Quantcast
2025 أكتوبر 14 - تم تعديله في [التاريخ]

في‭ ‬مضامين‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭:‬ التوازن‭ ‬العادل‭ ‬بين‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية


في‭ ‬مضامين‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭:‬  التوازن‭ ‬العادل‭  ‬بين‭ ‬مجالات‭  ‬التنمية‭ ‬الترابية
العلم

أولى‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬ليوم‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري‭ ‬،‭ ‬أهمية‭ ‬مركزة‭ ‬لإحداث‭ ‬التوازن‭ ‬العادل‭ ‬بين‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬شروط‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬ركيزةً‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬أبعادها‭ ‬الواسعة‭ . ‬فقد‭ ‬وجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده‭ ‬،‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الفاعلين‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬،‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تناقض‭ ‬أو‭ ‬تنافس‭ ‬بين‭ ‬المشاريع‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬والبرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تنمية‭ ‬البلاد‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬عيش‭ ‬المواطنين‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭ . ‬فردم‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬مجال‭ ‬المشاريع‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬مجال‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬،‮ ‬‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬الرئيسة‭ ‬للمزاوجة‭ ‬بين‭ ‬السير‭ ‬بسرعة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬فائقة‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬السير‭ ‬ببطء‭ ‬شديد‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬متعثراَ‭ ‬أحياناً‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬التفاوت‭ ‬بين‭ ‬المجالين‭ ‬،‭ ‬مجال‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬ومجال‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬بلادنا‭ ‬بسرعتين‮ ‬‭ ‬،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬عقبةً‭ ‬كؤوداً‮ ‬‭ ‬أمام‭ ‬التحول‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬نسعى‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬ويتعارض‭ ‬مع‭ ‬مبدأي‭ ‬استفادة‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬النمو‭ ‬،‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المغرب‭ ‬الموحد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها‭.‬
وبعد‭ ‬أن‭ ‬شدد‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬للمناطق‭ ‬الأكثر‭ ‬هشاشة‭ ‬،‭ ‬أبرز‭ ‬بوضوح‭ ‬كامل‭ ‬،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬ترابية‭ ‬منسجمة‭ ‬،‭ ‬بدون‭ ‬تكامل‭ ‬وتضامن‭ ‬فعلي‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬والجهات‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التعديل‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬النمو‭ ‬،‭ ‬ويحقق‭ ‬القدر‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التضامن‭ ‬والتناسق‭ ‬و‭ ‬التعادل‭ ‬والانسجام‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬التناغم‭ .‬
 
وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المضامين‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬،‮ ‬‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية‭ ‬،‭ ‬بمفاهيمها‭ ‬العميقة‭ ‬،‭ ‬دعا‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المراكز‭ ‬القروية‭ ‬باعتبارها‭ ‬فضاءات‭ ‬ملائمة‭ ‬لتدبير‭ ‬التوسع‭ ‬الحضري‭ ‬،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬آثاره‭ ‬السلبية‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬القروية‭ ‬الناشئة‭ ‬،‭ ‬تشكل‭ ‬حلقةً‭ ‬فعالةً‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القروي‭ . ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التقريب‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬التوازن‭ ‬العادل‭ ‬بين‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية‭ ‬في‭ ‬أبعادها‭ ‬المتنوعة‭ .‬‮ ‬
 
لقد‭ ‬ركز‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الضروري‭ ‬بين‭ ‬التنمية‭ ‬المتسارعة‭ ‬لهذه‭ ‬الفضاءات‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬مناطق‭ ‬الجبال‭ ‬والواحات‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السواحل‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬ومتطلبات‭ ‬حمايتها‭ ‬وتثمين‭ ‬مؤهلاتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬مجالات‭ ‬المشاريع‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ . ‬وهو‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬وجوه‭ ‬كثيرة‭ ‬،‭ ‬أحد‭ ‬المحفزات‭ ‬لرفعه‭ ‬،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬الإنمائية‭ ‬العظمى‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أوراش‭ ‬وطنية‭ ‬تهم‭ ‬الفئات‭ ‬العريضة‭ ‬المستهدفة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ .‬
 
ويبقى‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬تسريع‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬ترابية‭ ‬منسجمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬بدون‭ ‬التكامل‭ ‬والتضامن‭ ‬الفعليين‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬والجهات‭ ‬،‮ ‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحداث‭ ‬القدر‭ ‬المعقول‭ ‬والمطلوب‭ ‬بإلحاح‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬العادل‭ ‬بين‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬مرحلة‭ ‬السير‭ ‬بسرعتين‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬السير‭ ‬بسرعة‭ ‬متقاربة‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الاندماج‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬التناقض‭ ‬والتنافس‭ ‬اللذين‭ ‬يخلان‮ ‬‭ ‬بمضامين‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬،‭ ‬ويحولان‭ ‬دون‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية‮ ‬‭ ‬،‭ ‬ويعرقلان‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية‭ .‬
 

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار