العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
بداية نارية شهدها افتتاح مونديال العرب في قطر، بعدما فجّر المنتخبان السوري والفلسطيني أكبر مفاجآت اليوم الأول بإسقاط منتخبين يعتبران من أبرز المرشحين للمنافسة على لقب البطولة، ويتعلق الأمر بتونس وقطر، بعد أن انتهت المباراتان بنتيجة واحدة، هدف لصفر، لكن وقع الهزيمتين كان أثقل بكثير مما تشير إليه لوحة النتائج.
في المباراة الأولى، صعق المنتخب السوري نظيره التونسي بهدف مبكر مطلع الشوط الثاني، جاء من ضربة حرة متقنة سكنت الشباك أمام ذهول الجماهير التونسية التي حجت بكثافة إلى المدرجات، ورغم محاولات نسور قرطاج العودة في النتيجة، فإن التماسك الدفاعي السوري وروحه العالية حافظا على التقدم حتى النهاية.
صدمة التونسيين كانت كبيرة، خصوصا وأن المنتخب لم ينهزم طوال تصفيات كأس العالم، ولم يتعرض لأي خسارة رسمية منذ فترة طويلة، باستثناء سقوطه وديا أمام المنتخب المغربي في الرباط، وقام بتصحيح ذلك عبر تعادله المشرف أمام البرازيل بهدف لمثله قبل انطلاق البطولة، لكن هذه المرة، كتب المنتخب السوري أول خسارة رسمية لتونس في مشوارها العربي، ليطلق رسالة قوية لباقي الخصوم أنه حاضر للمنافسة لا للمشاركة فقط.
وفي مباراة لا تقل إثارة، وقع المنتخب الفلسطيني على واحدة من أروع مبارياته في السنوات الأخيرة، حين واجه منتخب قطر بطل آسيا وصاحب الأرض والجمهور.
الفدائيون، المنتشون بإقصاء ليبيا في الملحق، دخلوا المباراة بشجاعة كبيرة ودفاع منظم أربك الهجوم القطري المدجج بالنجوم، وحرم “العنابي” من الوصول إلى الشباك رغم السيطرة النسبية.
ومع دخول المباراة دقائقها الأخيرة، بدا أن التعادل سيكون نتيجة عادلة، قبل أن يفاجئ المنتخب الفلسطيني الجميع بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع، هدف جميل خطف به النقاط الثلاث وأشعل مدرجات أنصاره، تاركا الجماهير القطرية في صدمة غير متوقعة، لتكتب البطولة الحالية عنوانا بالبونط العريض، أن مونديال العرب لا يعترف بالحسابات على الورق، وأن الميدان سيد النتائج، وقطر أرض المفاجات.
رئيسية 








الرئيسية 





