
العلم: رشيد زمهوط
في تطور لافت لموقفها من ملف الوحدة الترابية، التحقت جمهورية بنما رسميا بركب الدول الداعمة بشكل كامل وغير مشروط لسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية.
الموقف الراسخ الذي عبر عنه وزير خارجية بنما خافيير إدواردو مارتينيز-أتشا فاسكيز يؤكد بوضوح سيادة المغرب على صحرائه يعزز دائرة الدعم الدولي المتسعة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وزير الخارجية البنمي صرح خلال مقابلة تلفزيونية بمناسبة الذكرى ال 26 لعيد العرش المجيد، أن بلاده تدعم السيادة المغربية على الصحراء، وجدد في هذا الإطار «دعم بنما المستمر والراسخ لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من أجل تسوية النزاع حول أقاليمه الجنوبية».
رئيس الدبلوماسية البنمية، شدد أيضا على أن بلاده تعتبر الصحراء جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي، في موقف ينسجم مع مواقف عدد متزايد من الدول التي باتت تتبنى رؤية المغرب لحل هذا النزاع الإقليمي، في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة.
التحول الإيجابي لموقف جمهورية بنما، البلد المحوري الذي يربط بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والعضو الحالي بمجلس الأمن الدولي، من قضية الوحدة الترابية للمملكة يعد تتويجا طبيعيا لمسار جاد وناضج من جهود مثمرة للدبلوماسية المغربية بشقيها الرسمي والموازي.
فبعد أقل من سنة من قرار حكومة جمهورية بنما قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع ما يسمى ب «الجمهورية الصحراوية» المزعومة، اعتبارا من 21 نونبر2024 , أكدت بنما منتصف شهر يونيو الماضي دعمها الصريح والواضح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، معتبرة إياها الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء.
هذا الموقف تم التعبير عنه في بيان مشترك تم توقيعه بالرباط، عقب لقاء جمع بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير العلاقات الخارجية بجمهورية بنما، خافيير مارتينيز-آشا فاسكيز .
الوزير البنمي، أبرز خلال ندوة صحفية عقب هذا اللقاء، أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، «يتعين أن تكون الحل الوحيد في المستقبل «، مؤكدا الدعم الواضح لبلاده لمبادرة الحكم الذاتي من أجل التقدم نحو اتفاق مستدام حول هذا النزاع.
خافيير مارتينيز أكد أيضا أن الدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات الثنائية بين بلاده وبين المملكة، من شأنها أن تجعل من بنما جسرا لانفتاح المغرب على أمريكا الوسطى، ومن المغرب بوابة لولوج بنما إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط.