
العلم الإلكترونية - الرباط
لاتزال الأحداث العنصرية التي جرت بمدينة توري باتشيكو بإقليم مورسيا الإسباني تلقي بظلالها على الأوضاع داخل الجارة إسبانيا ، و بدأت الصورة تتضح أكثر مع مرور الأيام بسبب تواتر معطيات و كشف حقائق جديدة .
و في هذا السياق أكدت مصادر إعلامية بمورسيا أن الأمن الإسباني ألقى القبض على ستة أشخاص ضمنهم خمسة إسبان ،يشتبه في أنهم متورطون في أحداث الشغب التي كانت مدينة توري باتشيكو مسرحا لها خلال نهاية الأسبوع الماضي ، كما كشفت هذه المصادر أن التحقيقات المعمقة التي تجريها المصالح الأمنية الإسبانية قادت إلى تحديد هويات الأشخاص الذين اعتدوا على المواطن الإسباني المسن ، و هو الحادث الذي استغله حزب فوكس اليميني لإشعال الفتنة . و لا تزال المصالح الأمنية تتستر على المعطيات المرتبطة بهذا الجانب بعدم نشرها لهويات هؤلاء الأشخاص بسبب السرية التي يقتضيها سير التحقيقات الأمنية ، إو لأسباب أخرى ستكشف عنها الأيام القادمة ، و ألمحت مصادر من المدينة إلى أن الأشخاص المعتقلين المتهمين بالاعتداء على المواطن الإسباني قد يكونون من غير المغاربة .
موازاة مع كل ذلك ارتفعت أصوات من سكان المنطقة منددة بأحداث الشغب و الأعمال العنصرية التي قام بها منتمون إلى حزب فوكس الإسباني المتطرف ضد المواطنين المغاربة ، و انتشرت فيديوهات كثيرة على شبكات التواصل الاجتماعي منددة بما حدث و متضامنة مع المواطنين المغاربة الذين تعرضوا إلى الاعتداء ، و نبهت سيدة إسبانية إلى الخطورة البالغة التي تكتسيها هذه الأفعال الإجرامية في حق مواطنين مغاربة يؤدون أدوار هامة في تطوير اقتصاد المنطقة ، و يقومون بوظائف و مهام صعبة و شاقة جدا في قطاعات الفلاحة و البناء و الخدمات ، و هي المهام التي يرفض الشباب الإسبان القيام بها بالنظر إلى صعوبتها و ضعف محدوديتها المالية .
من جانب آخر بادر الحزب الاشتراكي الإسباني برفع دعوى قضائية ضد حزب فوكس الإسباني المتطرف بتهمة التحريض على الكراهية ، و عزز الحزب دعواه القضائية بفيديوهات و صور تثبت تورط منخرطين و قادة من هذا الحزب في التحريض على الكراهية من خلال أحداث توري باتشيكو العنصرية .