‭ ‬ما‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬الجامعات‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬ترتيب‭ ‬جيد،‭ ‬راجيا‭ ‬أن‭ ‬نستدرك‭ ‬الزمن‭ ‬الضائع،‭ ‬وموجها‭ ‬نداء‭ ‬للحكومة‭ ‬المرتقبة‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬رئيسها‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬ومن‭ ‬سيتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يولوا‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا‭ ‬للجامعة‭ ‬المغربية،‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬مع‭ ‬تغيير‭ ‬النظام‭ ‬البيداغوجي‭ ‬من‭ ‬الإجازة‭/ ‬الماستر‭/ ‬الدكتوراه‭ ‬إلى‭ ‬الباشلر،‭ ‬لكنه‭ ‬استدرك‭ ‬بأن‭ ‬الشروط‭ ‬غير‭ ‬متوفرة‭ ‬والظروف‭ ‬غير‭ ‬ملائمة‭ ‬لانطلاقته،‭ ‬مطالبا‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الانطلاقة‭ ‬جماعية‭ ‬تطبعها‭ ‬روح‭ ‬تشاركية‭ ‬ومبادرات‭ ‬جماعية‭. ‬
 

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار