
العلم الإلكترونية - الرباط
في سياق وطني ودولي متغير، وتفاعلا مع الدينامية التي يعيشها حزب الاستقلال منذ انعقاد مؤتمره الثامن عشر، ألقى عبد الجبار الرشيدي، رئيس المجلس الوطني للحزب، خلال افتتاح أشغال الدورة العادية المنعقدة يوم أمس السبت 17 ماي 2025، بقصر المؤتمرات الولجة بمدينة سلا، كلمة توجيهية استعرض من خلالها حصيلة العمل التنظيمي والسياسي للحزب، ورهانات المرحلة المقبلة، مؤكدا على مركزية ورش تخليق الحياة العامة، وتجديد النخب، وترسيخ منظومة القيم كمرتكز للعمل الحزبي والاستقلالي.
كما شدد على أهمية هذه المحطة في استكمال البناء المؤسساتي، وتعزيز التماسك داخل البيت الاستقلالي، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية من أجل تمكين الحزب من أداء أدواره الوطنية في أفق الاستحقاقات المقبلة...
في ما يلي نص الكلمة كاملا:
كلمة عبد الجبار الرشيدي
رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال
الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال
الأخوات والإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب
الأخت والإخوة أعضاء لجنة الأخلاقيات والسلوك
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني للحزب
يشرفني أن أفتتح أشغال دورة أبريل للمجلس الوطني لحزبنا العتيد، وفقا لمقتضيات النظام الأساسي للحزب، وهي مناسبة يجتمع فيها برلمان الحزب لمناقشة القضايا السياسية والتنظيمية الراهنة، وبلورة الرؤى والمواقف فيما يتعلق بمستجدات الحقل السياسي والوضعية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية ببلادنا.
لقد عرف حزبنا دينامية غير مسبوقة منذ نجاح مؤتمره العام الثامن عشر، بقيادة الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، وبفضل تعبئتكم وحسكم النضالي العالي، حيث استطاع الحزب أن يخرج من هذه المحطة قويا، متماسكا وموحد الصفوف، مسترجعا لوهجه التنظيمي والسياسي والفكري.
وللتذكير فإن المجلس الوطني للحزب، بعد أن انتخب أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، عاد ليلتأم في دورته العادية الأولى في 7 دجنبر 2024، بعد المؤتمر الثامن عشر، لاستكمال هياكل الحزب ومنظومته القانونية، حيث صادق بالإجماع على النظام الداخلي للحزب، كما صادق على ميثاق الأخلاقيات والسلوك، وانتخاب رئيس المجلس الوطني وأعضاء اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب وأعضاء اللجنة الوطنية للمراقبة المالية.
ويواصل الحزب بكل ثقة وثبات استكمال وتأهيل بناءه التنظيمي، وذلك بتجديد التنظيمات والفروع والروابط المهنية لإعادة ترتيب البيت الداخلي والدخول في جيل جديد من العمل التنظيمي للارتقاء بالأداء السياسي للحزب وضخ دماء جديدة في شرايينه.
وبهذه المناسبة أخبركم بقرار قيادة الحزب، انتخاب أعضاء اللجنة المركزية للحزب خلال الدورة المقبلة للمجلس الوطني، بعد عملية تجديد التنظيمات والروابط حتى يتمكن أصحاب الصفة من التمثيلية في اللجنة المركزية المقبلة.
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني.
إن أهم ما يميز هذه الدينامية الجديدة للحزب على المستوى السياسي والتنظيمي، هو مواصلة تقوية الاستناد على مرجعيات الحزب وثوابته وإيديولوجيته وأفكاره وأطروحته في التعادلية الاقتصادية والاجتماعية، في بلورة مختلف مواقفه وأفكاره واقتراحاته سواء على مستوى العمل الحكومي أو العمل البرلماني أو في مختلف المبادرات التي أطلقها الحزب.
فعندما يحتفل الحزب بالذكرى 51 لوفاة الزعيم علال الفاسي تحت شعار منظومة القيم عند علال الفاسي، فإنه لا يفعل ذلك من باب الترف الفكري، ولكن ليجدد التأكيد على ضرورة إسناد الفعل العمومي والسياسي والمؤسساتي والحزبي بمنظومة القيم، وبضرورة الحفاظ على النموذج الاجتماعي والنفسي للإنسان المغربي وتحصينه بالقيم والأخلاق، وتمنيع المجتمع من الممارسات اللأخلاقية وعدم التطبيع معها، والحفاظ على تماسك الأسرة المغربية وعلى قيم التعاون والتآزر و التعاضد داخلها، كما أكد على ذلك أمس الأخ الأمين العام للحزب في خطابه الهام بمناسبة الذكرى.
لهذا فإن الخطاب السياسي لحزب الاستقلال ومواقفه ومبادراته التشريعية، تؤكد دائما على البعد القيمي، ومواجهة كافة أشكال الممارسات غير الأخلاقية سواء في المجال السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، وهو ما يبصم على الحضور الوازن للحزب في المشهد السياسي الوطني.
إن إعادة الاعتبار للعمل السياسي، واسترجاع الثقة في المؤسسات المنتخبة، وفي المؤسسات السياسية، وتقوية المشاركة السياسية للمواطنين، ومعالجة كافة أعطاب السياسية ببلادنا كل ذلك مدخله الأساسي في نظر الحزب هو النهوض بورش التخليق:
تخليق الحياة العامة، تخليق الممارسة السياسية، تخليق العمل الجماعي، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وإقرار الشفافية والنزاهة في مختلف المعاملات، بالإضافة إلى فتح المجال أمام الشباب والانفتاح عليهم وتجديد النخب، وتقويتها للقيام بأدوارها في قيادة العمل السياسي والانتخابي والاجتماعي وريادة الأعمال والاقتصاد.
وفي الأخير، أود أن أشكركم جميعا على تعبئتكم المتواصلة، وحرصكم الدؤوب على مصلحة الحزب، وانخراطكم المسؤول في مختلف المبادرات والفعاليات والأوراش التي أطلقها الحزب.
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني:
اسمحو لي في الختام أن أعطي الكلمة للأخ الأمين العام للحزب الدكتور نزار بركة، لتقديم عرضه السياسي والتنظيمي طبقا لمقتضيات المادتين 139 و 140 من النظام الداخلي للحزب، ووفق جدول أعمال هذه الدورة.