
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
أعلن الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، أن الحزب يلتزم بإحداث معهد وطني للتطوع، باعتباره آلية مؤسساتية لضمان ديمومة واستدامة العمل التطوعي، وترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية وروح الانتماء الوطني، وجاء ذلك خلال لقاء تنظيمي ترأسه الأمين العام مساء أمس الثلاثاء 2 شتنبر بالمقر المركزي للحزب بالرباط، خصص لتقييم الحصيلة المرحلية لبرنامج "2025 سنة التطوع" واستشراف آفاقه المقبلة، والذي انطلقت فعالياته منذ يناير الماضي، وشمل كل المجالات في ربوع المملكة.
وأوضح بركة، في اللقاء الذي حضره عمر حجيرة منسق البرنامج، وقيادات الحزب ورؤساء التنظيمات الموازية والروابط المهنية، أن هذا المعهد سيشكل إطارا منظما يؤطر مختلف المبادرات التطوعية، في انسجام مع برنامج "2025 سنة التطوع" الذي أطلقه الحزب بداية السنة الجارية.
ومن جهته، أكد عمر حجيرة، عضو اللجنة التنفيذية ومنسق البرنامج، أن إحداث المعهد الوطني للتطوع يمثل سابقة في العمل الحزبي والسياسي، ويضمن استمرارية الأنشطة التطوعية بعد انتهاء سنة 2025، مشيرا إلى أن الحزب يسعى إلى بلوغ 2000 نشاط تطوعي عبر مختلف أقاليم المملكة مع نهاية السنة.

ونوه الأمين العام بمستوى التعبئة والانخراط الذي أبانت عنه هياكل الحزب في إنجاح هذا المشروع الوطني الطموح، محذراً في الآن ذاته من محاولات بعض الأطراف تأويل المبادرة بشكل مغلوط على أنها حملة انتخابية سابقة لأوانها، داعيا الجميع إلى المضي قدما في ترسيخ قيم التطوع باعتبارها رافعة أساسية لترسيخ قيم التكافل والتآزر والانتماء والوحدة الوطنية.
وعلى صعيد آخر، توقف بركة عند الحملات التي تستهدف المغرب بغرض التشويش وبث الفتنة في صفوف المواطنين، مؤكدا أن التصدي لهذه المحاولات يكون عبر توطيد الثقة في المؤسسات ودعم الأنشطة التطوعية التي تعزز التماسك المجتمعي، كما خصص حيزا مهما من حديثه لقضية الصحراء المغربية التي تدخل مرحلة استثنائية دقيقة مع اقتراب موعد اجتماع مجلس الأمن، مشددا على ضرورة التعبئة الشاملة للدفاع عن المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل.
ولم يفت الأمين العام الإشارة إلى القطاع الفلاحي، حيث أبرز أن عملية إحصاء القطيع الوطني شكلت فرصة لإعادة هيكلة هذا المجال من أجل تحقيق السيادة الوطنية الغذائية، مشيرا إلى الدعم الحكومي الهام المخصص بقيمة 11 مليار درهم لفائدة الفلاحين ومربي الماشية، بهدف الحفاظ على القطيع وتنميته استعداداً للموسم الفلاحي المقبل.
كما وجه بركة تنبيها إلى مكونات الحزب بشأن ما وصفها بـ"الهجمات الشعواء" التي يتعرض لها الحزب، داعيا الجميع إلى الترفع عن السجالات السياسية العقيمة، والتحلي بالمسؤولية، بما في ذلك المسؤولية الرقمية في مواجهة الأخبار الزائفة التي قد تسيء إلى صورة الحزب.
وخلال هذا اللقاء، أتيح المجال لممثلي الروابط المهنية والتنظيمات الموازية لتقديم مداخلاتهم، حيث أكدوا أن أنشطة التطوع المنجزة أحدثت وقعا ملموسا لدى المواطنات والمواطنين، لاسيما الشباب، وشكلت فرصة لترسيخ قيم المواطنة وتعزيز روح المبادرة، مع استشراف آفاق جديدة قبل نهاية سنة التطوع 2025.