
*العلم الإلكترونية - عبد اللطيف الباز*
في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية كبرى، تواصل المملكة المغربية ترسيخ حضورها الدبلوماسي المتميز في مختلف العواصم الأوروبية، ويأتي عمل سفير المغرب في هولندا كأحد النماذج الناجحة لهذا الحضور الوازن.
يُجمع المتابعون للشأن الدبلوماسي على أن سفير المملكة في بلاد الطواحين محمد البصري نجح في إعطاء زخم جديد للعلاقات المغربية الهولندية، مستندا إلى رؤية تقوم على الحوار والانفتاح وتبادل المصالح المشتركة. فقد استطاع بفضل حنكته وخبرته الدبلوماسية أن يكون جسراً حقيقياً بين الرباط وأمستردام، من خلال تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وتشكل الجالية المغربية المقيمة في هولندا أحد أبرز جسور التواصل بين البلدين، حيث يحرص السفير على مواكبة قضاياها عن قرب، والانصات لانشغالاتها، والعمل على توطيد روابطها مع الوطن الأم. ولعلّ هذا البعد الإنساني والاجتماعي يعكس روح الدبلوماسية المغربية التي تضع المواطن في صلب أولوياتها.
وفي هذا الإطار، ثمن عدد من الفاعلين الهولنديين والمغاربة على حد سواء الجهود الكبيرة التي يبذلها السفير من أجل الدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تفرض التعاون المشترك في ملفات كالهجرة والأمن والتغيرات المناخية.

كما يحظى الدور الريادي للسفير المغربي بتقدير خاص من الأوساط الاقتصادية والثقافية، إذ ساهم في تشجيع الاستثمارات المتبادلة، وفتح قنوات جديدة للتبادل الأكاديمي والثقافي، ما يعزز مكانة المغرب كشريك استراتيجي موثوق به في محيطه الأوروبي.
إن النجاحات التي تتحقق اليوم لم تكن لتثمر لولا الدعم الذي توليه القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، للدبلوماسية المغربية، والتي أضحت عنواناً للانفتاح والحكمة وحسن التدبير.
وبينما تواصل المملكة السير بخطى ثابتة نحو تعزيز شراكاتها الدولية، يظل الدور الريادي لسفيرها في هولندا خير دليل على أن الدبلوماسية المغربية قادرة على كسب التحديات، وبناء جسور الثقة والتعاون، بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين على حد سواء.