
العلم
في نقطة تحول استراتيجي للموقف الروسي من النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده مستعدة لدعم مخطط الحكم الذاتي لتسوية نزاع الصحراء باعتباره أحد أشكال “تقرير المصير”..
في نقطة تحول استراتيجي للموقف الروسي من النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده مستعدة لدعم مخطط الحكم الذاتي لتسوية نزاع الصحراء باعتباره أحد أشكال “تقرير المصير”..
لافروف الذي ترأس بلاده مجلس الأمن الدولي برسم شهر أكتوبر الجاري،بالإضافة الى عضويتها ضمن مجموعة أصدقاء الصحراء المكونة من خمس عواصم فاعلة في ملف النزاع هي واشنطن , باريس , مدريد , لندن بالإضافة الى موسكو , أكد في لقاء صحفي أول أمس الاثنين أن الموقف الروسي تجاه قضية الصحراء يرتكز على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي .
وزير الخارجية الروسي اعتبر أن قضية النزاع حول الصحراء كانت مطروحة على الطاولة منذ خمسة عقود، وكان الحل المطروح حينها لتسويتها هو خيار الاستفتاء، غير أن الواقع تغير لاحقا يضيف المسؤول الروسي مبرزا أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يمكن أن يكون حلا ناجحا إذا حظي بموافقة الأطراف المعنية وأشرفت عليه هيئة الأمم المتحدة.
الموقف الروسي المنحاز نسبيا الى تصور المجموعة النافذة بمجلس الأمن الدولي والذي يصدر تزامنا مع استئناف أعضاء المجلس الجمعة الماضي مشاورات مغلقة تمهيدا لاعتماد قرار جديد حول الملف بعد أسبوعين (الخميس 30 أكتوبر) يبعثر في نظر المراقبين آخر أوراق الضغط و الابتزاز الجزائرية التي ظلت تراهن على ضغط روسي لاحتواء الدعم الفرنسي الأمريكي و حتى البريطاني للموقف المغربي خلال مداولات المجلس.
موقف موسكو الذي يقترب أكثر من أي وقت مضى للخروج من دائرة الحياد الإيجابي و الانضمام إلى تجمع الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كأرضية وحيدة لحل سياسي نهائي لنزاع الصحراء يأتي أيضا كتتويج لجهود و تحركات دبلوماسية ناجعة آخرها مباحثات هاتفية أجراها قبل شهر وزير الشؤون الخارجية، السيد ناصر بوريطة مع وزير الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية سيرغي لافروف وتناولت الاستحقاقات الثنائية المقبلة، وخاصة التحضيرات الجارية لانعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة والقضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي حيث اتفق الطرفان في حينه على مواصلة الحوار السياسي الثنائي وفق روح بناءة واحترام متبادل وأشادا بالتقدم الملحوظ الذي تم إحرازه على صعيد العلاقات الثنائية، بفضل الإرادة المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والسيد فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية.
يذكر أن العلاقات الثنائية بين الرباط وموسكو ارتقت منذ زيارة جلالة الملك محمد السادس لموسكو عام 2016 ,الى مرحلة الشراكة الاستراتيجية المعمقة في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية وغيرها من أوجه التعاون و التنسيق الثنائي.