Quantcast
2025 نوفمبر 3 - تم تعديله في [التاريخ]

فتحٌ‭ ‬مبينٌ‭ ‬دخلنا‭ ‬به‭ ‬مرحلة‭ ‬الحسم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأممي


فتحٌ‭ ‬مبينٌ‭ ‬دخلنا‭ ‬به‭ ‬مرحلة‭ ‬الحسم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأممي
العلم 

باختيار‭ ‬الآية‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬الفتح‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‮ ‬‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025‭ ‬،‭ ‬أراد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬،‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه‭ ‬،‭ ‬فتحاً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬ترسيخ‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬والطي‭ ‬النهائي‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حل‭ ‬توافقي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬،‭ ‬والدخول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الحسم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأممي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‮ ‬‭ ‬تحديد‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬2797‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬للمبادئ‭ ‬والمرتكزات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بإيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬نهائي‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حقوق‭ ‬المغرب‭ ‬المشروعة‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلنا‭ ‬نعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬فاصلة‭ ‬و‭ ‬نجتاز‭ ‬منعطفاً‭ ‬حاسماً‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المغرب‭ ‬الحديث‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025‮ ‬‭ ‬وهناك‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ . ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬العلامات‭ ‬الفارقة‭ ‬بين‭ ‬المرحلتين‭ ‬،‭ ‬تعزيزاً‭ ‬لقاعدة‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬التدبير‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أطلق‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬الدينامية‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬تعطي‭ ‬ثمارها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ .‬
 
لقد‭ ‬حان‭ ‬زمن‭ ‬المغرب‭ ‬الموحد‭ ‬من‭ ‬طنجة‭ ‬شمالاً‭ ‬إلى‭ ‬الكويرة‭ ‬جنوباً‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يتطاول‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬وعلى‭ ‬حدوده‭ ‬التاريخية‭ . ‬ويعزز‭ ‬هذا‭ ‬الاعتقاد‭ ‬اليقيني‭ ‬أن‭ ‬ثلثي‭ ‬الدول‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أصبحت‭ ‬تعد‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬الإطار‭ ‬الوحيد‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬المشكل‮ ‬‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالسيادة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭ ‬على‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬عرف‭ ‬تزايداً‭ ‬كبيراً‭ ‬بعد‭ ‬قرارات‭ ‬القوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الكبرى‭ ‬،‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬و‭ ‬فرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وروسيا‭ ‬واسبانيا‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬،‭ ‬بتشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والمبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ . ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤهلها‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬،‭ ‬لتصبح‭ ‬قطباً‭ ‬للتنمية‭ ‬والاستقرار‭ ‬،‭ ‬ومحوراً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬بمحيطها‭ ‬الجهوي‭ ‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭ .‬
 
هذه‭ ‬هي‭ ‬تجليات‭ ‬الفتح‭ ‬المبين‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬متبوعاً‭ ‬بإتمام‭ ‬النعمة‭ ‬،‭ ‬وبالنصر‭ ‬العزيز‭ ‬،‭ ‬وبالهداية‭ ‬للصراط‭ ‬المستقيم‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عند‭ ‬المفسرين‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬سبيل‭ ‬يقصد‭ ‬الخير‭ ‬والصلاح‭ ‬والحق‭ ‬والعدل‭ ‬والكرامة‭ . ‬وذلك‭ ‬هو‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬يسير‭ ‬فيه‭ ‬المغرب‭ ‬بالقيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬أعز‭ ‬الله‭ ‬أمره‭ .‬
 
والفتح‭ ‬المبين‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬بتوفيق‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬قضية‭ ‬وحدتنا‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬على‭ ‬رغمها‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬سيبقى‭ ‬حريصاً‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لا‭ ‬غالب‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬مغلوب‭ ‬يحفظ‭ ‬ماء‭ ‬وجه‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ . ‬وهذا‭ ‬منتهى‭ ‬النبل‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬أجلى‭ ‬صورة‭ ‬له‭ ‬،‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬بهذه‭ ‬العبارات‭ ‬الصادقة‭ ‬والقوية‭ ( ‬إن‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬انتصاراً‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يستغلها‭ ‬لتأجيج‭ ‬الصراع‭ ‬والخلافات‭ ) .‬
 
‮ ‬وجاء‭ ‬النداء‭ ‬الصادق‭ ‬الذي‭ ‬وجهه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬وفقه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬لإخواننا‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬،‭ ‬لاغتنام‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬التاريخية‭ ‬،‭ ‬لجمع‭ ‬الشمل‭ ‬مع‭ ‬أهلهم‭ ‬،‭ ‬وما‭ ‬يتيحه‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‮ ‬‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬شؤونهم‭ ‬المحلية‭ . ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬النداء‭ ‬النقي‭ ‬الصافي‭ ‬والنبيل‭ ‬،‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يلتزم‭ ‬بالقيم‭ ‬الرفيعة‭ ‬و‭ ‬بالثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬وبفضائل‭ ‬الأخلاق‭ . ‬و‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬بالوضوح‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬الكريم‮ ‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬التاريخي‭ ( ‬وبصفتي‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬الضامن‭ ‬لحقوق‭ ‬وحريات‭ ‬المواطنين‭ ‬،‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المغاربة‭ ‬سواسية‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬إخوانهم‭ ‬داخل‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ) .‬
 
ولقد‭ ‬ارتقى‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬هذا‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬النبل‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬خصلة‭ ‬أصيلة‭ ‬في‭ ‬ملوك‭ ‬الدولة‭ ‬العلوية‭ ‬،‭ ‬حينما‭ ‬قال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ( ‬أدعو‭ ‬أخي‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬،‭ ‬لحوار‭ ‬أخوي‭ ‬صادق‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة‭ ‬،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬وروابط‭ ‬الأخوة‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ) . ‬و‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الخامسة‭ ‬التي‭ ‬يمد‭ ‬فيها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬اليد‭ ‬البيضاء‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‮ ‬‭ ‬،‭ ‬للمصالحة‭ ‬و‭ ‬إصلاح‭ ‬ذات‭ ‬البين‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الجارين‭ ‬الشقيقين‭ .‬
 
لقد‭ ‬دقت‭ ‬ساعة‭ ‬العمل‭ ‬الجدي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مرحلة‭ ‬الحسم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأممي‭ . ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬القرار‭ ‬التاريخي‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬بحق‭ ( ‬القرار‭ ‬الفصل‭ ) ‬،‭ ‬سيقوم‭ ‬المغرب‭ ‬بتحيين‭ ‬وتفصيل‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬،‭ ‬وسيقدمها‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬،‭ ‬لتشكل‭ ‬الأساس‭ ‬الوحيد‭ ‬للتفاوض‭ ‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الحل‭ ‬الواقعي‭ ‬والقابل‭ ‬للتطبيق‮ ‬‭ . ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬البداية‭ ‬للمرحلة‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بالفاصلة‭ ‬،‭ ‬والمنعطف‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ .‬
 

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار