
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
لم تكن ليلة الاثنين عادية في المغرب، بل تحولت إلى عرس وطني كبير امتد من طنجة إلى الكويرة، احتفاء بالإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب الشباب بعد تتويجه بكأس العالم 2025 في الشيلي.
منذ صافرة النهاية التي أعلنت فوز أشبال الأطلس على الأرجنتين بهدفين نظيفين، انفجرت الشوارع بأهازيج الفرح، وارتفعت الأعلام الوطنية لتزين السماء المغربية، بينما صدحت حناجر الجماهير بشعارها الأثير: "ديما مغرب.. الله الوطن الملك"
في العاصمة الرباط، احتشد الآلاف في شارع محمد الخامس مرددين الأناشيد الوطنية، بينما تحولت ساحة جامع الفنا بمراكش إلى مسرح مفتوح للاحتفال، اجتمع فيه الكبار والصغار على إيقاعات الطبول والرقص الشعبي، لم يكترث أحد الساعة التي كانت قد تجاوزت الثانية صباحا، بل دفء الفرح جعل من الليلة الباردة نهارا مشمسا أنار الطرقات فلبث الشعب حتى الفجر، يرقص ويغني فرحا بالكأس الغالية التي عاتقها أبناء وهبي ورفاق الزابيري.
وفي الدار البيضاء، أضاءت الألعاب النارية سماء المدينة، فيما جابت السيارات الشوارع مطلقة العنان لأبواقها في مشهد وحد المغاربة حول فرحة الانتصار.
هذه الفرحة العارمة لم تقتصر على المدن الكبرى، بل امتدت إلى المدن الصغيرة والقرى والبوادي، حيث خرج الناس إلى الساحات في مشاهد عفوية عبرت عن مدى الانتماء والفخر الوطني.
من جهة أخرى، تفاعلت الصحافة ووسائل الإعلام العالمية مع الإنجاز المغربي بكثير من الإشادة والفخر والاعتزاز، ووصفت كبرى الصحف مثل ماركا الإسبانية وليكيب الفرنسية تتويج المغرب بأنه "ولادة قوة كروية جديدة في العالم"، مشيدةً بجيل شاب أثبت أن الطموح لا يعترف المستحيل ولا الحدود وأن إفريقيا قادمة للهيمنة على رياضة احتكرها الغرب لعقود.